الحرس الثوري الإيراني: اغتيال فخري زادة تم بالأقمار الصناعية

06 ديسمبر 2020
شريف: إيران كانت قد أفشلت عدة محاولات لاغتيال فخري زادة على مدى 21 عاماً (الأناضول)
+ الخط -

 

 

كشف نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني علي فدوي، في تصريحات أوردها التلفزيون الإيراني مساء الأحد، تفاصيل عملية اغتيال فخري زاده، لافتاً إلى أن تفجير سيارة "البيك آب" التي كانت مركونة بجانب الطريق والمستخدمة في عملية الانفجار، كان بهدف القضاء على فريق حماية فخري زادة المكون من 11 شخصاً من قوات الحرس الثوري

وأوضح أن سلاحاً وُضع داخل سيارة "البيك آب" وكان مجهزاً بجهاز ذكي عبر الأقمار الصناعية، وكان له ذاكرة ذكية ركزت على الشهيد فخري زادة".

وقال إن "إصابة قائد فريق الحماية نتيجة رمي نفسه على جسد العالم فخري زادة لحمايته"، مشيراً إلى أن مقتل فخري زادة "كان بسبب تعرضه لطلقة في الظهر تسببت بقطع النخاع".

ولفت إلى أن السلاح الآلي الموضوع على "البيك آب" أطلق 13 طلقة، وبقية الطلقات النارية أُطلقت من قبل المرافقين، نافياً "وجود أي شخص (مهاجم) في مشهد الاغتيال".

وكان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، قال اليوم الأحد، إن "اغتيال العالم محسن فخري زادة في الشارع عبر الأقمار الصناعية لا يخدش أمننا"، مؤكداً أنه "في الوقت نفسه، إذا كانت هناك مشكلة في السيطرة الأمنية، فيجب رفعها".

ولفت شريف إلى أن فخري زادة "كان من البارزين في الحرس" الثوري الإيراني، وفقا لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية.

ولم يكشف شريف طريقة اغتيال فخري زادة يوم 27  نوفمبر/تشرين الثاني بالقرب من العاصمة طهران عبر استخدام الأقمار الصناعية، إلا أن وكالة "فارس" للأنباء ذكرت في وقت سابق أن سيارة البيك آب المركونة إلى جانب الطريق، والمستخدمة في عملية الاغتيال، كانت تحمل سلاحاً آلياً يعمل عن بعد، وأُطلقت منها عدة رصاصات تجاه فخري زادة وفريق الحماية، قبل أن يتم تفجيرها من خلال المواد المتفجرة الموضوعة فيها.

ونفت وكالة "فارس" صحة روايات أخرى تحدثت عن مشاركة 12 عنصراً وسيارات ودراجات نارية في عملية الاغتيال، قائلة إنه لم يوجد في المكان "أي مهاجم".

وأضاف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، من ميناء بندر عباس المطل على الخليج، أن "الصهاينة من خلال قوة إعلامهم يحاولون صناعة انتصار كبير من الحادث، لكننا تعلمنا أن الحرب فيها انتصارات وهزائم ودماء، ونحن في مواجهة مع الكيان الصهيوني".

وأكد أن بلاده كانت قد أفشلت على مدى 21 عاماً عدة محاولات من الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال فخري زادة "لكنهم أخيرا نجحوا في ذلك عبر إمكانيات تقنية"، مشيراً إلى أن "الكيان الصهيوني كان قد ذكر في تقاريره العالم الشهيد محسن فخري زادة قبل 21 عاماً، كما ذكره بالاسم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ثلاث مرات في التلفزيون الرسمي، لكننا حافظنا على هذا الجوهر القيم طيلة هذه السنوات".

وكان فخري زادة عائداً يوم الجمعة الموافق 27 نوفمبر/تشرين الثاني صباحاً برفقة زوجته من مدينة رستم كلاي في محافظة مازندران شمالي إيران إلى طهران، قبل أن يتعرض لاغتيال في مدينة أبسرد، على بعد 45 كيلومتراً من شرق العاصمة.

واتهمت السلطات الإيرانية رسمياً الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء حادث الاغتيال، مع اتهامات أخرى للولايات المتحدة والسعودية بالتعاون معه، ومنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة بالمشاركة في التنفيذ.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وكان فخري زادة يبلغ من العمر 59 عاماً، وهو أبرز العلماء الإيرانيين في الأبحاث النووية والدفاعية والصاروخية، ومدرّس للفيزياء النووية في جامعة "الإمام الحسين" التابعة للحرس الثوري الإيراني، شرق طهران.

كما عمل فخري زادة نائباً لوزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، ورئيس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة للوزارة، بحسب تصريحات الوزير نفسه، غير أن مكانة فخري زادة العلمية كانت أكبر من الصفة الرسمية التي حملها كنائب لوزير الدفاع، إذ كانت تقارير استخباراتية غربية تعتبر أنه كان "مؤسس البرنامج النووي الإيراني" و"مدير البرنامج النووي العسكري" الإيراني.

وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، قد وصف فخري زادة، بُعيد اغتياله، بأنه كان "مصدر خدمات كثيرة، وتمكّن من الرقي بالقدرات الدفاعية إلى المستوى المقبول من الردع"، معتبراً أن اغتياله وجه "ضربة كبيرة للمنظومة الدفاعية" الإيرانية.