أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، أن مواصلة الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن "السياسات الفاشلة" للإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب تشكل "عقبة أساسية" بمفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وقال رئيسي، وفقا لما أورده موقعه الإعلامي، إن "اتباع الإدارة الأميركية (الحالية) السياسات الفاشلة للإدارة السابقة بهذا البلد يشكل عقبة أساسية أمام تحقيق تقدم مقبول بالمفاوضات".
وبحث الرئيس الإيراني، العلاقات الثنائية مع رئيس الوزراء الياباني، مؤكدا أن بلاده "بغض النظر عن الاتفاق النووي مستعدة لرفع مستوى العلاقات والتعاون مع بقية الدول بما فيها اليابان في سياق المصالح المتبادلة".
وأكد رئيسي أن "تدخلات الأجانب تشكل عاملا أساسيا في غياب الأمن بالمنطقة"، داعيا إلى حل الأزمة اليمنية عبر الحوار اليمني-اليمني وإنهاء الحصار عن اليمن و"الجرائم البشعة لقوات التحالف"، على حد تعبيره.
واستؤنفت مفاوضات فيينا النووية، أمس الثلاثاء، وبدأ المفاوضون لقاءاتهم ومباحثاتهم للتوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018 في عهد ترامب، وأعادت فرض العقوبات على إيران بشكل أقسى من قبل، وفي المقابل أنهت إيران العمل بمعظم تعهداتها النووية وقامت بتطوير برنامجها النووي بشكل أوسع من ذي قبل.
وتجري راهنا الجولة الثامنة وهي أطول الجولات، حيث انطلقت يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي وتوقفت خلالها المفاوضات ثلاث مرات. وتؤكد جميع الأطراف أن المفاوضات قد دخلت مرحلتها الأخيرة، وأن الاتفاق بات رهين قرارات سياسية للطرفين الرئيسين الأميركي والإيراني، اللذين يرميان الكرة إلى ملعب الآخر بالقول إن على الطرف الآخر اتخاذ هذه القرارات.
وتؤكد الأطراف الأميركية والأوروبية أن المفاوضات لا يمكن أن تستمر في ظل التقدم المستمر لبرنامج إيران النووي واقترابه من العتبة النووية. وفي السياق، ذكر تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين، أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أنها لن تتجاوز نهاية فبراير/شباط الحالي للحسم بشأن إنقاذ الاتفاق النووي، مضيفين أنه في حال فشل ذلك فإن واشنطن ستلجأ إلى سلوك مسار آخر وتطلق جهوداً أشد وطأة للحيلولة دون حصول طهران على السلاح النووي.
من جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الأربعاء، في تغريدة عبر "تويتر": "تظهر الأصوات التي تسمع من الإدارة الأميركية عدم وجود الانسجام اللازم في هذا البلد لاتخاذ قرار سياسي يدفع المفاوضات نحو الأمام"، مؤكداً أنه "لا يمكن لحكومة أميركا أن تدفع ثمن نزاعاتها الداخلية بانتهاك الحقوق القانونية لإيران".
وبدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، مساء الثلاثاء، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إنّ بلاده "مستعدة للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت، لكن من دون وجود نظرة واقعية لدى الطرف الغربي، وخطواته الملموسة والحقيقية لن تتقدم المفاوضات بسرعة"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.