الحوار الجنوبي: انفصاليو اليمن يبحثون في القاهرة عن استقطابات جديدة

15 اغسطس 2021
لا يبدو أن المؤتمر الجنوبي سيحظى بمشاركة واسعة (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

تحتضن العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، مؤتمراً دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، ويسعى من خلاله إلى المصالحة مع باقي المكونات السياسية الجنوبية، وتوسيع رقعة الاستقطابات في المعسكر الطامح لانفصال جنوب اليمن عن شماله، رغم الرفض المبكر للمشاركة من مكونات مختلفة.
وقال المجلس الانتقالي، إن المؤتمر ينطلق على قاعدة "الجنوب لكل أبنائه"، وإيماناً بشراكة كل أبناء المحافظات الجنوبية في صياغة مستقبل وطنهم وتحديد معالم دولتهم المنشودة، في إشارة إلى خيار الانفصال.
ومنذ تأسيسه بدعم إماراتي في مايو/أيار 2017، ظل المجلس الانتقالي يدّعي أنه الممثل السياسي الوحيد لمدن جنوب اليمن ولا يعترف بالمكونات الأخرى التي تمتلك حضوراً على الأرض منذ بداية تأسس الحراك الجنوبي السلمي ضد السلطات اليمنية في عام 2007.
واعتبر المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي، علي الكثيري، في بيان صحافي، أن حوار القاهرة "هو السبيل الوحيد لتوحيد جهود كل الوطنيين المؤمنين بهدف الاستقلال بالجنوب وطناً ودولة وهوية باتجاه رسم ملامح المستقبل الذي ننشده فضلاً عن الاتفاق على ميثاق شرف يضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه هدف استقلال الجنوب".

رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزُبيدي، ذكر هو الآخر في تصريحات صحافية، مساء أمس السبت، أن المجلس "منفتح على الجميع ويمد يديه للجميع ولن يضيق بأي طرح"، لافتاً إلى أنهم يرحبون بأي رأي يخدم تطلعات الشعب الجنوبي.
وقال الزُبيدي "ذهبنا بأنفسنا إلى من لا يستطيع المجيء إلينا كما وعدنا (..) فلنحافظ على هذا التقارب من خلال المشاركة بفاعلية"، في غزل غير مسبوق بالمكونات الجنوبية التي توجد في العاصمة المصرية القاهرة وباقي العواصم العربية.
ولا يبدو أن المؤتمر الجنوبي الذي تحتضنه القاهرة سيحظى بمشاركة واسعة، خصوصاً بعد رفض قيادات جنوبية بارزة دعوات المجلس الانتقالي، وعلى رأسها وزير الداخلية السابق أحمد الميسري، والقيادي الجنوبي محمد علي أحمد.
ووصف الميسري الذي يقدّم نفسه بصفة رئيس المؤتمر الشعبي العام الجنوبي، دعوات الانتقالي بـ"المشبوهة وغير الجادة"، لافتاً إلى أنها "تكرّس ثقافة التابع والمتبوع".
وقال الميسري، في بيان صحافي "كان الأجدر بالانتقالي أن يعمل على إرسال رسائل إيجابية من الواقع على الأرض ويتخلى عن ثقافة المناطقية والقروية قبل تشكيل اللجان وإطلاق المتكررة وغير الجادة"، في إشارة إلى السياسية التي اتبعها حلفاء الإمارات داخل عدن بإزاحة كافة الجنوبيين وتمكين المنحدرين من محافظة الضالع فقط في كل المواقع القيادية.
وأشار الميسري، إلى أن المؤتمر الشعبي الجنوبي الذي ينطلق في نضاله من الإرث الوطني التراكمي " لا يمكن له أن يكون طرفاً في أي حوارات تديرها مشاريع خارجية" تفتقد إلى أبسط مقومات الاستقلالية وتهيمن عليها سطوة التدخل الخارجي، ويرفض رفضا قاطعاً الارتهان للخارج، في تلميح ضمني للدور الإماراتي في تسيير مشروع المجلس الانتقالي.

 

وفيما دعا المكونات والقوى السياسية الجنوبية كافة إلى تحري المصلحة قبل القبول بمثل هذه الدعوات التي تُظهر الإقرار بكل ممارسات الانتقالي غير الوطنية والمسيئة لعدالة القضية الجنوبية، أكد الميسري أنه لا نجاح لأي حوار "إلا من خلال طاولة مستديرة تتسع للكل ويتساوى فيها الجميع يسبقها التراجع عن كل الشطحات والقرارات والخطوات التي مارسها الانتقالي على الأرض والتي طغت عليها الأعراض المناطقية المقيتة"، حسب تعبيره.
القيادي الجنوبي محمد علي أحمد، رئيس ما يسمى بـ"مؤتمر شعب الجنوب"، أعلن هو الآخر رفضه المشاركة في مؤتمر القاهرة، وشدد على أن "أي دعوة وراءها أي دولة من دول الإقليم الطامعة والمدمرة لشعبنا والمسؤولة عن معاناته مباشرة أو عبر أدواتها الرخيصة لن تكون مقبولة من قبلنا أو من قبل شعبنا الحر"، في إشارة للدور الإماراتي.
وقال أحمد في بيان صحافي "نحن مع المصالحة الوطنية التي يتفق ويجمع عليها كل شركاء الوطن من دون تهميش أو إقصاء لأصحاب القرار الوطني المستقل عن الولاء والتبعية لأي دولة من دول الإقليم الطامعة والمسؤولة على الدمار والقتل والتشتت والمعاناة، والتي عملت على تحويل أتباعها والموالين لها إلى عبيد وأدوات تتحرك وفق مصالحها".
وأكد القيادي الجنوبي، أنه مع أي دعوة للاتفاق الوطني الجنوبي والمصالحة الوطنية، شريطة أن تكون هذه الدعوة نابعة من منطلق وطني أولاً ومن يتبناها ويدعمها طرف دولي وأممي محايد، لم يكن جزءا من هذه الحرب والدمار والقتل والنهب والاستعباد والهيمنة التي تمارسها دول الإقليم في اليمن"، في إشارة للتحالف السعودي الإماراتي.