الحرب على غزة تخترق جلسة برلمان بريطانيا

الحرب على غزة تخترق جلسة برلمان بريطانيا

25 أكتوبر 2023
دعوات في بريطانيا لوقف فوري للحرب على غزة(Getty)
+ الخط -

رغم تركيز جلسة البرلمان البريطاني، اليوم الأربعاء، على القضايا المحلية، إلا أن الحرب على غزة تسللت إلى القاعة. وفي جلسة أسئلة رئيس الوزراء، ريشي سوناك، تحدى نائب من الحزب الوطني الاسكتلندي، ستيوارت ماكدونالد؛ سوناك، بشأن الوضع المأساوي في المنطقة. ماكدونالد طالب بالتدخل الفوري لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة واقترح وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

وانضمت نائبة زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، مهيري بلاك، إلى الدعوات لدعم وقف إطلاق النار في غزة، مشددة على الوضع الحرج هناك حيث ينفد الوقود اللازم لتوليد الكهرباء في المستشفيات، وقالت إن المملكة المتحدة لديها "مسؤولية إنسانية تجاه غزة". كما ألقت الضوء على محنة المواطنين البريطانيين العالقين في غزة دون وصولهم للاحتياجات الأساسية.

رد سوناك على هذه الدعوات بالتأكيد "على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ولكنه أعرب عن رغبته في توفير وسائل آمنة للبريطانيين للمغادرة. واقترح الحاجة إلى "فترات توقف محددة" بدلاً من وقف شامل لإطلاق النار بهدف خلق بيئة أكثر أماناً. وهو الاقتراح الذي ورد أنه نوقش في الأمم المتحدة.

وخلال هذه المناقشات كُشف عن أن طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في طريقها إلى مصر، حاملة معها 21 طنًا من الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك المعدات الطبية وفلاتر المياه، لدعم سكان غزة.

ويأتي هذا الكشف بعدما أعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك عن دعم مالي إضافي بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني لتلبية احتياجات الفلسطينيين في المنطقة. وعقب ذلك، نشر وزير الدفاع، جرانت شابس، صورة للطائرة التي تحمل معها هذه المساعدات على منصة "إكس"، مدعياً "التزام المملكة المتحدة بمساعدة المتضررين من الأزمة الإنسانية التي خلقتها حماس".

مع ذلك، استمرت مهيري بلاك في التحدث عن ضرورة التركيز على الوضع في المنطقة، ولا سيما في الضفة الغربية. واستندت إلى تقرير اليونيسف الذي كشف عن وفاة أكثر من 2000 شخص في غزة، محذرة من تجاهل هذا الوضع، الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من تدهور الاستقرار في المنطقة.

أما ياسمين قريشي من حزب العمال، فشاركت رسالة بريد إلكتروني وصلتها من أحد الناخبين، الذي شرح فيها معاناة أسرته في غزة بسبب القصف المتواصل وتدمير المنازل ونقص الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والكهرباء. وحذرت قريشي من أن حياة 130 طفلاً في الحضانات في غزة معرضة للخطر إذا لم يتم تأمين وصول الوقود إلى المستشفيات بسرعة. ووصفت القصف على غزة بأنه "عقوبة جماعية" تطاول سكان غزة الأبرياء الذين لم يرتكبوا أي جريمة.

وفي تصاعد الأحداث، ردّ المتحدث باسم 10 داونينغ ستريت على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال اجتماع مجلس الأمن، وادعى أن "هجوم حماس الإرهابي الوحشي ليس له مبرر". غوتيريس كان قد أشار إلى ضرورة الاعتراف بأن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، مما أثار طلباً باستقالته من قبل إسرائيل. ومع ذلك، رفضت حكومة المملكة المتحدة هذا الرأي، معتبرة أن "تصرفات حماس تستند إلى الكراهية والأيديولوجيا"، وأنها "ترفض بقوة أي مبرر للهجوم الإرهابي".

في هذه الأثناء، يجتمع كير ستارمر، زعيم حزب العمال، مع مجموعة من نواب الحزب المسلمين لمناقشة موقف الحزب من تصاعد العنف في غزة بعد سلسلة من الاستقالات داخل صفوف الحزب.

ويجدر بالذكر أن جلسة أسئلة رئيس الوزراء تركزت بشكل كبير على القضايا المحلية، مع ضغط زعيم حزب العمال لإجراء إصلاحات في تكاليف المعيشة والإيجارات. وأعرب رئيس الوزراء سوناك عن تقديره للوحدة في الرأي بشأن هذه القضايا وأعرب عن حزنه للضحايا الأبرياء، مع التأكيد على التزام الحكومة بتقديم المساعدة إلى غزة. ومع ذلك، أكد دعم المملكة المتحدة لإسرائيل وضرورة التعامل مع ما وصفه بـ"العمل الإرهابي غير المبرر" الذي نفذته حماس.
 

المساهمون