استعرض الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، الصعوبات التي تواجهها بلاده بسبب العقوبات الأميركية، وخاصة في ما يتعلق بشراء لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد، قائلا إن "الإرهاب الاقتصادي" الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضد إيران "مازال متواصلا".
وقال روحاني في كلمة خلال اجتماع للجنة الوطنية لمكافحة كورونا، تابعها "العربي الجديد" إن بعض الدول امتنعت عن بيع لقاحات كورونا لإيران خشية تعرضها للعقوبات الأميركية، مضيفا أنها تجاوزت "الصعوبات الكبيرة" بسبب العقوبات الأميركية وظروف تفشي كورونا.
وفي السياق، أعرب الرئيس الإيراني، عن أمله في أن يتمكن من تسليم السلطة التنفيذية إلى الرئيس الإيراني الجديد بعد أربعة أشهر من دون العقوبات، مؤكدا أنه "في موضوع العقوبات، نحن مستعدون لاتخاذ الخطوات وإن زالت بعض العقبات فيمكن رفع جزء من العقوبات أو كلها".
وأضاف: "إننا نسعى مع انتهاء ولاية الحكومة إلى تسليمها من دون بقاء كورونا والعقوبات".
ولم يسم روحاني العقبات التي تحول دون رفع العقوبات، لكن يتضح من سياق حديثه أنه يقصد وجود عقبات داخلية، حيث سبق أن أكد يوم السابع عشر من الشهر الجاري أيضا أن "الظروف اليوم باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لرفع العقوبات"، متهما أطرافا داخلية لم يسمها بعرقلة عمل الحكومة لإلغاء العقوبات الشاملة المفروضة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.
لم يسم روحاني العقبات التي تحول دون رفع العقوبات، لكن يتضح من سياق حديثه أنه يقصد وجود عقبات داخلية
وحينها، اتهم الرئيس الإيراني، من سمّاهم "أقلية" في الداخل الإيراني بـ"عرقلة" رفع العقوبات، مضيفا أن "أي معسكر وتيار ومجموعة تؤخر رفع العقوبات ولو لساعة لأي سبب كان فإنها قد ترتكب خيانة كبيرة بحق الشعب الإيراني".
وفيما يحمل حديث روحاني حول استعداد طهران لاتخاذ خطوات لرفع العقوبات مؤشرا "إيجابيا" لاختراق الموقف الصلب الراهن بشأن أزمة تنفيذ الاتفاق النووي، أرسلت الإدارة الأميركية أيضا من جهتها رسالة مماثلة الجمعة من خلال سحب شرط أن تتخذ إيران الخطوة الأولى.
وكان مسؤول أميركي، قد قال يوم الجمعة، إن مسألة الطرف الذي يجب عليه أن يتخذ الخطوة الأولى لاستئناف التزام الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، ليست مشكلة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، مبدياً مرونة أكبر من جانب واشنطن.
وقال المسؤول لـ"رويترز"، مشترطاً عدم نشر اسمه إن "من يتحرك أولاً ليس المشكلة... المشكلة هي هل نتفق على الخطوات التي سنتخذها على نحو متبادل".
وأوضح قائلاً: "لا نصرّ مطلقاً على أن تلتزم إيران بشكل كامل قبل أن نقوم بأي إجراء... إذا اتفقنا على خطوات متبادلة... فإن مسألة التسلسل لن تكون مشكلة".
وكان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، قد أكد الأحد الماضي، في كلمة متلفزة سنوية بمناسبة حلول عيد "النيروز" في إيران، أن الموقف الإيراني بشأن أزمة الاتفاق النووي، "أن يتم رفع العقوبات عمليا، ومن ثم سنتحقق من رفعها، وبعد ذلك نعود إلى الاتفاق النووي"، مؤكدا أن "هذه السياسة قطعية لن تتغير".
وأضاف أنه "لا يمكن تجاوز هذه السياسة، وهي محل إجماع"، موضحا أن إيران "ليست في عجلة من أمرها لرفع العقوبات، وصبرُنا كبير ولسنا مستعجلين"، مشددا على أنه "لا مصداقية أبدا للوعود الأميركية ولا نثق بأميركا".
"تضاعف" قدرات تخصيب اليورانيوم
وعلى صعيد مرتبط بتطورات الاتفاق النووي، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مجتبى ذوالنور، اليوم، أن قدرات بلاده في مجال تخصيب اليورانيوم ارتفعت بنسبة 10 أضعاف بعد تشغيل أجهزة الطرد المركزي من الجيل IR6.
وقال ذوالنور في حديث مع وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، إن "سلسلة من أجهزة IR4 للطرد المركزي جاهزة للتشغيل قريبا"، واصفا الخطوة بأنها "مهمة".
وأوضح أن بلاده اتخذت خطواتها لخفض تعهداتها النووية و"أميركا وأوروبا لم تعد أمامهما فرصة".