شهدت العاصمة وعدة مدن جزائرية مظاهرات جديدة للحراك الطلابي، فيما خرجت مظاهرات أخرى في مدن منطقة القبائل، احتفاء بذكرى الربيع الأمازيغي، إبريل/نيسان 1980، والربيع الأسود إبريل/نيسان 2001.
وتجددت مظاهرات الحراك الطلابي في العاصمة وعدد من المدن، رفعت فيها لافتات تطالب بالحريات والتغيير الديمقراطي، وتجمع الطلبة في ساحة الشهداء قبل الانطلاق إلى كبرى الشوارع الرئيسة وسط العاصمة، وصولاً إلى ساحة الجامعة المركزية والبريد المركزي، وهتف المتظاهرون مطولاً "بالشوي بالشوي (شيئاً فشيئاً) نحقق الحرية ونديروا رايس (وننتخب رئيس) عندو الشرعية".
وخصت المظاهرات الناشطين الموقوفين في السجون بتضامن ومساندة كبيرة، حيث رفعت صور عدد كبير منهم، وخاصة المعتقلين الـ23 المضربين عن الطعام، لليوم الـ14 على التوالي، في سجن الحراش في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، احتجاجاً على ما يعتبرونه اعتقالاً تعسفياً في حقهم، وهتف الطلبة والمتظاهرون "حرروا المساجين، لم يبيعوا الكوكايين"، في إشارة إلى أن هؤلاء المعتقلين لم يتورطوا في قضايا جنائية، وأن مشكلة السلطة معهم في نشاطهم ضمن الحراك الشعبي.
وعلى الرغم من الانتشار اللافت في شوارع وسط العاصمة؛ فإن قوات الشرطة ظلت تراقب المظاهرة دون أن تتدخل، ولم يحدث أي احتكاك يذكر بين الشرطة والمتظاهرين، بخلاف بعض الاحتكاك الذي شهدته مظاهرات طلابية أخرى، جرت في عدد من المدن كالبويرة قرب العاصمة الجزائرية، ووهران وتلمسان غربي البلاد.
كما خرجت مظاهرة طلابية حاشدة انضم إليها المئات من الناشطين والمتظاهرين في ذكرى أحداث الربيع الأمازيغي، حيث رفعت الراية الأمازيغية وصور ضحايا تلك الأحداث، خاصة قتلى أحداث ربيع عام 2001.
وفي مدن منطقة القبائل، حيث غالبية السكان من الأمازيغ، خرجت مظاهرات شعبية احتفاء بالذكرى المزدوجة للربيع الأمازيغي والربيع الأسود، على غرار مدينة بجاية وتيزي ووز وخراطة والبويرة، تطالب بالديمقراطية، رفعت فيها صور ضحايا القضية الأمازيغية، وتطالب بالقصاص من المسؤولين المتورطين في الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة عام 2001 خاصة، وسط هتافات (سلطة مجرمة)، دون أن تتخلل هذه المظاهرات أية صدامات بين الشرطة والمتظاهرين.
وبالمناسبة نفسها وجد ناشطون ينتمون إلى حركة انفصالية تطالب بانفصال منطقة القبائل، تُعرف بحركة ماك، ويقودها المغني والمعارض المقيم في فرنسا فرحات مهني، في ذكرى الربيع الأمازيغي، فرصة للتظاهر في مدينتي تيزي وزو وبجاية، وهي مناطق تمركز نشاط الماك، رافعين رايات الحركة الانفصالية التي كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد كلف في آخر اجتماع لمجلس الأمن القومي، الأجهزة الأمنية بملاحقة الحركة وناشطيها، بسبب التحريض وتهديد الوحدة الوطنية، كما تجري مطالبات سياسية بتصنيفها حركة إرهابية.
ويُقصد بالربيع الأمازيغي، أول مظاهرات تشهدها الجزائر بعد الاستقلال في إبريل/نيسان 1980، بعد منع السلطات الأديب مولود معمري من إلقاء محاضرة حول الأدب الأمازيغي، ما دفع مدن الطلبة وناشطي الحركة الأمازيغية إلى التظاهر، والتحق بهم السكان، للمطالبة بالاعتراف بالثقافة والهوية واللغة الأمازيغية، وواجهت السلطات هذه الانتفاضة بقسوة وقمع، حيث اعتقل عشرات الناشطين بينهم رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ومؤسسه سعيد سعدي. وفي عام 2001 تجددت الأحداث بصورة درامية عشية الاحتفال بذكرى الربيع الأمازيغي، بعد مقتل الشاب قرماح ماسينيسا على يد قوات الدرك في منطقة تيزي وزو، ما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل 165 شاباً.