الجزائر: حراك دبلوماسي مكثف للتحضير لقمة الاتحاد الأفريقي

08 يناير 2025
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في مجلس الأمن، 25 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الجزائر تكثف جهودها الدبلوماسية لدعم ترشيح سلمى مليكة حدادي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عبر زيارات وزارية لدول أفريقية ومناقشة قضايا مثل صفة مراقب لإسرائيل.
- وزير الخارجية أحمد عطاف زار الكونغو والكاميرون وأفريقيا الوسطى، بينما سلمت مساعدة الوزير رسائل من الرئيس تبون إلى أوغندا وغامبيا وليبيريا، مؤكدة دعم الجزائر للأمن والاستقرار.
- تهدف التحركات لتعزيز تأثير الجزائر في الاتحاد الأفريقي، وإعادة ترتيب وجودها الدبلوماسي في ظل التنافس مع مصر والمغرب.

تجري الجزائر تحركات دبلوماسية مكثفة في سياق التحضير لانعقاد قمة الاتحاد الأفريقي في فبراير/شباط المقبل، حيث تعتزم تقديم مرشحة لمنصب نائب رئيس الاتحاد، وتحشد للحصول على دعم كاف لها في هذا الاستحقاق القاري. 

ونقل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ومساعدته المكلفة بالشؤون الأفريقية سلمى منصوري، ووزراء آخرون في الحكومة خلال الفترة الأخيرة سلسلة رسائل من الرئيس عبد المجيد تبون إلى قادة 13 دولة أفريقية، تخص هذا الملف وقضايا أخرى على غرار قضية حصول إسرائيل على صفة مراقب في الاتحاد، والمقرر حسمها في القمة المقبلة.

وبدأ الوزير عطاف جولة أفريقية ثانية شملت حتى الآن كلاً من الكونغو والكاميرون وأفريقيا الوسطى، ووصل وزير الخارجية الجزائري، الأربعاء، إلى الكونغو، حيث التقى الرئيس الكونغولي دونيس ساسو نغيسو، وسلمه رسالة خطية من الرئيس تبون.

وقبل ذلك، كان عطاف قد زار الثلاثاء الكاميرون، حيث التقى وزير الدولة الأمين العام لرئاسة جمهورية الكاميرون فرديناند نغوه نغوه، وزير الخارجية الكاميروني لوجون مبيلا مبيلا، لمناقشة القضايا الراهنة على الصعيد الأفريقي، كما زار عطاف جمهورية أفريقيا الوسطى، وسلم الرئيس فوستان آرشانج تواديرا رسالة خطية من الرئيس الجزائري، وجدد دعم الجزائر لكل جهود دعم الأمن والاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى. من جهتها، تقوم مساعدة وزير الخارجية الجزائرية المكلفة بالشؤون الأفريقية سلمى بختة منصوري، بسلسلة زيارات إلى دول أفريقية، حيث التقت اليوم نائب وزير الخارجية الأوغندي جون موليمبا، كما زارت قبل ذلك العاصمة بانجول حيث سلمت الرئيس الغامبي آداما بارو، رسالة خطية من الرئيس تبون، قبل أن تنتقل إلى ليبيريا وتلتقي رئيسها جوزيف نيوما.

وتدخل هذه التحركات الدبلوماسية الجزائرية في سياق مساعي الحشد لمصلحة دعم الدبلوماسية الجزائرية السفيرة سلمى مليكة حدادي (سفيرة الجزائر في أديس أبابا والاتحاد الأفريقي)، لمنصب نائب رئيس المفوضية الاتحاد الأفريقي، في الانتخابات التي تجري خلال القمة الأفريقية في أديس أبابا في فبراير المقبل. وكان وزير الخارجية الجزائري قد قام في غضون الأيام الماضية، بجولة أفريقية شملت ثلاث دول أفريقية، بورندي وأوغندا وإثيوبيا، كما أوفد الرئيس الجزائري منذ منتصف الشهر المنصرم ثلاثة وزراء برسائل إلى قادة زامبيا وإريتريا وجزر القمر وجيبوتي.

وخلال زيارته السابقة إلى أديس أبابا، كان وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، قد أطلق حملة الجزائر لترشيح الدبلوماسية الجزائرية سلمى مليكة حدادي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

ويعطي تركيز الجزائر تحركاتها الدبلوماسية باتجاه الدول الأفريقية، قبيل القمة المقبلة، مؤشراً على رغبة الجزائر بالوجود في صلب قيادة الاتحاد الأفريقي، للتأثير في جملة من القضايا والقرارات الأفريقية، بعد فترة تراجع غابت فيها الجزائر عن مثل هذه المواقع المؤثرة.

وقال الكاتب المختص بالشؤون الأفريقية محمد ولد محفوظ لـ"العربي الجديد"، إن "المسعى الجزائري يعزز بوضوح تركيز الجزائر على إعادة ترتيب وجودها الدبلوماسي وتأثيرها في عمق القارة الأفريقية، لظروف عديدة غابت الجزائر في العقدين الماضيين عن المواقع المهمة في المنظمات القارية، وأعتقد أن هناك تركيزا جزائريا على ضرورة إعادة الوجود بقوة وبشكل يعكس ثقل بلد مثل الجزائر في المنظمة القارية"، مضيفا أن "هذا الاتجاه له أيضا علاقة بالتدافع القائم بين الجزائر وبعض الدول كمصر والمغرب خاصة، في النفوذ السياسي والاقتصادي في عمق القارة".  

المساهمون