أعلنت جماعة الحوثيين، الخميس، السيطرة على محافظة البيضاء الاستراتيجية بشكل كامل، بالتزامن مع معركة مفصلية تدور في الأطراف الجنوبية الشرقية لمحافظة مأرب النفطية لليوم الخامس على التوالي.
وذكر المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، في بيان صحافي، أن قواتها تمكنت من استعادة السيطرة على مديريتي الصومعة ومسورة، وأجزاء من مديرية مكيراس، وذلك بمساحة إجمالية تقدر بـ2700 كم مربع.
وزعم المسؤول العسكري الحوثي أن العملية، التي أطلق عليها "فجر الحرية"، استهدفت بالدرجة الأولى ما تبقى من "أوكار القاعدة وداعش" في مديريتي الصومعة ومسور، كما تحدث عن أسر 40 عنصراً منهم خلال المعارك، التي قال إنها استمرت 48 ساعة فقط.
#المسيرة_عاجل | متحدث القوات المسلحة: بهذه العملية النوعية تكون محافظة البيضاء قد تحررت بشكل كامل
— المسيرة - عاجل (@alosbou) September 23, 2021
ولم يتطرق المتحدث العسكري الحوثي إلى المكاسب المهمة التي حققتها جماعته أخيراً في الأطراف الغربية لمحافظة شبوة، بالسيطرة على ثلاث مديريات هي بيحان العليا وعين بيحان وعسيلان، كما لم يتطرق إلى المكاسب الأخيرة في الأطراف الجنوبية الشرقية لمحافظة مأرب بالسيطرة على مديرية حريب.
ومن الواضح أن جماعة الحوثيين كانت تنتظر السيطرة على مديرية العبدية في أطراف مأرب قبل الإعلان عن جميع المكاسب، حيث أطبقت عليها حصاراً خانقاً بعد سيطرتها على مديرية حريب أمس الأربعاء.
وأكد مصدر عسكري في القوات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش الوطني مسنوداً برجال القبائل، حاول تدارك الموقف خلال الساعات الماضية، بعد الدفع بتعزيزات ضخمة إلى أطراف مديرية حريب من أجل تخفيف حدة الضغط الحوثي على مديرية العبدية.
وأشار المصدر إلى أن القوة التي خرجت من مدينة مأرب فجر الأربعاء، باتجاه حريب، تمكنت من تثبيت مواقع مهمة، وستبدأ عملياتها نحو فك الحصار على مديرية العبدية.
وساهم تحرك القوات الحكومية في جعل الحوثيين يلجؤون إلى أطراف حريب، لتأمينها بدلاً من التوغل في مديرية العبدية. وحسب المصدر، فإن كل طرف شرع في إنشاء تحصينات دفاعية.
وكانت جماعة الحوثيين قد نقلت المعركة من الأطراف الغربية لمأرب في صرواح ومدغل إلى الأطراف الجنوبية الشرقية في حريب وبيحان، مستفيدة من المكاسب التي حققتها في مديريتي الصومعة ومسورة في البيضاء.
وكان الاختراق النوعي الذي حققه الحوثيون باتجاه محافظة شبوة، هو الثغرة التي ساهمت في انهيار مأرب الجنوبية، حيث تم الالتفاف من عين بيحان باتجاه مديرية حريب، ومن ثم تضييق الخناق على مديرية العبدية التي تقع وسط تضاريس جبلية وعرة.
وعلى الرغم من محاولات تطمين حوثية للجنوبيين بأن هدفهم الرئيسي هو استكمال السيطرة على مأرب؛ فإن المتحدث باسم الجماعة، يحيى سريع، أكد في بيانه الصادر اليوم الأربعاء، نية الجماعة السيطرة على كامل التراب اليمني التي احتلها ما أسماه بـ"تحالف العدوان".
وقال سريع: "سنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان، وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً، لا يخضع لأي احتلال من أي عدو خارجي، ولا يخضع لأي وصاية"، في إشارة إلى قوات التحالف الذي تقوده السعودية.
تصعيد حوثي في العمق السعودي
ولم يقتصر التصعيد الحوثي الواسع على محافظتي مأرب وشبوة، حيث كثفت الجماعة من هجماتها الجوية في العمق السعودي، بالتزامن مع احتفالات المملكة بالعيد الوطني.
وأعلن التحالف، مساء الخميس، اعتراض وتدمير ثلاث طائرات مسيّرة بدون طيار، أطلقتها المليشيا الحوثية، بعد ساعات من اعتراض صاروخ بالستي تم إطلاقه باتجاه جازان.
#عاجل #التحالف: اعتراض وتدمير 3 طائرات مسيرة مفخخة أطلقتها المليشيا الحوثية باتجاه المملكة. #واس_عام
— واس العام (@SPAregions) September 23, 2021
واتهم التحالف جماعة الحوثيين بالتصعيد المتعمد، وشن "هجمات عدائية عابرة للحدود"، لافتاً إلى أنه "يتابع النشاط العدائي ويتخذ الإجراءات العملياتية المناسبة لحماية المدنيين والأعيان المدنية".
ولم تعلن جماعة الحوثيين رسمياً مسؤوليتها عن الهجمات الجديدة في العمق السعودي، حيث يتم عادة تجاهل العمليات الصغرى، وخصوصاً تلك التي تستهدف مناطق الحد الجنوبي للمملكة.
ويهدف الحوثيون من وراء الهجمات الجوية على السعودية إلى تحييد المقاتلات الحربية للتحالف التي أعاقت توغلهم أمس الأربعاء إلى مديرية العبدية، حيث تم استهداف تحركاتهم بـ10 غارات جوية أسفرت عن تدمير عدة دوريات وعربات عسكرية، وفقاً لمصادر قبلية لـ"العربي الجديد".
وقالت المصادر إن الطيران يحضر في المناطق الجبلية والصحراوية بشكل فعال، فيما يتوارى عندما تتوغل جماعة الحوثيين في مناطق مأهولة، كما حصل في مركز مديرية حريب، وكذلك مديريات بيحان.