أكدت الحكومة الأفغانية ضرورة وجود "جهة ثالثة" تراقب سير الحوار وتتوسط بين الطرفين في بعض الأمور، من أجل إحراز تقدم في المفاوضات مع حركة "طالبان"، فيما ترفض الحركة تقرير البعثة الأممية حول تحميلها "مسؤولية قتل المدنيين"، داعية البعثة إلى عدم الانحياز إلى أي طرف.
وقال رئيس هيئة تفاوض الحكومة الأفغانية مع حركة "طالبان" معصوم ستانكزاي، أثناء لقائه بالمبعوث الأوروبي الخاص لأفغانستان توماس نيكلوسون، إن وجود وسيط بين الطرفين "أمر ضروري من أجل إحراز التقدم في الحوار" بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان".
وأكدت هيئة تفاوض الحكومة مع "طالبان"، في بيان لها اليوم الإثنين، أن رئيس الهيئة معصوم ستانكزاي وبعض أعضائها أجروا لقاء بالمبعوث الأوروبي الخاص لأفغانستان، وناقشوا معه مستجدات عملية السلام الأفغانية والعقبات الموجودة بهذا الشأن.
وبحسب البيان، فإن ستانكزاي شدد خلال اللقاء على "ضرورة خلق الإجماع وتوحيد الكلمة بين القوى السياسية الأفغانية المختلفة، علاوة على ضرورة خلق الإجماع على مستوى دول المنطقة وقوى العالم بشأن أفغانستان".
وأكد البيان أن دعم المجتمع الدولي لعملية السلام الأفغانية وموقفه الموحد حيال إحلال الأمن في أفغانستان "سيدفع عملية السلام نحو الأمام"، مشددا على أن "التصعيد الحالي وما يعانيه المواطن الأفغاني بسبب موجة التصعيد الأخيرة يستدعي تسريع عملية المفاوضات".
كما شدد ستانكزاي على أن "الطرفين لا بد أن يستفيدا من هذه الفرصة المواتية لإقرار الأمن والسلام في أفغانستان، ووقف حمام الدم في البلاد"، مشيرا إلى أن "نية أطراف الحرب الأفغانية في إحلال الأمن ضرورية للغاية، كما أن أمن أفغانستان مهم لأمن المنطقة".
وحيال الزيارة الأخيرة للسياسيين الأفغان إلى الدوحة، برئاسة رئيس المجلس الأعلى الوطني للسلام عبد الله عبد الله، واجتماعهم بـ"طالبان"، قال ستانكزاي إن "تلك الزيارة تثبت أن الحكومة الأفغانية لديها نية صادقة لحل القضية مع "طالبان" عبر الحوار".
من جهتها، انتقدت الحركة بشدة تقرير الأمم المتحدة بشأن "الضحايا المدنيين" الذي أصدرته البعثة الأممية في أفغانستان اليوم.
وقالت الحركة، في بيان لها، إن "التقرير الأممي يزعم أن 40 في المئة من مسؤولية قتل المدنيين تقع على عاتق "طالبان"، فيما يبرئ الحكومة الأفغانية والقوات الدولية، وهو أمر ترفضه "طالبان".
ورفضت الحركة، في بيانها، التقرير، مؤكدة أنه خلال الأشهر الستة الماضية لم ترتكب أي عمل ألحق ضررا بالمواطنين، متهمة الحكومة الأفغانية بـ"ارتكاب الجنايات بحق المدنيين من خلال القصف الجوي والهجمات الصاروخية على المنازل السكنية".
كما أكدت "طالبان" أن الاستخبارات الأفغانية تروج أخبارا كاذبة بحقها، وتتهمها بقتل المدنيين، مثل ما حدث في مديرية سبين بولدك بقندهار ومديرية ماليستان في غزنه.
وكانت البعثة الأممية لدى أفغانستان قد أعلنت، اليوم، أن ما يقرب من 2400 مدني أفغاني قتلوا أو أصيبوا في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران، مع تصاعد القتال بين حركة "طالبان" وقوات الأمن الأفغانية، وهو أعلى رقم يسجل خلال هذين الشهرين منذ بدء عملية التسجيل في 2009.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، في تقرير لها، إنها وثقت سقوط 5183 ضحية من المدنيين بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران، بينهم 1659 قتيلا، فيما تعد هذه زيادة بنسبة 47 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ميدانيا، أعلنت الحكومة الأفغانية أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على مديرية كلدار بإقليم بلخ شمال البلاد.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان لها، إن قوات الجيش الأفغاني استعادت السيطرة اليوم على مقر المديرية وجميع المقار الحكومية فيها بعد مواجهات مع "طالبان"، مشيرة إلى مقتل 20 مسلحا وإصابة آخرين بجروح.
وتقع مديرية كلدار على الحدود مع أزبكستان، وهي مديرية استراتيجية تقع فيها معبر حيرتان بين أفغانستان وأزبكستان.
وكان الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد قد أكد، في وقت سابق اليوم في تغريدة له عبر "تويتر"، أن مسلحي "طالبان" تصدوا لقوات الحكومة في مديرية كلدار وتمكنوا من قتل ستة من عناصر الجيش، وإصابة 13 آخرين بجراح.