يبدأ رئيس الحكومة الجزائرية الجديد أيمن بن عبد الرحمن، اليوم الخميس، في إجراء سلسلة جديدة من المشاورات مع قادة الأحزاب السياسية وقوى فاعلة في المجتمع المدني، قبل الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة، والتي وعد بأن تكون منصة لانطلاقة اقتصادية لبناء "الجزائر الجديدة".
وتحفظت الأحزاب السياسية الفائزة، التي قررت المشاركة في الحكومة الجديدة، عن التعليق على قرار الرئيس عبد المجيد تبون تعيين وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن، أمس الأربعاء، رئيساً للحكومة الجديدة الجاري تشكيلها، إلى وقت لاحق.
وفضلت الأحزاب المشاركة إرجاء تقييمها للخطوة بانتظار ما ستسفر عنه المشاورات التي سيشرع فيها رئيس الحكومة الجديد، بدءاً من اليوم الخميس مع قادة الأحزاب الأربعة: "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي" وحركة "البناء الوطني" وجبهة "المستقبل"، إضافة إلى كتلة المستقلين ومسؤولين في تنظيمات نقابية ومدنية.
وكان الرئيس تبون قد أحال، أمس، ملف المشاورات حول التفاصيل المتعلقة بتوزيع الحقائب الحكومية على رئيس الحكومة الجديد، وطلب الإعلان عن الفريق الحكومي في أقرب وقت.
ويُعتقد أنه سيتم الإعلان عن الحكومة قبل يوم الثلاثاء المقبل، عشية عقد البرلمان لأول جلسة له، الخميس المقبل.
وسلمت مجموع الأحزاب الأربعة التي قررت المشاركة في الحكومة وكتلة المستقلين لائحة موسعة بأسماء الشخصيات والكفاءات التي تعتقد بأهليتها، صباح الثلاثاء الماضي. ووفقاً للموعد الذي حددته الرئاسة للأحزاب، يتم انتقاء الوزراء المعينين من هذه اللوائح.
وفي السياق، دعت منظمة المجاهدين (كبرى المنظمات الي تمثل قدماء محاربي ثورة التحرير)، إلى تشكيل حكومة تتناسب مع طموحات الشعب الجزائري، وتطبق برنامج الرئيس الذي سيجمع الأحزاب على أن تسود الكفاءة في الحكومة المقبلة لتنمية الاقتصاد.
وقال الأمين العام للمنظمة بالنيابة محند واعمر، في بيان مصور، إنه يتعين على "الحكومة المقبلة ضرورة التخندق مع صف الشعب المحروم والمظلوم، وحكومة تحترم النظام الديمقراطي".
ودعا إلى أن يكون البرلمان الجديد آلية رقابة حقيقية على عمل الحكومة.
وتسلم أيمن بن عبد الرحمن مهامه، أمس، خلفاً لعبد العزيز جراد، وقال عقب تسلمه رسالة التكليف بتشكيل الحكومة من قبل الرئيس تبون: "لقد بدت معالم الانطلاقة الاقتصادية تلوح في الأفق، وسوف نعمل جاهدين كرجل واحد لتكريس كل ما حققناه، والمضي قدماً في تكريس المعالم الجديدة للجزائر الجديدة".
وثمن بن عبد الرحمن، الذي استلم مهامه رسمياً من سلفه عبد العزيز جراد، الثقة التي وضعها الرئيس تبون في شخصه لتكليفه بالإشراف على الحكومة الجديدة، واعتبر أن "هذا التكليف سيزيدنا عزماً وتفانياً بكل جهد وتفان من أجل تطبيق البرنامج النهضوي لرئيس الجمهورية الذي سيسمح للجزائر بتحقيق الانطلاقة الاقتصادية المنشودة".
في غضون ذلك، أعلنت الرئاسة الجزائرية أن تبون تلقى رسالة تهنئة من نظيره الأميركي جو بايدن بمناسبة احتفال الجزائر بذكرى عيد الاستقلال الموافق للخامس من يوليو/ تموز الجاري.
وبحسب بيان الرئاسة، فإن الرئيس الأميركي أكد لنظيره الجزائري "على قوة رمزية عيدي البلدين بتاريخيهما المتقاربين، وتقديره للشراكة والجهود الثنائية لدعم الاستقرار في المنطقة، خاصة ليبيا والساحل"، معلناً استعداده "لتوسعة التعاون وتعميقه مع الجزائر اقتصاديا وثقافيا".
ورد تبون برسالة تهنئة مماثلة إلى بايدن وللشعب الأميركي بمناسبة الذكرى 245 لاستقلال بلاده، منوهاً "بالتقدم الكبير المحقق في توطيد العلاقات في العديد من المجالات"، ومؤكدا على "إرادة الجزائر التامة في ترقية العلاقات إلى شراكة اقتصادية ناجعة".