الحوار التشادي في الدوحة: المعارضة لم تتفق على وفد تفاوضي موحد

18 مارس 2022
قادة المعارضة التشادية خلال حوار الدوحة (العربي الجديد)
+ الخط -

يتّجه ممثلون عن "52" حركة تشادية مسلحة وسياسية مشاركة في الحوار التمهيدي التشادي، الذي يجرى في الدوحة، إلى اختيار أكثر من لجنة للتفاوض مع الوفد الحكومي، بعدما أخفقوا على ما يبدو في الاتفاق على وفد تفاوضي موحد، كما اقترح الوسيط القطري

وأكدت مصادر في المعارضة التشادية، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا اتفاق بعد على تشكيل وفد موحد للتفاوض مع الوفد الحكومي"، مشيرة إلى أن "المشاورات جارية بهذا الِشأن".

بينما أكد الأمين العام لحركة "العمل والنهضة" المشاركة في حوار الدوحة؛ يوسف بركاي مايدى، لـ العربي الجديد، أنه "اتفق على تشكيل لجنتين للتفاوض مع الحكومة"، كاشفاً أن "اللجنة الأولى تضم 14 عضواً، أما الثانية فتضم 16 عضواً نظراً للعدد الكبير للحركات المشاركة في الحوار". ولفت إلى أنه "تركت لكل حركة حرية الإعلان عن تشكيل الوفدين".


مايدى بيّن أن "الحركات، جميعها، الممثلة في لجنتي التفاوض جاءت من خارج تشاد".
 

كما أكد الأمين العام لحركة "العمل والنهضة" أنه "قد اتفق على إطار للتفاوض مع الوفد الحكومي يهدف إلى بناء سلام دائم وشامل في البلاد".

وقال إنه "من الطبيعي أن يبدأ أي تفاوض بين المعارضة والحكومة التشادية بالإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار لإثبات حسن النوايا".

وأكد مايدى أن "المعارضة التشادية جاهزة للتفاوض مع الحكومة في حال كانت الحكومة جاهزة لذلك"، مرجحاً أن تنطلق المفاوضات مع الوفد الحكومي "مطلع الأسبوع المقبل".

الصورة
يوسف بركاي مايدى/سياسة/ العربي الجديد
مايدى رجح بدء التفاوض مع وفد الحكومة مطلع الأسبوع المقبل(العربي الجديد)

من جهة ثانية، كشف مايدى أن الحكومة التشادية سبق أن التقت، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مع عدد من ممثلي الحركات المسلحة في تشاد في مفاوضات، وصفها بـ"الأولية"، جرت في باريس.

وعن تفاصيل مفاوضات باريس، كشف أنه اتفق خلالها على تقديم بوادر حسن النوايا، منها نشر قانون يقضي بالعفو العام عن جميع السجناء السياسيين، وقانون آخر بإعادة الممتلكات المصادرة لحركات المعارضة.

ونقل مايدى موقف حركته قائلاً إنهم في الحركة يعتبرون الحكومة التشادية جادة في التوصل إلى اتفاق سلام.

في المقابل، أكدت مصادر في المعارضة التشادية وما يعرف بمجموعة "روما" التي تضم أكبر الحركات التشادية المسلحة، لـ"العربي الجديد"، أن "الحركات المسلحة لم تتفق بعد على تشكيل وفد التفاوض مع الحكومة التشادية أو أجندة التفاوض، ولا يعنيها ما تعلن عنه الحركات الأخرى".
 
ورفضت هذه المصادر تأكيد ما إن كان الوسيط القطري قد منح مهلة تنتهي اليوم الجمعة لتشكيل وفد المعارضة الذي سيتفاوض مع الوفد الحكومي.

وكانت مصادر تشادية قد أكدت، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن الوسيط القطري الميسر للحوار يسعى، في المشاورات التي تجرى خلف الأبواب المغلقة، إلى الاتفاق مع الحركات التشادية المسلحة على تشكيل وفد تفاوضي موحد يمثل جميع أطياف المعارضة التشادية، تمهيدا لبدء الحوار والمفاوضات مع وفد المجلس الانتقالي العسكري "الوفد الحكومي"، وللاتفاق على أجندة التفاوض، حيث تسعى حركات المعارضة الى إدراج رؤيتها في وثيقة أجندة التفاوض.

وتداول أعضاء في الحركات التشادية المشاركة في حوار الدوحة التمهيدي ما وصفوه بمواضيع التفاوض مع الوفد الحكومي، أهمها وقف إطلاق النار قبل بدء الحوار الوطني، ووقف جميع أشكال العداء والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع أسرى الحرب والسجناء السياسيين وأسرى الرأي بمرسوم خاص، وإعادة دمج المقاتلين والنشطاء المدنيين المنفيين العائدين إلى تشاد في مؤسسات الدولة، وغيرها من المطالب. 

وانطلقت في العاصمة القطرية (الدوحة)، الأحد الماضي، المحادثات التشادية الممهدة للحوار الوطني الشامل في مايو/أيار المقبل، بمشاركة ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي ونحو 52 حركة مسلحة، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وتناقش المحادثات ملفات أبرزها رسم خطة طريق تمهد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مع نهاية الفترة الانتقالية التي يقودها محمد ديبي، نجل الرئيس السابق إدريس ديبي.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي إن تشاد تواجه تحديات كثيرة، موضحاً أن الاستقرار شرط أساسي، وهو ما تسعى الدوحة لتحقيقه من خلال تقريب وجهات النظر، وفق تعبيره.

وكانت وزارة الخارجية القطرية نظمت، الأربعاء الماضي، اجتماعاً تنسيقيًّا لعدد من السفراء المعتمدين في قطر بشأن استضافة الدوحة المفاوضات التشادية.

وأوضحت الخارجية أن استضافة المباحثات تعكس حرص الدوحة على مواصلة دورها لاعباً نشطاً وفعالاً لإرساء الأمن والسلم الدوليين انطلاقاً من قيم ومبادئ عربية أصيلة، ورؤية وطنية، وسياسة خارجية ركيزتها التعاون والوساطة لحل النزاعات بالطرق السلمية عبر الحوار والتفاوض لخير الشعوب كافة.

يذكر أن الجيش التشادي أعلن، في 20 إبريل/نيسان الماضي، مقتل الرئيس إدريس ديبي (68 عاماً) متأثراً بجراح أصيب بها خلال تفقد قواته في الشمال، حيث يشنّ المتمردون هجوماً لإسقاط نظامه الحاكم منذ 1990.

وتوفي ديبي بعد ساعات من إعلان فوزه رسمياً بولاية سادسة في انتخابات رئاسية أجريت في 11 إبريل/نيسان الماضي.

وعقب وفاته، شُكّل مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجله محمد (37 عاما) لقيادة البلاد مدة 18 شهراً، يعقبها إجراء انتخابات.

.