استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ضمن التحضيرات السياسية للقمة العربية المقبلة المقررة في 19 مايو/أيار الحالي في الرياض.
وقال بن فرحان، عقب اللقاء، إن الزيارة تأتي استكمالاً للتعاون والتنسيق بين السعودية والجزائر في الأمور كافة، وبالأخص ما يتعلق بالشأن العربي، باعتبار أن الجزائر هي رئيس القمة العربية الحالية، وأن المملكة ستتسلم الرئاسة في الفترة المقبلة.
وأضاف: "لقد وجدت كالعادة توافقاً تاماً في الرؤى بين البلدين، وقد استشعرت من قبل الرئيس تبون حرصه على المضي قدماً في مجالات التعاون الثنائي كافة".
وكان لافتاً عدم تطرق الوزير السعودي إلى مسألة تسليم دعوة للرئيس الجزائري للمشاركة في القمة، ما يطرح تساؤلات حول وجود نوايا سعودية لتأخير القمة عن موعدها، وكذا عدم التطرّق إلى قرار عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية والاستياء الجزائري.
وبحسب المسؤول السعودي، فإن "هناك ارتفاعاً مطرداً في التبادل التجاري بين البلدين، ونرى فرصاً لتعزيز هذا، والاستمرار في مجالات التنسيق والتعاون في المجالات الأخرى، ولا شك أن التعاون والتنسيق لا يخدم فقط بلدينا، ولكن أيضاً كل المنطقة والمجتمع الدولي".
ومساء الاثنين، وصل وزير الخارجية السعودي الليلة الماضية إلى الجزائر، قادماً من القاهرة، حيث كان قد التقى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، وناقش عدداً من القضايا والملفات الثنائية والعربية.
#الجزائر | سمو وزير الخارجية الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan يصل إلى الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، وذلك في زيارة رسمية للعاصمة الجزائر pic.twitter.com/qhjMDkCvfS
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) May 8, 2023
وأفاد بيان للخارجية الجزائرية، أن عطاف وبن فرحان ناقشا "آفاق تجاوز الأزمات السياسية والأمنية التي تهدد استقرار العديد من الدول العربية"، و"تطور العلاقات في المنطقة المغاربية، والمساعي المبذولة لإنهاء الأزمات في كل من السودان واليمن وليبيا وسورية ولبنان".
وفي سياق التحضير للقمة العربية المقبلة بجدة، أكد الجانبان "ضرورة اغتنام هذه الفرصة المتجددة لمواصلة الجهود، بغية تنقية الأجواء العربية، وتعزيز الوفاق العربي، امتداداً لما أفضت إليه قمة الجزائر 2022 من قرارات وتوجهات ترمي إلى تحقيق لمّ الشمل ورصّ الصف العربي في مواجهة مختلف التحديات المطروحة إقليمياً ودولياً".
وجرى الاتفاق خلال اللقاء بين عطاف وبن فرحان، بحسب البيان، على "وضع خطوات عملية لتقوية الإطار القانوني والهيكلي للعلاقات الثنائية، وإثراء الترسانة القانونية المسيرة للتعاون الثنائي، وتأسيس المجلس الأعلى للتنسيق الجزائري - السعودي، وتشجيع تبادل الزيارات الرسمية من أجل استكشاف وتجسيد الفرص الواعدة للتعاون والشراكة في المجال الاقتصادي".
وتأتي زيارة بن فرحان مباشرة بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأحد، في القاهرة، حيث تقررت عودة سورية رسمياً إلى الجامعة العربية، لكنها أيضاً تأتي في خضم استياء جزائري، لم يعلن عنه بصورة رسمية، مما اعتبرته الجزائر تجاوزاً، خاصة من الرياض والقاهرة، لصفتها رئيساً للقمة العربية، وتحييدها عن الاجتماعات الأخيرة الخاصة بالمسألة السورية في كل من جدة وعمان.
وتعد هذه الزيارة الثانية لمسؤول سعودي رفيع إلى الجزائر خلال أسبوع، بعد الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والتقى خلالها تبون.