نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية عن مصدر بالخارجية الإيرانية قوله، اليوم الاثنين، إن المفاوضات النووية ستبدأ غداً الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة.
كما أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، اليوم الاثنين، نقلاً عن "مصدر مطلع" في الخارجية الإيرانية، قوله إن كبير المفاوضين الإيرانيين بالمحادثات النووية علي باقري كني سيتوجه، غداً الثلاثاء، إلى الدوحة للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
من جانبها، أوردت وكالة "رويترز" أن كبير المفاوضين الأميركيين بالمفاوضات النووية روبرت مالي سيصل إلى الدوحة، اليوم الإثنين، للمشاركة في المفاوضات.
وكان مستشار الوفد الإيراني للمفاوضات النووية، محمد مرندي، قد أكد لـ"العربي الجديد"، أمس الأحد، أن إيران اختارت قطر لاستضافة المفاوضات النووية، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ استئناف المفاوضات النووية لا يعني اقتراب التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي "لأن الاتفاق أصبح رهين إرادة الأميركيين"، ومؤكداً أنّ إبرام الاتفاق يتوقف على "رفع العقوبات وتقديم ضمانات لإيران بشكل مقبول".
وشدد مرندي، في حديثه مع "العربي الجديد"، على أنه "يجب أن تحصل إيران على ضمانات لكي تتأكد من أنّ أميركا لا يمكنها تكرار سلوكها السابق بسهولة"، موضحاً أنّ "الأميركيين انتهكوا الاتفاق النووي بشكل دائم في عهد (الرئيس الأميركي الأسبق باراك) أوباما وانقضوا عليه في عهدي (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب و(الرئيس الأميركي الحالي جو) بايدن وانتهجوا سياسة الضغوط القصوى".
وكان مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد أعلنا، السبت الماضي، أثناء زيارة بوريل لطهران عن استئناف المفاوضات النووية قريباً. وكشف بوريل أنّ الجولة المقبلة من المفاوضات النووية لن تُعقد في فيينا لأنها لن تكون في إطار (مجموعة 1+4) المنخرطة في الاتفاق النووي، قائلاً إنّ المفاوضات ستكون بين طهران وواشنطن وقد تنعقد في دولة خليجية.
وعلى صعيد القضايا العالقة في المفاوضات، قال بوريل إن الخلافات المتبقية "سياسية"، مضيفاً أن طهران وواشنطن لديهما "حسن النية" لإحياء الاتفاق النووي، "لكن لا أعلم بعد إن كانتا قادرتين على التغلب على المشاكل السياسية أم لا. لأننا نتحدث حالياً عن مشكلات سياسية. في البعدين الاقتصادي والفني، أنا أتصور أن هناك اتفاقاً، لكن في نهاية المطاف هناك تحفظات سياسية. وأنا لا أستطيع التكهن كيف ومتى ستتغلبان عليها".
وفي وقت سابق من اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي ستُستأنف هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن "الزمان والمكان محددان تقريباً، لكن خلال الساعات المقبلة سيُتّخذ القرار النهائي بشأنهما".
وأوضح خطيب زادة أن المفاوضات ستعقد في دولة خليجية، قائلاً إن بوريل "بذل جهوداً جادة لاستمرار المفاوضات، ونقدر دور الاتحاد الأوروبي وبوريل لتسهيل ذلك".
وكشف خطيب زادة عن "الوصول إلى تفاهمات في المضمون والشكل حول المفاوضات"، رابطاً التوصل إلى اتفاق بأن تثبت الإدارة الأميركية عملياً تخطيها تركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي قرر الانسحاب من الاتفاق النووي في العام 2018.
وشدد خطيب زادة على أن "الكرة في الملعب الأميركي"، لافتاً إلى أن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي نقل إلى إيران خلال زيارته "رسائل" من الجانب الأميركي، ليعرب عن أمله أن تعمل الإدارة الأميركية على أرض الواقع بمقتضى تلك الرسائل.