الجيش الإسرائيلي يتوغل مجدداً في القنيطرة ويحتل تلّاً استراتيجياً

08 يناير 2025
دبابة إسرائيلية في القنيطرة، سورية 6 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة: قامت القوات بتجريف مواقع عسكرية سابقة للنظام السوري في مناطق العشة وأبو غارة ومزرعة الحيران، مستهدفة السواتر الترابية والدشم والغرف، مع تخريب الطرقات واقتلاع الأشجار.

- السيطرة على تل أحمر الشرقي: تمركزت القوات الإسرائيلية على تل أحمر الشرقي بعد اقتحام قرية طرنجة، حيث قامت بفتح طرقات وبناء متاريس، مما يشير إلى نيتها في التمركز لفترة طويلة.

- اعتقالات ومطالبات بتسليم السلاح: اعتقل جيش الاحتلال محاميًا وصحافيًا، وصادر معدات صحافي آخر، مطالبًا أهالي جباتا الخشب بتسليم السلاح المستحوذ عليه من القطع العسكرية.

جرفت آليات الاحتلال مواقع عسكرية كانت تتبع لنظام الأسد

سيطرت قوات الاحتلال على تل يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1000 متر

أقامت قوات الاحتلال غرفاً فوق التل في مؤشر على بقائها لفترة طويلة

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، إلى منطقة العشة وأبو غارة ومزرعة الحيران في ريف القنيطرة الجنوبي، جنوب غربي سورية، وجرفت مواقع عسكرية كانت تتبع لنظام بشار الأسد المخلوع.

واستهدفت عمليات التجريف السواتر الترابية والدشم والغرف في موقع كانت تتمركز فيه كتيبة لدبابات النظام المخلوع بالقرب من منطقة أبو غارة، إضافة إلى ثلاثة مواقع لسرايا قتالية سورية في منطقة الحيران، قبل أن تنسحب آليات الاحتلال من المنطقة إلى الشريط الحدودي. ولاحظ الأهالي أن قوات الاحتلال تقصدت تخريب الطرقات الواصلة إلى هذه الثكنات واقتلاع بعض الأشجار التي كانت تعوق طريقها إلى المنطقة.

وكانت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي قد اقتحمت، أمس الثلاثاء، قرية طرنجة على طريق بلدة حضر الشمالي، وتمركزت على تل أحمر الشرقي، الذي يعتبر نقطة استراتيجية في المنطقة ويصل ارتفاعه إلى أكثر من 1000 متر عن سطح البحر، وعمدت إلى فتح طرقات وبناء متاريس وتثبيت غرف جاهزة على التل الذي لم تستطع قوات الاحتلال الوصول إليه منذ عام 1967.

وشكل هذا التل خلال السنوات القليلة الماضية نقطة لتمركز القوات الروسية التي انسحبت منه قبل سقوط النظام السوري بفترة قصيرة، فيما كانت على مقربة منه ثكنة عسكرية لجيش النظام السوري قبل إخلائها وهروب الجنود منها في أثناء سقوط النظام.

الصورة
جنود الاحتلال في محافظة القنيطرة / سورية 6 يناير 2025 (Getty)
جنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الحمادية بمحافظة القنيطرة، سورية 6 يناير 2025 (Getty)

وقال الناشط محمد الحسين لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال أدخلت دبابة وجرافات وعدداً من الغرف الجاهزة إلى التل، واقتلعت العديد من الأشجار وخربت الطرقات المؤدية إليه في خطوة تؤكد نيتها مواصلة التمركز لفترة طويلة في أعلى التل الذي يُشرف على كامل المنطقة، مشيراً إلى شق طريق من التل مباشرة إلى الشريط الحدودي. ويكشف التل معظم البلدات والقرى الواقعة في ريف درعا الغربي والجنوبي، كذلك فإنه يشكل نقطة الرصد الأهم في المنطقة بعد المرصد الذي احتلته في الجهة الشرقية لجبل الشيخ.

وفي سياق متصل، قال مختار بلدة جباتا الخشب، محمد مازن مريود، إنه التقى ممثلين عن جيش الاحتلال الإسرائيلي بناءً على طلبهم، عند مشارف البلدة، وأبلغوه بضرورة تسليم السلاح الذي استحوذ عليه أهالي البلدة من القطع العسكرية ضمن القرى ومحيطها، بعدما تركتها قوات نظام الأسد، وأخبروه أيضاً بأن لدى السلطات الإسرائيلية صوراً لسيارات نقلت الأسلحة من المواقع العسكرية بعد هروب الجنود السوريين، وطالبوه بوضع السلاح في نقطة محددة بالقرب من البلدة ليتم استلامه من الجانب الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي تكاد تخلو فيه محافظة القنيطرة من القوات التابعة للحكومة الجديدة، تستأنف إدارة العمليات العسكرية إجراءات التسوية واستلام السلاح من العسكريين الذين كانوا يتبعون لجيش النظام، دون أن تتخذ أي موقف يُذكر تجاه توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي وأعمال التخريب في المنازل والأراضي وعمليات التهجير التي تمارسها يومياً.

وقال أحد أهالي الجولان إن مركز التسوية في مدينة القنيطرة رفض تسوية أوضاع أكثر من 500 عسكري نتيجة عدم تسليمهم السلاح الذي يُفترض أنه بحوزتهم عند تركهم قطعهم العسكرية، ما يجعل التسوية غير مكتملة حتى الآن.

جيش الاحتلال يعتقل محامياً سورياً وصحافياً فرنسياً لبعض الوقت

إلى ذلك، اعتقل جيش الاحتلال، صباح اليوم، الناشط والمحامي السوري محمد فياض من أهالي مدينة القنيطرة، والصحافي الفرنسي سيلفان ميركاديه العامل في شركة سينم للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وصادر المعدات التي كانت بحوزة الصحافي يوسف غريبي بعد تفتيش سيارته.

وقال المصور مؤيد إسماعيل عبر صفحته في "فيسبوك"، إن يوسف غريبي وزملاءه الموقوفين، يعملون على إنتاج مواد صحافية، ويرتدون بزةً صحافية، ويحملون ثبوتياتٍ تؤكد طبيعة عملهم الصحافي، لكن جيش الاحتلال اعترضهم في قرية الحميدية بريف القنيطرة، وفتّش محتوى الكاميرات والحواسيب التي كانت بحوزتهم، ومسح منها بدايةً كل ما عملوا عليه خلال مهمتهم، ومنها المواد الخام لتقريرٍ لموقع "الجمهورية نت" عن التوغل الإسرائيلي في القنيطرة، ثم صادرها ولم يعدها.

من جهته، قال الإعلامي في منصة "الجمهورية نت" قاسم البصري إن جيش الاحتلال أطلق مساء اليوم سراح الصحافي الفرنسي والمحامي فياض، وهو من أبناء القنيطرة، وكان يسهّل عمل الفريق الصحافي.

المساهمون