الحشد الشعبي التونسي... تنظيم سياسي جديد يثير جدلاً متصاعداً

14 اغسطس 2021
تزايدت مخاوف التونسيين من التنظيم الجديد بسبب غموض مشروعه وشعاراته (Getty)
+ الخط -

أثار إعلان تكوين الحشد الشعبي التونسي جدلاً في تونس حول طبيعة هذا التنظيم السياسي ومشروعه وعلاقته بالحشد الشعبي في العراق وهواجس الانزلاق بالبلاد نحو العنف الثوري والمليشيات الشعبية المسلحة الموازية.

وتزايدت مخاوف التونسيين من التنظيم الجديد بسبب غموض مشروعه وشعاراته إلى جانب أبرز قياداته، حيث يُعرَف عن المتحدث الرسمي باسم الحزب، المنصف الوحيشي، الذي كان مرشحاً في الرئاسيات السابقة باسم "التكتل الشعبي" إيمانه بالفكر الجماهيري ودفاعه عن اللجان الشعبية ونظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي

وقال المتحدث باسم الحشد، المنصف الوحيشي، مفسراً أنه لا "وجود لأي شبهة حول الحشد الشعبي في العراق وإيران، موضحاً أن "الحشد الشعبي في تونس هو حشد من أجل الوحدة الوطنية"، نافياً أي "تقارب بين الحشد الشعبي الموجود في الشرق، ومبادرة الحشد الشعبي التونسي المساند لطلبات الشعب التونسي". 

وقال الوحيشي، في تصريح لقناة "الزيتونة"، إنّ "اختيار التسمية هدفه الابتعاد عن كلمتي الحزب والحركة، التي ملّ منهما الشعب التونسي بعد أن فقدت الأحزاب مصداقيتها بسبب المآسي التي سببتها الأحزاب الحاكمة طوال السنوات الأخيرة على جميع المستويات".

وشدد على أن "الحشد الشعبي وُجد من أجل مصلحة الشعب التونسية، مؤكداً أنْ ليس له أيديولوجيا ولا يدعو إلى الطائفية أو التطرف"، مبيناً أن "الحشد الشعبي نوع من الائتلاف الذي يجمع شخصيات وطنية، وهو مفتوح للأحزاب غير البرلمانية ولا يستثني أي طرف". وأضاف: "إن الحشد يترأسه مجلس قيادة شبابية يقوده أنيس قعدان". 

وحول تشابه شعار الحشد الشعبي في تونس مع شعارات الحشد الشعبي في المشرق، نفى المتحدث، ذلك قائلاً: "إن شعار الحشد الشعبي في العراق وإيران يحمل السلاح، وفي تونس يحمل ألوان الزهور وجميع الألوان التي تعكس عدم التفرقة وعدم التمييز بين جميع ألوان الشعب التونسي".

وحول علاقتهم بالرئيس التونسي، قال: "نحن مع متطلبات الشعب التي استجاب لها الرئيس قيس سعيّد ونحن ندعم ما اتخذ من قرارات".

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الحشد الشعبي التونسي: "نحن لا نؤمن بالربيع العربي، ونعتبره مشروعاً صهيونياً لضرب الإسلام وكسر الوحدة العربية، كما وقع في سورية والعراق وليبيا، وحفظ الله تونس والجزائر من هذه المخططات".

وأثار ظهور الحزب مخاوف المتابعين وهواجسهم بين من حذّر من خطورة هذه التنظيمات السياسية الجديدة على الديمقراطية التونسية، ومحذرين من نيات وامتداد هذا الحشد.

ودعا عضو المكتب التنفيذي لحزب حراك تونس الإرادة، الذي أسسه الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، الدكتور مصدّق الجليدي، الدولة التونسية إلى "منع تنظيم الحشد الشعبي بتونس''، مضيفاً: ''المعلوم أن الحشد الشعبي تنظيم شيعي مسلح موالٍ للحكومة العراقية تأسس رسمياً في العراق سنة 2016''. 

وأضاف الجليدي، في تدوينة على الصفحة الرسمية للحزب: ''مما لا شك فيه، أن تسمية الحشد الشعبي بتونس مستمدة مباشرة من اسم ذلك التنظيم العراقي الشيعي المسلح، وقد اتخذ له أصحابه شعاراً شبيهاً بشعار جنيسه العراقي: الشكل الدائري المضاعف، ومكان التسمية والتسمية نفسها ويشتركان في أربعة ألوان: الأسود والأبيض والأحمر والأخضر''. 

وتائع قائلاً: ''وقد أُسّس الحشد الشعبي كما جاء على لسان ناطقه الرسمي ليكون بديلاً من الأحزاب (الديمقراطية) ويكون نقيضاً لها. وهذا بطبيعة الحال في سياق انقلاب 25 يوليو 2021، فهو بمثابة مليشيا مع تأجيل التنفيذ لهرسلة القوى المدنية الديمقراطية المناهضة للانقلاب وترهيبها، وهو نذير بقيام صراع أهلي عنيف قد يصل إلى حد الاحتراب الأهلي''. 

وخلص إلى القول: ''فمن واجب الدولة منع هذا التنظيم المهدد للسلم الأهلي، ومن واجب القوى المدنية الديمقراطية التنبيه إلى خطره والمناداة بحظره''.

المساهمون