الجيش التركي يسيطر على قرى كردية في دهوك

08 يوليو 2024
آليات عسكرية تركية في دهوك شمالي العراق (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **التوغل التركي في دهوك والنزوح الجماعي:** سيطرت القوات التركية على عشرات القرى في دهوك شمال العراق منذ يونيو 2021، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات وقصف قرى مثل ميسكا.
- **التنسيق بين بغداد وأنقرة وردود الفعل:** هناك تنسيق بين الحكومتين العراقية والتركية بشأن العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، مع مطالبات بالكشف عن الخسائر المدنية.
- **القلق العراقي والتحركات السياسية:** أعربت جهات عراقية عن قلقها من التوغل التركي واعتبرته خرقاً للدستور، مع مناقشات برلمانية لاتخاذ موقف حيال هذا الملف.

قالت مصادر أمنية عراقية إن القوات التركية سيطرت، خلال الأيام الأخيرة، على عشرات القرى في محافظة دهوك شمال العراق، ضمن عملية توغل جديدة في إطار حملة عسكرية أطلقتها أنقرة ضد حزب العمال الكردستاني منذ منتصف يونيو/ حزيران 2021.

وأشارت المصادر لـ"العربي الجديد" إلى أن مئات العائلات اضطرت إلى النزوح باتجاه مناطق أخرى، على أطراف مركز العمادية شمالي دهوك، مبينة أن آليات الجيش التركي دخلت مناطق ديمكا، بعد سلسلة هجمات بالقذائف على مخابئ ومقرات تابعة لمسلحي العمال الكردستاني.

وخلال الأيام الخمسة الماضية، تقدمت القوات التركية باتجاه مناطق "باليتي وكاني مآسي وقرى جبل متين". وكثفت أنقرة في الأيام الأخيرة ضرباتها عبر الطيران والمدفعية على مواقع حزب العمال الكردستاني وتحركاته في دهوك. وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأربعاء الماضي تدمير 37 ملجأ وكهفاً ومستودعات يستخدمها عناصر الحزب في مناطق غارا، وهاكورك، وقنديل، وأسوس، كما جرى قصف مواقع أخرى في مناطق سلسلة جبل متين المطلة على قضاء العمادية شمالي دهوك، وواديي رشافا وسركلي في المحافظة.

وأكد مختار قرية ميسكا التابعة لبلدة كاني ماسي في دهوك، أديب مجيد، نزوح جميع عائلات القرية وعددها 11 إلى مدينة دهوك بسبب الاشتباكات المستمرة بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني، لافتاً إلى أن القرية تعرضت لقصف مدفعي خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى هدم كنيسة وحرق مئات الدونمات من الأراضي الزراعية.

من جانبه، كشف مستشار رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الصميدعي، أن "هناك تنسيقاً مع الحكومة العراقية بخصوص العمليات العسكرية للجيش التركي في إقليم كردستان"، مؤكداً، في تصريحٍ متلفز، أن "حزب العمال الكردستاني يقوم بعمليات إجرامية، وأن الحكومة العراقية قد صنفته منظمة إرهابية، والعمليات التركية تجري وفق تنسيق بين بغداد وأنقرة".

من جهته، أشار عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء كريم إلى أن "عدم الرد العراقي، سواء من بغداد أو أربيل، يدل على موافقة عراقية للعمليات"، معتبراً، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "من الضروري الكشف الحكومي عن الخسائر المادية والبشرية التي تلحق بالمدنيين، لأننا لا نعرف ما يحدث في تلك المناطق".

قيادي عراقي: التوغل في دهوك خرق للدستور

إلى ذلك، قال القيادي في ائتلاف النصر (ضمن ائتلاف إدارة الدولة) الحاكم في البلاد، عقيل الرديني إن هناك "قلقاً واسعاً من التوغل التركي الأخير، حيث شمل نصب سيطرات عسكرية وإقامة نقاط مرابطة وصولاً إلى مساع لإقامة قواعد عسكرية جديدة، وقد تجاوز حجم التوغل على مدار سنوات 150 كم، وصولاً إلى محيط العمادية وقراها في دهوك".

وأضاف الرديني في تصريحات للصحافيين اليوم الاثنين، أن "التوغل التركي خرق للدستور العراقي، وأن صمت حكومتي بغداد والإقليم على ملف حزب العمال الكردستاني أعطى الحجة لأنقرة في التوغل في عمق الحدود، ويجب أن تكون هناك وقفة جدية للدفاع عن سيادة البلاد"، موضحاً أن "زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى بغداد كان بالإمكان استثمارها في الصعيد الأمني، لكن للأسف حصل توغل مباشر في اليوم الثاني لزيارته".

بدوره، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، محمد الشمري، عن اجتماع سيعقد غداً الثلاثاء لبحث العملية التركية الجديدة في إقليم كردستان. وقال الشمري في تصريح له، إن "يوم غد الثلاثاء سيكون بداية الفصل التشريعي الجديد لمجلس النواب العراقي، وسيكون هناك اجتماع للجنة الأمن والدفاع البرلمانية لمناقشة التوغل التركي الأخير في الأراضي العراقية، والتطورات العسكرية هناك، ونحن نعتقد أن ما يجري هو عملية احتلال"، وفقاً لما أوردته وكالة "شفق نيوز" العراقية المحلية.

وبين الشمري أن "لجنة الأمن والدفاع البرلمانية سيكون لها موقف وقرارات وتوصيات بشأن ما يجري من توغل تركي خطير وكبير داخل الأراضي العراقية، كما سيتم بحث استضافة عدد من المسؤولين لمناقشة هذا الملف المهم، والذي يخص سيادة العراق وحفظ أمنه القومي".

وتواصل القوات التركية، منذ منتصف يونيو/ حزيران 2021، سلسلة من العمليات العسكرية الجوية والبرية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان. وتتركز العمليات في سنجار، وقنديل، وسيدكان، وسوران، والزاب، وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في حزب العمال الكردستاني.

المساهمون