أعلن الجيش الأردني، اليوم السبت، مقتل 5 مهربي مخدرات وإلقاء القبض على 15 مهرباً آخرين، خلال اشتباكات جرت بين قوات حرس الحدود الأردنية ومجموعات مسلّحة على الحدود الشمالية السورية.
وبحسب الموقع الرسمي للقوات المسلحة الأردنية، صرّح مصدر عسكري مسؤول في القيادة، بأنه "بالتعاون مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات تمكنت من طرد المجموعات المسلّحة إلى الداخل السوري بعد أن استمرت الاشتباكات معها منذ ساعات ما قبل فجر اليوم السبت".
وأضاف المسؤول، الذي لم يسمّه الموقع، أن الاشتباكات "أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإلقاء القبض على 15 مهرباً وإصابة آخر من المهربين، وضبط (627000) حبة كبتاغون و(3439) كفّ حشيش، وسلاح ناري نوع كلاشينكوف، خلال الاشتباكات التي جرت ما بين قوات حرس الحدود الأردنية والمجموعات المسلّحة على الحدود الشمالية للمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك ضمن مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية".
وبيّن المصدر أنه "لم ينتج من الاشتباكات التي خاضتها القوات المسلّحة على الحدود مع المجموعات المسلّحة والمهربين أي إصابة بين مرتبات القوات المسلّحة الأردنية".
ووفق المصدر ذاته، فإن "وجود تنظيمات مسلّحة تمتهن التهريب وتعتمد على عمليات التسلل بشكل ممنهج، واستغلال هذه المجموعات المسلّحة الظروف الجوية وتشكل الضباب الكثيف، وطبيعة التضاريس الوعرة، زادت من وتيرة وعدد هذه العمليات أخيراً".
وشدد المصدر على أن القوات المسلّحة الأردنية "ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأية مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه".
وشنّت القوات الأردنية، يوم الجمعة، غارتين جويتين على مواقع داخل الأراضي السورية، في إطار ملاحقة مهربي المخدرات. واستهدفت الغارات، بحسب وسائل إعلام أردنية، أشخاصاً مرتبطين بتجار المخدرات.
عشائر البدو تطالب بحلول لا تؤذي المدنيين
وأكد مصدر من عشائر البدو في محافظة السويداء الواقعة على الحدود الأردنية لـ"العربي الجديد" أن عدد القتلى يتجاوز الثمانية، وهناك عدد آخر من المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، وأضاف: "الاشتباكات استمرت حتى مساء السبت ضمن الأراضي السورية، حيث دخلت القوات الأردنية وحاصرت عدداً من المهربين واقتادتهم إلى داخل الأراضي الأردنية، وفي الوقت نفسه لاحقت قوات أردنية في مواقع أخرى أعداداً من المهربين بضعة كيلومترات في العمق السوري".
وكان سلاح الجو الأردني قد قصف قبل يومين عدة مواقع في بلدة الشعاب التي يقطنها عشائر البدو وفي مواقع أخرى. أدت هذه إلى مقتل أحد المواطنين الذي يعمل حارساً على بئر مياه قرب بلدة "أم الرمان" في ريف السويداء الجنوبي.
وينتمي إلى عشيرة "الرمثان" أكثر من تاجر مخدرات، وكان سلاح الجو الأردني قد قصف أكثر من مرة منازل لأشخاص من هذه العائلة، ما دفع العشيرة إلى أن تتبرأ في بيان لها، من أي أعمال تخصّ التهريب، واستنكرت قتل المدنيين وتدمير المنازل بسلاح الجو الأردني، وطالبت الحكومتين السورية والأردنية بالقضاء على هذه الظاهرة بـ"طرق غير مؤذية للأهالي، وخصوصاً الأطفال".
من جهته، أكد شهاب المحص، وهو أحد أبناء العشائر، لـ"العربي الجديد"، أن هذه المناطق الحدودية التي تنطلق منها مجموعات المهربين، فيها مواقع عسكرية للجيش السوري، ونقاط أمنية لـ"حزب الله" اللبناني، وهي نقاط تتحكم في أهم المناطق التي يسلكها المهربون.
وحول كثرة محاولات التهريب خلال هذه الفترة، يرى المحص أنها نتيجة التشجيع من الجهات الممولة، ومحاولة تأمين طرق جديدة وأساليب قتالية لإلهاء الجانب الأردني والعبور، وما يؤكد هذا "وصول البعض بحمولتهم إلى الجانب الأردني سابقاً والآن".
"حملة مسعورة" من تجار مخدرات
وقال مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني، العميد مصطفى الحياري، الأحد الماضي، في تصريحات صحافية، إن بلاده تواجه "حملة مسعورة" من تجار المخدرات ومهربي الأسلحة، محذراً من خطورة امتلاكهم "قوة عسكرية" لمواجهة القوات الأمنية.
وأفاد الحياري بأن عام 2023 شهد زيادة ملحوظة في الإصرار على تهريب المخدرات باستخدام الأسلحة، معتبراً أن الأمر "الأخطر" من تهريب المخدرات هو "محاولة تهريب أسلحة نوعية، لتمكين تجار المخدرات من امتلاك قوة عسكرية لمواجهة القوات الأمنية".
وفي السنوات الأخيرة، تحوّلت سورية إلى مصدر لتصنيع المخدرات وممر لتهريبها، خصوصاً في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام والمليشيات المرتبطة بإيران.