يكثف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في الآونة الأخيرة، من حواراته الصحافية لصالح وسائل الإعلام الفرنسية والغربية، في محاولة لشرح توجهاته السياسية، وإطلاع الرأي العام الدولي على التوجهات الجديدة للجزائر ما بعد الحراك الشعبي والانتخابات الرئاسية التي حملته إلى الرئاسة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومشروع الدستور الجديد.
وقال تبون، في آخر حوار نشرته جريدة "لوبنيون" الفرنسية، الأربعاء، إن "الحراك المبارك وضع حدا لكوميديا وتهريج الولاية الرئاسية الخامسة"، والتي كان يتوجه إليها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات التي كانت مقررة في إبريل/نيسان 2019، قبل أن تطيحه الثورة الشعبية، وأكد أن "الشعب خرج يوم 22 فبراير إلى الشارع بعد أن بلغ التسيب أوجه في تسيير الدولة نتاج حالة السأم التي سادت الشارع بعد محاولة تمرير عهدة خامسة للرئيس السابق الذي كان مريضا".
وأكد تبون أن هدفه حاليا هو استرجاع ثقة الجزائريين في دولتهم ومؤسساتها، موضحا أن مسودة الدستور المطروحة للاستفتاء الشعبي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، "تتضمن استجابة حقيقية للمطالب الشعبية، وستفتح الطريق الصحيح لاستعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة"، بما في ذلك تشجيع الشباب على الانخراط في العمل السياسي وإنشاء مقاولات الشباب، معترفا بوجود أصوات معارضة. وقال: "نحن في دولة ديمقراطية، فكل يرى الأشياء من وجهة نظره، ونحن نأخذ برأي الأغلبية، لكن نحترم الأقلية وفق المبادئ الديمقراطية".
ورفض الرئيس تبون اعتبار توقيف ومحاكمة صحافيين في الجزائر تضييقا على الصحافة، وقال: "أكنّ احتراما كبيرا لمهنة الصحافة ولي أصدقاء صحافيون، وكنت أكرس دائما احتراما كبيرا للصحافة منذ أن كنت وزيرا، ولم أحدث فرقا بين الصحافيين أو تمييزا بين الصحافة العامة والخاصة، ولم يتم أبدا اعتقال صحافيين من أجل مهنتهم النبيلة"، مضيفا أن "الدولة تهدف إلى حماية النظام العام وتتدخل فقط في حالة وجود انتهاك لحق المواطن في الحياة السلمية، مثلما يحدث في كل الدول"، في إشارة منه إلى قضية الصحافي خالد درارني المحكوم بسنتي سجن بتهمة الدعوة إلى التجمهر والمساس بالوحدة الوطنية.
واعتبر الرئيس الجزائري أن "الطريق بات سالكا لترتيب علاقة مميزة مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة بين الجزائر وفرنسا"، وقال: "قطعنا شوطا كبيرا في علاقاتنا الثنائية مع فرنسا، وأنا أثق في الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفي نظرته إلى الأمور، وأتفق معه في الكثير من المواضيع بالرغم من بعض الاختلافات في بعض الملفات".
وعبّر تبون عن قلق جزائري إزاء تجمد مسارات حل الأزمة الليبية، وقال: "الوضع في ليبيا مقلق جدا لا سيما لدول الجوار، والطريقة الوحيدة لإعادة بناء ليبيا هي الشرعية الشعبية. يجب تنظيم انتخابات مهما كانت الصعوبات، من خلال الاتفاق على شخص ومؤسسات منتخبة من قبل الشعب الليبي".