كشفت بيانات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، اليوم الإثنين، عن الإحصاء الرسمي والنهائي لمجموع القوائم التي ستخوض الانتخابات البلدية والولائية المقبلة المقررة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، والتي تنطلق حملاتها الانتخابية يوم الخميس المقبل، إذ بلغ مجموعها 5848 قائمة ستنافس في هذه الانتخابات، بينها 4860 قائمة تمثل 40 حزباً سياسياً، فيما قدّم المستقلون 988 قائمة مرشحة تتنافس في البلديات.
ولم ينجح أي من الأحزاب السياسية في تغطية كامل البلديات البالغ مجموعها 1541 بلدية بقوائم لمرشحيهم، بسبب الصعوبات السياسية التي واجهتها الأحزاب خلال جمع التواقيع. وتصدر حزب "جبهة التحرير" قائمة الأحزاب الأكثر مشاركة في البلديات بـ1242 قائمة، فيما يغيب للمرة الأولى في تاريخه عما يقارب 300 بلدية، يليه "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي ينافس في 1073 قائمة، ثم جبهة المستقبل (782)، وحركة البناء الوطني (510 بلديات). وتمّ قبول قوائم حزب "صوت الشعب" في 170 بلدية، وجبهة القوى الاشتراكية في 131، ثم حزب "الفجر الجديد" الذي ينافس في 77 بلدية و"جبهة الجزائر الجديدة" في 50 بلدية فقط.
لم ينجح أي من الأحزاب السياسية في تغطية كامل البلديات البالغ مجموعها 1541 بلدية
وقدمت حركة "مجتمع السلم" 500 قائمة، ما يعني أنها تغيب عن المنافسة في أكثر من ألف بلدية، وهو ما يعد تراجعاً لافتاً للحركة التي حلّت في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة (يونيو/حزيران الماضي). وعزت الحركة تراجعها إلى قسوة السلطات التي أقصت عدداً كبيراً من القوائم.
وبشأن انتخابات المجالس الولائية، فقد قبل ترشح 429 قائمة بشكل نهائي، منها 341 حزبية و88 مستقلة. ونجحت "جبهة التحرير الوطني" وحدها في تغطية 58 ولاية، فيما يخوض "التجمع الوطني الديمقراطي" الانتخابات في 56 ولاية، و"جبهة المستقبل" في 53 ولاية أيضاً، وحركة البناء الوطني وحركة "مجتمع السلم" كلاهما في 51 ولاية، وحزب "صوت الشعب" الفتي في 36 ولاية، و"الفجر الجديد" في 22 ولاية. ونجحت "جبهة القوى الاشتراكية" التي عارضت الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، في تقديم قوائم مرشحين في 10 ولايات. وقال السكرتير الأول للحزب يوسف أوشيش، اليوم، إن مشاركة حزبه في الانتخابات المحلية "تعكس التزام تشكيلته بالدفاع عن الوحدة الوطنية والسلامة الترابية للبلاد".
وتخوض قوائم مفردة، بعضها تتبع الأحزاب السياسية وبعضها المستقلين، الانتخابات المقبلة في 45 بلدية، تقدمت فيها قائمة وحيدة، وهو ما يعني مسبقاً فوزها بكامل المقاعد في المجلس البلدي، فيما باتت ثماني بلديات، أربع في ولاية بجاية وأربع في ولاية تيزي وزو، وكلاهما في منطقة القبائل، خارج الانتخابات، حيث لم تتقدم أي قائمة حزبية أو مستقلة للمشاركة في الانتخابات البلدية فيها، وهو ما يفرض على سلطة الانتخابات التفكير في إجراء انتخابات جزئية فيها بعد الانتخابات المقبلة. ويأتي ذلك خصوصاً أن القانون الانتخابي لم يشر إلى هذه الحالة، فيما سيكون على السلطات الاستناد الى المادة 51 من قانون البلديات الذي يشير إلى أنه في حال عدم إجراء الانتخابات في بلدية ما، يتم اللجوء الى تعيين متصرف إداري (مندوب حكومي) لتسيير البلدية إلى غاية إجراء الانتخابات لاحقاً.
لم تتقدم أي قائمة حزبية أو مستقلة للمشاركة في الانتخابات البلدية في 8 بلديات
وكشفت البيانات الرسمية عن بلوغ مجموع الهيئة الناخبة 23.7 مليون ناخب، بينهم أكثر من 600 ألف مسجل جديد، فيما تم شطب 474 ألف ناخب من قوائم الناخبين بسبب الوفاة أو تغير مكان الإقامة أو تكرار الاسم أو فقدان الأهلية. واللافت هو أن الناخبين المسجلين في الخارج من الجالية الجزائرية، لا يصوتون في هذه الانتخابات، بخلاف تصويتهم في الانتخابات النيابية والرئاسية.
وأعلنت سلطة الانتخابات كامل الجاهزية وانتهاء كل التحضيرات لإنجاح الموعد الانتخابي المقبل، وسيشرف على مكاتب التصويت أكثر من 800 ألف موظف، يؤطرون أكثر من 13 ألف مركز انتخاب، تضم أكثر من 61 ألف مكتب انتخابي. وأكدت السلطة وضع قائمة احتياطية من المؤطرين القدماء، من ذوي الخبرة والحياد، يمكن الاستعانة بهم في الوقت المناسب، كما تم توزيع المواد الانتخابية كالحبر الفوسفوري والظروف وبطاقات الناخبين.