الرئيس الجزائري يجدد ثقته في قائد أركان الجيش بعد واقعة التسريبات

18 يناير 2022
تبون لا يخفي دعمه لشنقريحة (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، عن دعمه ومساندته لقائد أركان الجيش، السعيد شنقريحة، بعد تسريب شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لضابط عسكري كان يشغل منصبا حساسا في قيادة الأركان السابقة، حمل اتهامات إلى شنقريحة بالفساد، وتعيين القيادات بحسب الولاءات الجهوية.

وقال تبون بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني خلال خطاب ألقاه أمام كبار قيادات الجيش بمقر وزارة الدفاع الوطني، "أحيي الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، لما أنجزه على رأس الجيش، وأنوّه بجهوده المبذولة للإبقاء على جاهزية الجيش في كل الظروف".

وعمد الرئيس الجزائري إلى تخصيص تحية إلى شنقريحة وتجديد الثقة في شخصه، في خطوة استباقية لقطع أية تأويلات محتملة بشأن العلاقة بين رئاسة الجمهورية وقيادة الأركان، ومنع أي حديث عن تداعيات محتملة للشريط المسرب.

وأدان القضاء العسكري في الجزائر، الأسبوع الماضي، السكرتير الخاص السابق لقائد أركان الجيش، الضابط قرميط بونويرة، الذي سبق للسلطات الجزائرية أن تسلّمته من تركيا قبل عام ونصف العام. وحكم عليه بالإعدام، بعد ما وجّه له القضاء تهم الخيانة العظمى، وإفشاء أسرار عسكرية من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية.

وسرب بونويرة بطريقة غامضة إلى ناشطين في الخارج، فيديوهات مرئية يتحدث فيها عن وقائع مزعومة منسوبة إلى قائد أركان الجيش الحالي تتعلق بالفساد، عندما كان يشغل منصب قائد منطقة عسكرية جنوبي الجزائر ثم قائد القوات البرية قبل عام 2018، واتهامات له بتعيين القيادات بحسب الولاءات المناطقية بعد توليه منصب قائد الأركان بعد وفاة أحمد قايد صالح في ديسمبر/ كانون الأول 2019.

وجدد تبون تحذيراته لأية أطراف تفكر في تدبير مخططات لاستهداف البلاد، وقال "فالويل لمن اعتدى على الجزائر، وأحيي كل جهود الضباط وضباط الصف والجنود وكل المنتسبين، الجديرين بالانتماء إلى جيشنا الباسل، وأقدر عالياً الالتزام الوطني والاحترافية العالية، التي أثبتها جيشنا، خاصة في تلك المناورات التي أبرز فيها، ما وصل إليه باقتدار"، وأعلن عن قراره اعتبار يوم الرابع من أغسطس/ آب من كل عام يوماً وطنياً للجيش الجزائري.

ووجه الرئيس الجزائري تحذيرات جديدة إلى مجموعات سياسية ومدنية معارضة، تنتقد التضييق على الحريات السياسية والإعلامية في الفترة الأخيرة في الجزائر. وقال "أكررها مرة أخرى، لا ديمقراطية مع دولة ضعيفة، ضعفاً يُحفز الفوضى ومجبرة على التنازل عن المبادئ"، قبل أن يستدرك بالقول "التعليق السياسي وحرية التعبير مضمونان، ولكن بأدب، لأنه لا علاقة لهما بالسب والشتم وكيل الأكاذيب ونشر الباطل ومحاولات تركيع الدولة بأساليب ملتوية".

وجدد الرئيس الجزائري رفضه التوجه نحو الأسواق المالية الدولية لطلب قروض، لاعتبارات سياسية وسيادية وقال "عدم استدانة الجزائر من الخارج يزعج العديد من الأطراف، والاستدانة الخارجية ترهن سيادتنا وحرية قراراتنا، وحريتنا في الدفاع عن القضايا العادلة".

وأشار إلى أن "هناك من تقلقه سيادتنا، لكننا سنواصل طريقنا بإرادة لا تلين، كي تكون الجزائر في مكانتها المستحقة إقليميا ودوليا، بسند جيشنا الوطني الشعبي"، مضيفاً "إنهاؤنا بناء المؤسسات الدستورية النزيهة بإبعاد المال الفاسد، والتي يشارك فيها جيل الشباب الجديد، أزعج الكثيرين".

المساهمون