في أول تصريح رسمي عراقي بشأن المحادثات التي تستضيفها بغداد، بين السعودية وإيران، قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن بلاده استضافت أكثر من جولة حوار بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية.
جاء حديث صالح خلال مقابلة أجرتها معه مؤسسة الأبحاث "بيروت إنستيتيوت" وبثت مباشرة على الإنترنت، أكد فيها أن "أمام العراق تحدياً طويل المدى حتى يتعافى سياسياً واقتصادياً"، مؤكداً أن "بغداد وواشنطن لا ترغبان بوجود عسكري أميركي في البلاد".
حوار مع رئيس الجمهورية @BarhamSalih في "قمة بيروت انستيتيوت" يتناول التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق والمنطقة والقضايا الإقليمية والدولية المرتبطة، في ساعة نقاش مع الرئيسة التنفيذية للمؤسسة @raghidadergham، مساء اليوم الساعة 5 بتوقيت بغداد.https://t.co/NmCUyF1DnV pic.twitter.com/3vc0Ctz4G6
— رئاسة جمهورية العراق (@IraqiPresidency) May 5, 2021
وأضاف صالح أن "العراق يواجه توترات إقليمية، لكننا نرى بوادر انتشار لهذا الصراع في المنطقة، والعراق يحاول جمع الأطراف المتخاصمة"، معتبرا أنه "لا يمكن للعراق أن يكون ضعيفا، ولا يمكن أن نغرق في الصراع"، مبينا أن "أغلب العراقيين يرغبون بالمضي قدما في مساعدة شركائنا وأصدقائنا في المنطقة من أجل بناء عراق مستقر ومزدهر".
وأوضح أن "العراق والولايات المتحدة لا يرغبان بوجود عسكري أميركي دائم في العراق، وإيران جارتنا ونريد دمجها في الإطار الإقليمي، لكننا نحرص كذلك على سيادتنا، لا نريد أن يتحول العراق إلى ساحة صراعات".
وأكد أن "الحركة الاحتجاجية التي اجتاحت العراق في عام 2019 كانت تصريحا عميقا لهدف مهم، فالشباب العراقيون نزلوا إلى الشوارع يطالبون بوطن، والخروج من عقود الصراع يتطلب إرادة سياسية وقرارا من العراقيين أنفسهم".
وأضاف صالح أن "المحادثات السعودية والإيرانية مستمرة وهامة، ومن المهم أن يلعب العراق دورا مع الجهات الإقليمية، ويمكن لسيادة العراق أن تجلب الاستقرار إلى دول الجوار"، متحدثا عن استضافة بلاده أكثر من جولة حوار واحدة بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
صالح: العراق والولايات المتحدة لا يرغبان بوجود عسكري أميركي دائم في العراق، وإيران جارتنا ونريد دمجها في الإطار الإقليمي
وتابع، في سياق آخر: "لدينا مشكلة مخيم الهول، والجميع يريد أن يلقي بمشاكله علينا، ولدينا العديد من المقاتلين الأجانب"، مؤكدا أن "العراق لا يستطيع التعامل مع هذا الملف ونحن بحاجة إلى تعاون دولي من أجل ذلك".
يأتي حديث صالح عقب يوم واحد من زيارة وفد أميركي رفيع ضمَّ منسق الولايات المتحدة للشرق الأوسط بريت مكغورك، ومستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هد، ونائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول، والتقى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وبحث معه عدة ملفات، أبرزها التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات، والتأكيد على تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، لا سيما ما يتعلق بانسحاب القوات المقاتلة من العراق، وتطوير التعاون وتوسيعه في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية.
ويمر العراق بأوضاع قلقة، في ظل استمرار القصف الصاروخي على المقار الأميركية في البلاد، والتي تتهم بتنفيذها مليشيات موالية لإيران، ترفض الانصياع لإرادة الحكومة العراقية.
وكان العراق قد أنهى جولته الثالثة من اجتماعات "الحوار الاستراتيجي" مع الولايات المتحدة، من خلال الاجتماع عبر الإنترنت بين مسؤولين من البلدين، وضمن إطار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة عام 2008 بين الدولتين، بعد انتهاء الجولتين، الأولى التي انطلقت منتصف يونيو/حزيران من العام الماضي وجرت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، والثانية التي عقدت في واشنطن خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع وفد رفيع في أغسطس/آب الماضي، وجميعها ركزت على ملفات الأمن والاستقرار في العراق والدعم الصحي لبغداد، إضافة إلى بحث مسألة الوجود العسكري الأميركي في العراق، وهو ما نتج عنه لاحقاً تخفيض عديد القوات الأميركية من 5500 عسكري إلى قرابة 2500.