كشفت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اليوم الخميس، نتائج التحقيقات الرسمية للهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي قبل أسبوعين، وأسفر عن مقتل 27 شخصاً وإصابة أكثر من 100.
وقال وزير الداخلية إبراهيم حيدان إن دلائل النتائج الأولية بشأن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن تؤكد وقوف مليشيا الحوثي الانقلابية وراء العملية وذلك باستخدام 3 صواريخ باليستية متوسطة المدى أرض ـ أرض.
وأشار المسؤول اليمني إلى أنه من خلال التحقيقات التي أجرتها اللجنة الرئاسية من خلال جمع البيانات وصور الكاميرات وبعض حطام الصواريخ و زوايا سقطوها وبؤر الانفجارات وإجراء عمليات معاينة وفحص، فقد تبين أن الصواريخ تم إطلاقها من مناطق سيطرة الحوثيين، وبيّن مسارها أنها قادمة من اتجاه الشمال مائل إلى الغرب.
وأضاف أن "الصواريخ المستخدمة في الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي توجد بها أرقام تسلسلية وهي مشابهة لصواريخ توجد بها أرقام مماثلة تعمل بتقنيات واحدة استهدفت بها المليشيات الحوثية الإيرانية مواقع عسكرية ومدنية في محافظة مأرب والمملكة العربية السعودية".
وزير الداخلية: المليشيا الحوثية وخبراء إيرانيون ولبنانيون هم وراء الهجوم الإرهابي على مطار عدن https://t.co/HDU83BJiRo
— سبتمبر نت (@2626sept) January 14, 2021
وقال إنه تم إطلاق الصواريخ الثلاثة من مسافة أكثر من 100كم، ويتضح ذلك من خلال زاوية السقوط للصاروخ ونفاد كمية الوقود الدافع للمقذوف.
وذكر المسؤول اليمني أن الصاروخ الأول سقط عند الساعة 13:24:34 ظهراً (بتوقيت مكة)، وضرب صالة كبار الضيوف (صالة الزعفران)، وأدى إلى خسائر بشرية ومادية.
وأشار إلى أن الصاروخ الثاني سقط عند الساعة 13:25:09 ظهراً في الموقف رقم (1) المخصص لوقوف الطائرة التي تقل الحكومة، ونتيجة لتزاحم المستقبلين وخوفاً عليهم من محركات الطائرة تم تغيير موقف الطائرة في اللحظات الأخيرة إلى الموقف رقم (2)، وهو ما يؤكد تسريب معلومة مكان وقوف الطائرة وتعمد الاستهداف المباشر للطائرة في موقفها المقرر رقم (1).
ولفت وزير الداخلية إلى أن الصاروخ الثالث سقط عند الساعة 13:25:33 ظهراً في الحاجز الحجري للحديقة المقابلة لصالة الزعفران.
وقال حيدان إن النظام الملاحي المستخدم لإطلاق وتوصيل المقذوفات إلى الهدف يعتمد على تقنيات دقيقة موجهة بتقنيات G.P.S، وباستخدام خبراء بمستوى متقدم، وهذا النظام لا تملكه في اليمن إلا مليشيات الحوثي من خلال الخبراء اللبنانيين والإيرانيين.
ولفت إلى أن الصاروخ رقم (2) الذي انفجر في مدرج المطار الموقف رقم (1)، كان رأسه القتالي فيه مادة محرقة، وتبين ذلك من خلال الصورة وكمية اللهب وبقايا مواد محترقة بقيت في الموقع، والهدف منه إحداث حريق هائل لتفجير الطائرة.
في السياق، أبلغ وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، السفير الروسي لدى بلاده فلاديمير ديدوشكين، بأن نتائج التحقيقات التي توصلت إليها اللجنة المكلفة بالتحقيق، أثبتت بشكل قاطع أن مليشيا الحوثي هي التي نفذت الهجوم.
وقال الوزير اليمني إن ذلك الفعل الإرهابي "يستدعي اتخاذ موقف جاد وحازم من قبل مجلس الأمن وإدانة الجناة وتحميلهم تبعات ما ترتب على ذلك الاستهداف الجبان لمطار مدني".
وأسفر الهجوم على مطار عدن عن 28 قتيلا وأكثر من 100 جريح، في حادث قوبل بإدانات دولية وإقليمية واسعة.
ويشهد اليمن، منذ 6 سنوات، حرباً بين القوات الحكومية، مدعومة من التحالف السعودي الإماراتي من جهة، والحوثيين، المدعومين من إيران من جهة أخرى، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.