الحوثيون يستأنفون هجماتهم في عدد من محافظات اليمن مع انتهاء الهدنة

03 أكتوبر 2022
تركزت الهجمات في تعز ومأرب (Getty)
+ الخط -

استأنفت جماعة الحوثيين، اليوم الإثنين، هجماتها على مواقع القوات الحكومية اليمنية في عدد من المحافظات، في مسعى لتحقيق مكاسب ميدانية عقب ساعات من انتهاء الهدنة السارية في البلاد برعاية أممية منذ ستة أشهر، وفشل الجهود الأممية في تمديدها.

وشملت الهجمات مواقع القوات الحكومية في محافظات تعز (جنوب غربي)، والضالع (وسط)، إضافة إلى محافظة مأرب الغنية بالنفط شرقيّ البلاد.

وقال نائب رئيس المركز الإعلامي للجيش اليمني العقيد صالح القطيبي، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحي جماعة الحوثيين شنوا خلال الليلة الماضية هجمات متفرقة على مواقع الجيش في المناطق الجنوبية لمأرب، ونفذوا، صباح اليوم، محاولة تسلل إلى مواقع أخرى في مناطق الأعيرف والفليحاء الصحراوية إلى الشرق من جبل البلق الشرقي الاستراتيجي.

وأضاف أن قوات الجيش "كانت لهم بالمرصاد، وتصدت لتلك الهجمات"، مشيراً إلى أنها "هجمات متوقعة من المليشيا التي لم تتوقف هجماتها في تلك المناطق حتى أثناء فترة الهدنة". وأكد جاهزية الجيش لصد مثل هذه الهجمات، لا سيما عقب انتهاء الهدنة، وقال إن "معاركنا القادمة لن تكون كالسابقة".

ولم يشر القطيبي إلى أي ضحايا سقطوا جراء تلك المعارك، لكنه قال إن الجيش ما زال حتى الآن "في مربع الدفاع يلتزم التوجيهات الصادرة عن القيادة العسكرية العليا، ولم ينفذ أي هجوم ضد مواقع الجماعة، وإنما يدافع فقط بالقدر الذي تقتضيه الحاجة".

إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية ميدانية، لـ"العربي الجديد"، إن مناوشات شهدتها جبهات القتال في مديرية رغوان وجبهة الكسارة شمال غربي مأرب، إثر هجمات للحوثيين، فيما أفادت مصادر أخرى عسكرية ومحلية أن جماعة الحوثيين دفعت خلال الأيام القليلة الماضية بتعزيزات من بينها عربات عسكرية ومسلحين إلى جبهات المحافظة، لا سيما الجبهات الجنوبية.

وكانت تلك الجبهات شهدت هدوءاً نسبياً منذ انطلاق الهدنة في إبريل/ نيسان الماضي، رغم بعض الخروقات التي تتهم القوات الحكومية الحوثيين المدعومين من إيران بتنفيذها، كان أوسعها في الثامن من أغسطس/آب الماضي، حين شنت الجماعة هجوما باستخدام المدفعية والطائرات المسيرة استهدف مواقع الجيش في مناطق الفليحة، العكد، الأعيرف، بعد أيام من إعلان المبعوث الأممي الى اليمن هانس غروندبرغ التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة بين الجانبين شهرين إضافيين.

وفي تعز، أعلن الجيش اليمني، مساء الأحد، إحباط محاولات تسلل للحوثيين، في ثلاث جبهات غرب وشمال المدينة، في الساعات الأولى من انتهاء الهدنة الأممية.

ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" عن المتحدث باسم محور تعز، العقيد عبد الباسط البحر، قوله "إن المليشيات استهدفت بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون مواقع الجيش الوطني في مواقع عدة، وحاولت عقب ذلك التسلل إلى المواقع وخصوصاً أسفل عصيفرة، ومواقع شرق المدينة، وموقع الدفاع الجوي، ومنطقة ماتع غرب المدينة".

وأضاف البحر أن أفراد "الجيش الوطني تصدوا لتلك الجمات وكبدوا المليشيا خسائر كبيرة وأجبروها على الفرار"، حسب قوله.

وكان محور تعز العسكري أعلن، أمس الأحد، أنه رصد ارتكاب جماعة الحوثيين أكثر من خمسة آلاف خرق للهدنة في تعز وحدها، خلال أشهر الهدنة الستة، قال إنها تسببت بمقتل 34 جندياً وجرح 155 آخرين، إضافة إلى 11 مدنياً وإصابة 56.

وذكر المحور، في بيان نشره المركز الإعلامي التابع له، أن تلك الخروقات "تنوعت بين الأعمال الهجومية واستخدام الطيران المسير وأسلحة المدفعية والقناصة وزرع الألغام والعبوات الناسفة وشق طرقات واستحداث تحصينات واستقبال تعزيزات عسكرية جديدة".

وفي محافظة الضالع وسط البلاد، قالت مصادر عسكرية حكومية، تحدثت مع "العربي الجديد"، إن "مليشيات الحوثي استهدفت القوات التابعة للحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدة مناطق، من بينها بتار والجب وحبيل العبدي، وباب غلق في مريس"، شمالي المحافظة، مشيراً إلى أن تلك القوات تمكنت من صد تلك الهجمات جميعها، وأجبرت الحوثيين على الفرار.

وانتهت الهدنة في السابعة من مساء أمس الأحد، فيما فشلت جهود المبعوث لتمديدها لفترة جديدة، إذ اصطدمت برفض الحوثيين مقترحه الذي تقدم به بالخصوص، فيما أعلنت الحكومة المعترف بها دولياً الموافقة عليه وعبرت عن أسفها لعدم نجاح جهود المبعوث في إقناع الحوثيين بتمديد وتوسيع الهدنة.

وأعلن المجلس السياسي للحوثيين، في بيان أمس، رفضه مقترحاً أممياً بشأن تمديد الهدنة، معبراً عن استهجانه "تلكؤ الأمم المتحدة وطرحها ورقة مقترح تمديد الهدنة التي لا ترقى لمطالب الشعب اليمني ولا تؤسس لعملية السلام"، محملاً التحالف الذي تقوده السعودية المسؤولية عن فشل التمديد.

وكان غروندبرغ أعرب، في بيان مساء أمس الأحد، عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة، داعياً الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف.

وأكد المبعوث مواصلة الجهود الحثيثة للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق، مشدداً على حاجة اليمنيين إلى إنهاء النزاع من خلال عملية سياسية شاملة وتسوية متفاوض عليها.

وقال البيان إن المبعوث تقدم، أول من أمس السبت، بمقترح لطرفي الصراع، تضمن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة من دون عوائق، وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين، كما تضمّن الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات العامة.

المساهمون