الدبيبة بعد لقاء أردوغان: حكومتنا ستقود الانتخابات الليبية

02 سبتمبر 2022
اللقاء لم يكن موضوعاً على أجندة أردوغان (الأناضول)
+ الخط -

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في مدينة إسطنبول، في حين أكدت وسائل إعلام أن اللقاء كان مغلقاً ولم يكن موضوعاً على أجندة أردوغان.

وأعلنت الرئاسة التركية، في تغريدة على "تويتر"، أن اللقاء جرى في قصر وحيد الدين في إسطنبول، مرفقة المنشور بصورة من اللقاء، دون أي تفاصيل أخرى.

ونقلت وسائل إعلام تركية أن اللقاء الذي جرى بين أردوغان والدبيبة كان مغلقاً في قصر وحيد الدين.

واللافت أن اللقاء لم يعلن مسبقاً كما لم يكشف عنه في أجندة الرئيس أردوغان، رغم أن برنامج الأخير كان مكثفاً بالاجتماعات واللقاءات.

وقال الدبيبة، في تصريحات بعد اللقاء، إن الجانب التركي "أكد على ضرورة أن تكون نهاية خارطة الطريق في ليبيا عبر انتخابات تشرف عليها حكومتنا حكومة الوحدة الوطنية، لتسلم بعدها السلطة لجهة منتخبة". 

وأضاف في تصريح لمجموعة صحافيين ليلة الجمعة/ السبت، أن اجتماعاته مع المسؤولين الأتراك ومع الرئيس التركي تطرقت لثلاثة محاور: سياسية واقتصادية وعسكرية. 

وطمأن الدبيبة الليبيين بأن "كل المجتمع الدولي اجتمع على أن خارطة الطريق الليبية يجب أن تنتهي بانتخابات"، وتوقع "ألا تطول مدة انتظارها". مؤكداً في ذات الوقت تلقيه "دعماً تركياً في هذا الإطار"، وموضحاً أن "الموقف التركي داعم، ويصبو للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، ويرفض أي فوضى عسكرية في العاصمة طرابلس". 

وجدد الدبيبة التأكيد على شرعية حكومته، قائلاً: "لا وجود لحكومتين، هناك حكومة واحدة هي حكومة الوحدة الوطنية وهي التي تتولى مقاليد الأمور في ليبيا كاملة". 

وقبل ذلك، ترأس الدبيبة اجتماعاً لمتابعة الملف السياسي وعدد من الملفات الاقتصادية والعسكرية، مساء اليوم الجمعة في إسطنبول. 

وحضر من الجانب التركي: رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، ومستشار الرئيس التركي إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، ومن الجانب الليبي: محافظ مصرف ليبيا المركزي، ووزيرا الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وللاتصال والشؤون السياسية، ومستشار محافظ المركزي. 

ووفقاً لما نشرته منصة "حكومتنا" الرسمية، فقد ركز الاجتماع على متابعة الملف السياسي، وتوحيد الجهود الدولية والمحلية لدعم الانتخابات. كما تمت مناقشة عدد من الملفات الاقتصادية في القطاعين العام والخاص، وكذلك زيادة التعاون العسكري بين البلدين من خلال التدريب والتطوير لكافة القوات العسكرية والقوات المساندة.  

وذكرت المنصة أن الرئيس التركي أكد خلال افتتاحه اللقاء على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة طرابلس من أي محاولات عسكرية، قائلاً: "التغيير لا يتم إلا عبر الانتخابات"، مؤكداً دعمه وتعاونه مع ليبيا في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، مترحّماً على أرواح الذين سقطوا في الاعتداء الأخير على العاصمة، بحسب المنصة. 

وفي كلمة للدبيبة، أكد على أهمية دور تركيا في دعم الجهود الدولية للدفع بملف الانتخابات ودعمه ليكون أولوية دولية، معتبراً أن ما جرى في العاصمة طرابلس الأسبوع الماضي هو محاولة للاستيلاء على السلطة بواسطة السلاح والمؤامرات، مجدداً التأكيد أن "لا بديل عن الانتخابات في ليبيا". 

وفي نهاية الاجتماع، تم الاتفاق على برنامج عمل بين البلدين يشمل التعاون العسكري وفي مجال الطاقة، وعودة الشركات التركية لاستكمال المشروعات المتوقفة. كما رحب الرئيس التركي بدعوة تلقاها لحضور أعمال المنتدى التركي الليبي الأول المزمع انعقاده في نوفمبر/تشرين الثاني القادم بحضور شركات تركية متخصصة. 

ووصل الدبيبة، أمس الى تركيا قادماً من مالطا، حيث التقى إثر وصوله وزيري: الدفاع في تركيا خلوصي أكار، والخارجية مولود جاووش أوغلو، ورئيس المخابرات العامة هاكان فيدان، وجرى مناقشة "توحيد الجهود الدولية والمحلية لدعم الانتخابات في ليبيا"، بحسب منصة حكومتنا. 

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو قد التقى، الأربعاء الماضي، مع نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية رمضان أبو جناح، لتقييم التطورات في ليبيا والعملية الانتخابية، وفق ما ذكر الوزير التركي في تغريدة على "تويتر".

ويأتي اللقاء بعد أيام قليلة من اشتباكات شهدتها العاصمة الليبية طرابلس بين فصيل تابع لحكومة الوفاق الوطني وآخر موال لرئيس الوزراء المكلّف من برلمان طبرق، فتحي باشاغا.

 
وكانت مصادر حكومية ليبية قد كشفت الثلاثاء الماضي، لـ"العربي الجديد"، عن وصول رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، إلى تركيا الإثنين، تلبية لدعوة تركية للقاء مسؤولين رفيعي المستوى بحكومة الوحدة الوطنية.

وفي وقت لاحق، أعلن المكتب الإعلامي للحكومة المكلفة من مجلس النواب عن وصول باشاغا إلى تركيا "لبحث المسار السياسي وسبل التعاون بين البلدين"، من دون الإشارة إلى لقاء مع مسؤولين تابعين لحكومة الوحدة الوطنية.

وبحسب المصادر الحكومية، فقد وصل إلى تركيا أيضاً رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الخميس، قادماً من القاهرة، للانضمام إلى لقاءات ليبية برعاية تركية للنظر في الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة الحكومية.

ونتج عن الاشتباكات في طرابلس، أخيراً، انسحاب القوات الموالية للحكومة المكلفة من مجلس النواب خارج طرابلس، وأسفرت عن مقتل 32 شخصاً بينهم مدنيون، فيما جرح 159 آخرون، كما أدت لتدمير ممتلكات عامة وخاصة.

وتتخاصم الحكومتان على السلطة في ليبيا منذ مطلع مارس/آذار الماضي، حيث يطالب باشاغا باستلام السلطة التي يرفض الدبيبة تسليمها إلا لجهة منتخبة.

وتتخذ حكومة باشاغا من مدينة سرت مقراً مؤقتاً لها، فيما تسيطر حكومة الدبيبة على العاصمة والمؤسسات السيادية فيها.