استمع إلى الملخص
- المفاوضات النووية الإيرانية مع واشنطن ما زالت تواجه انسداداً منذ 2020، ولم تنجح ثماني جولات تفاوض في إحياء الاتفاق النووي.
- التوترات الإقليمية تصاعدت بعد عملية "طوفان الأقصى"، مما زاد من تعقيد الوضع بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل.
أعاد الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، اليوم السبت، تعيين محمد إسلامي رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ليبقى في منصبه الذي أوكله إليه الرئيس الإيراني المحافظ الراحل إبراهيم رئيسي عام 2021. ومحمد إسلامي البالغ من العمر 62 عاماً، حاصل على شهادة هندسة الطرق والبناء من جامعة ديترويت في ولاية ميشيغان الأميركية، قبل أن يكمل الدراسة في مرحلة الماجستير في التخصص نفسه في جامعة أوهايو الأميركية، وحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الملاحة الجوية من جامعة رويال رودز الكندية.
وشغل محمد إسلامي منصب وزير الطرق وبناء المدن في حكومة الرئيس السابق حسن روحاني الثانية، ومناصب أخرى خلال العقود الماضية، مثل نائب رئيس منظمة الصناعات الدفاعية الكبرى للشؤون الهندسية والمشاريع التنموية، والمدير التنفيذي السابق لشركة صناعة الطائرات، ونائب رئيس منظمة صناعات الجو-فضائية، ونائب وزير الدفاع للشؤون الصناعية والبحثية، فضلاً عن رئاسة مؤسسة الصناعات الدفاعية للتعليم والبحوث. ولا تُعرف عن إسلامي مواقف مشددة، وهو مقرب من الإصلاحيين.
وجاء إعادة تعيين محمد إسلامي في وقت ما زالت المفاوضات النووية بشأن الملف النووي الإيراني، تواجه انسداداً منذ سبتمبر/ أيلول 2020، ولم تنجح ثماني جولات تفاوض علنية غير مباشرة مع واشنطن في فيينا بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة عام 2020، في إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018، الأمر الذي دفع طهران مع مرور الوقت إلى التخلي عن التزاماتها النووية بموجب الاتفاق، منها إنهاء قيود الرقابة المشددة على برنامجها النووي بموجب البروتوكول الإضافي المكمل لاتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. واليوم، تقتصر الرقابة من خلال عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذا البرنامج ومنشآت إيران النووية، على اتفاق الضمانات وليس الاتفاق النووي.
كما خاض كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني قبل توليه وزارة الخارجية منذ مايو/ أيار الماضي، على خلفية وفاة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إثر سقوط مروحيته برفقة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، جولات عدة من المفاوضات غير المباشرة، خلال العامين الأخيرين، مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، توصلت أحياناً إلى تفاهمات جزئية بشأن خفض التوتر والتصعيد في المنطقة، على خلفية تصعيد إيران تخصيبها اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60%، وكذلك تصعيد حلفاء إيران في العراق وسورية الهجمات على القوات الأميركية خلال السنوات الأخيرة. لكن التطورات الإقليمية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إثر عملية "طوفان الأقصى" حالت دون استكمال مسيرة التفاهمات. واليوم، أصبح الوضع أكثر تعقيداً من ذي قبل، على خلفية التوترات في المنطقة، إثر الحرب الإسرائيلية على غزة، وتصاعد الصراع بين الاحتلال والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة ثانية.