أعلن الجيش السوداني، الجمعة، نجاح المرحلة الأولى من خطة القضاء على قوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، على حدّ تعبيره.
وقال الجيش، في بيان، إن رئيس الأركان محمد عثمان الحسين بعث برقية تهنئة إلى قوات أم درمان على "إنجاز المرحلة الأولى من خطة تطهير أم درمان من المليشيا (الدعم السريع)".
ونقل البيان عن الحسين قوله في الرسالة: "أتقدم بالتهنئة للقائمين على هذا الأمر، وبهذا النصر وإنجاز المرحلة الأولى والصعبة".
ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع على بيان الجيش السوداني، أو أي تصريحات في هذا الشأن، حتى الساعة (20:15 بتوقيت غرينتش).
وفي وقت سابق الجمعة، نشر الجيش السوداني عبر حسابه الرسمي على فيسبوك مقطعا مصورا يوضح تقدم قواته من سلاح المهندسين في مناطق شمال مدينة أم درمان. وذكر أنه "تم تدمير مركبات العدو وقتل العشرات من المتمردين (في إشارة إلى قوات الدعم السريع)".
وكان الجيش السوداني أوضح، الاثنين، أن قوات الدعم السريع "تلقت ضربات وهزائم موجعة في أم درمان"، وذلك عقب إعلان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الأحد، أن "الجيش يتقدم في كل المحاور، ويعمل جاهدا من أجل النصر ودحر العدو في القريب".
وتأتي تحركات وتصريحات الجيش السوداني بعدما لم تتمكن مفاوضات رعتها السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية، بين الجيش والدعم السريع، من إحراز اختراق يقود إلى وقف الحرب التي خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل، وفقا للأمم المتحدة.
كما لم تنجح مساع أفريقية تقودها "الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا" (إيغاد)، بالجمع بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تمهيدا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
فرنسا: أزمة السودان يجب ألا تذهب طيّ النسيان
من جانبها، تستضيف فرنسا في منتصف إبريل في باريس مؤتمراً دولياً يهدف إلى تسليط الضوء على الأزمة في السودان.
وقال مصدر مقرب من وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه لصحافيين، بينهم مراسل وكالة فرانس برس: "نحن نواجه أزمة هائلة على المستوى الإنساني والجيوسياسي... تفكك السودان ستكون له عواقب كارثية على المنطقة بأكملها".
وأضاف: "في سياق الأزمات الدولية المتزايدة، نعتزم تسليط الضوء على هذه الأزمة الخطيرة للغاية والتي يجب ألا تذهب طي النسيان".
وقال الوزير ستيفان سيجورنيه، الأربعاء، إن المؤتمر، الذي سيعقد في 15 إبريل في مركز المؤتمرات بالوزارة، ينبغي أن يتيح جمع التمويل اللازم للبلاد التي مزقتها الحرب المستمرة منذ إبريل 2023 بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
ووجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداءً لجمع 4.1 مليارات دولار في 7 فبراير/شباط للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للمدنيين، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون شخص اضطروا إلى الفرار إلى البلدان المجاورة.
ويحتاج نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى المساعدة، ويعاني ما يقرب من 18 مليونًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للأمم المتحدة.
(الأناضول، فرانس برس)