أعلنت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الجمعة، عن ترحيب حكومة السودان بمناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لوقف الأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان.
وقال بيان عممته وزارة الخارجية، ردّاً على مناشدة الأمين العام لمنظمة الدولية، أمس الخميس، إن "التجارب السابقة المشابهة لوقف إطلاق النار منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، أثبتت التزام الجيش بالهدن الإنسانية التي تم إقرارها عبر منبر جدة".
وأكد البيان أن "قوات الدعم السريع، استغلت تلك الهدن المتكررة للتزود بالسلاح وتعزيز موقفها الحربي، واحتلال المزيد من مساكن المواطنين والمستشفيات والمساجد والكنائس والأعيان المدنية، ما أدى إلى تعميق الأزمة الإنسانية في البلاد ومكنت المليشيا من ارتكاب أكبر الفظائع والانتهاكات".
وأعربت وزارة خارجية السودان عن أملها في أن "تحقق دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة نتائجها المرجوة دون أن تكون تكراراً لتلك التجارب الفاشلة"، مشيرة إلى أنه "لا بد من تنفيذ المليشيا (قوات الدعم السريع) التزاماتها عبر منبر جدة بخروج عناصرها من مساكن المواطنين والمرافق العامة والأعيان المدنية، وانسحابها من ولايتي الجزيرة وسنار وكل المدن التي اعتدت عليها بعد التوقيع على إعلان المبادئ الإنسانية في 11 مايو/ أيار الماضي مثل نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، ومن ثم تجميع قواتها في مكان يتفق عليه".
كذلك شدّدت الوزارة على "ضرورة وقف الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان التي ترتكبها المليشيا في مختلف الولايات التي اعتدت عليها، بما فيها ولايات دارفور، والجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض، وجنوب وغرب كردفان، وإعادة المنهوبات العامة والخاصة ومحاسبة مرتكبي أعمال التدمير التي طاولت المرافق العامة وممتلكات المواطنين".
وأضافت "بعد وقف الحرب، يتم اتخاذ الترتيبات السياسية اللازمة بعد مشاورات واسعة مع القوى الوطنية كافة لإدارة الفترة الانتقالية التي يعقبها إجراء الانتخابات العامة ليختار الشعب من يحكمه".
وقال الوزارة في بيانها إنها "على يقين أن المليشيا الإرهابية (الدعم السريع)، التي شنت حربها على الدولة والمواطن خلال شهر رمضان المبارك من العام الماضي، عاطلة من كل وازع ديني أو أخلاقي أو وطني ولا يمكنها بالتالي مراعاة حرمة الشهر الكريم"، طبقاً لما جاء في البيان.
الجيش السوداني يواصل تقدمه في أم درمان ويسيطر على منزل الزعيم إسماعيل الأزهري
ميدانياً، يواصل الجيش السوداني تقدمه في مدينة أم درمان وسيطرته على أحياء جديدة، فيما بث مناصرو الجيش مقاطع فيديو تظهر سيطرته على منزل الزعيم التاريخي إسماعيل الأزهري بعد أشهر من دخول قوات الدعم السريع إليه.
وفد برئاسة حمدوك يصل إلى القاهرة لبحث جهود وقف الحرب
إلى ذلك، قالت تنسيقية "القوى الديمقراطية المدنية"، وهو تحالف يرأسه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إن وفداً منها برئاسة حمدوك سيصل، اليوم الجمعة، إلى القاهرة للتشاور مع القيادة المصرية حول جهود وقف الحرب وإنهاء الأزمة في السودان.
وأكدت أن "الزيارة تأتي في سياق العلاقات التاريخية بين الشعبين وضمن الجهود التي تبذلها التنسيقية مع الدول من أجل العمل على إطفاء نار الحرب الدائرة في البلاد، ومخاطبة الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يرزح السودانيون تحت وطأتها والعمل على الاستجابة الفعالة لها، بما يخفف من حجم هذه المأساة، إضافة إلى بحث سبل الوصول لحل سياسي سلمي تفاوضي يؤسس لسلام مستدامٍ، وهو ما يتطلب توفر إرادة الفاعلين السودانيين وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للمساعدة في تيسير بلوغ هذه الغاية بأعجل ما يمكن".