يواصل تنظيم "داعش" الإرهابي شن هجمات ليلية في مناطق متفرقة من العراق، يوقع بعضها قتلى وجرحى، على الرغم من الخطط العسكرية والعمليات الأمنية المتكررة التي تهدف للحد من خطر التنظيم.
وشن عناصر التنظيم ليل الجمعة-السبت هجوماً على مجلس عزاء في بلدة يثرب بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى. وبعد منتصف ليل الجمعة-السبت، هاجم عناصر "داعش" مقراً للجيش العراقي في مدينة خانقين شمال شرقي محافظة ديالى شرقي العراق، ما تسبب بمقتل جندي وإصابة اثنين آخرين. كذلك قام عناصر من التنظيم الإرهابي مساء الجمعة بقتل فلاح ووالدته في منطقة الطارمية شمال العاصمة العراقية بغداد. وقبل ذلك تبنى التنظيم هجوماً استهدف سوقاً في مدينة الصدر شرقي بغداد، قبل أقل من أسبوعين، أوقع عشرات القتلى والجرحى.
ضابط في قيادة العمليات العراقية المشتركة أكد لـ"العربي الجديد" أن بقايا تنظيم "داعش" بدأت تشكل خطراً حقيقياً لا بد من العمل بشكل أكثر جدية من أجل الخلاص منه، موضحاً أن التنظيم بدأ يستغل الغفلة وبعض الفراغات الأمنية ليقوم بشن هجماته المباغتة.
وأشار إلى أن أغلب هجمات "داعش" خلال الفترة الماضية تمت خلال الليل، وهو أمر ينبغي الالتفات إليه ومعالجته من خلال التعزيزات الأمنية، وتفعيل الجانب الاستخباري، مبيناً أن السلطات سبق أن اتخذت بعض الإجراءات لتعزيز الأداء الأمني، مثل استبدال القيادات الأمنية.
وتابع: "إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً كبيراً، ولا تزال هجمات داعش مستمرة، وأصبحت أكثر تركيزاً ودموية في بعض المناطق"، مشدداً على ضرورة مباغتة العدو في معاقله، وعدم منحه فرصة للتحرك ولملمة شتاته من أجل تنفيذ هجمات جديدة.
ونفذت القوات العراقية، الإثنين الماضي، عملية عسكرية لتأمين المناطق الواقعة شرقي صلاح الدين من هجمات "داعش"، وقبل ذلك شهدت المحافظة ومناطق عراقية أخرى عمليات متكررة لملاحقة بقايا التنظيم.
وقال العقيد المتقاعد أحمد الآلوسي إن العمليات الأمنية الكبيرة التي يتم الإعلان عنها مسبقاً لم تثبت فاعلية في الحد من خطر تنظيم "داعش"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن القضاء على التنظيم بشكل نهائي يتطلب وجود قوات خاصة مدربة قادرة على ملاحقة عناصره في مخابئهم بالمناطق الصحراوية والجبلية والزراعية الوعرة.
وشدّد على ضرورة الاستعانة بالضربات الجوية الدقيقة التي من شأنها اقتناص عناصر "داعش" في مخابئهم، مشيراً إلى إمكانية الاستعانة بالطيران الدولي في حال كانت هناك ضرورة.
وسبق أن أدّت ضربات وجهها طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" إلى مقتل قيادات وعناصر في التنظيم الإرهابي.
وقال التحالف الدولي في بيان، أمس الجمعة، إن شركاءه في العراق وسورية نفذوا خلال الشهر الحالي 38 عملية ضد تنظيم "داعش" بدعم من التحالف.
كذلك نقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن المتحدث باسم التحالف الدولي، واين ماروتو، قوله، أمس الجمعة، إن التحالف جهز القوات العراقية بمعدات تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار منذ عام 2014، موضحاً أن هذا الدعم سيستمر.