أعلنت السلطات الجزائرية عن غلق المدخل الشرقي للعاصمة الجزائرية بدءا من يوم غد الجمعة ولمدة خمسة أيام، لتنظيم استعراض عسكري ضخم يقام للمرة الأولى منذ 33 عاما، بمناسبة ستينية استقلال الجزائر. كما سيفرض حظر جزئي على المجال الجوي.
وأكدت المديرية العامة للأمن الوطني، الخميس في بيان، إغلاق المدخل الشرقي للعاصمة وكل المنافذ المؤدية له حتى السادس من الشهر المقبل، وتحويل مسار الوافدين باتجاه العاصمة من الطريق السيار شرقًا نحو الطريق الجانبي الذي يعبر الضاحية الجنوبية للعاصمة، بسبب التحضيرات المرافقة للاحتفال بعيد الاستقلال.
ويأتي ذلك بهدف عبور المركبات العسكرية والأرتال والمدرعات والشاحنات الحاملة للمدرعات ومعدات الجيش، التي سيتم إشراكها في العرض العسكري، إلى المنطقة التي ستحتضن الاستعراض العسكري، وكذا عبور الفرق العسكرية من مختلف القوات المشاركة، حيث سيتواجد أيضا عدد من الفرقاطات والسفن الحربية قبالة منطقة الاستعراض التي تطلق على البحر مباشرة.
وبدأ وصول فعلي للمدرعات والأرتال العسكرية إلى منطقة العرض، بما فيها راجمات الصواريخ ومعدات عسكرية ضخمة.
وفي نفس السياق، قررت السلطات غلقا جزئيا للمجال الجوي وفرض حظر الطيران المدني، فوق منطقة الاستعراض، على مدار ست ساعات يوميا تبدأ من السابعة والنصف صباحا حتى الظهيرة، ما دفع شركة الخطوط الجوية الجزائرية وشركات الطيران إلى إجراء تعديلات طفيفة في مواعيد الرحلات والطلب من المسافرين الحضور قبل ثلاث ساعات من الرحلات، حيث صنفت المنطقة" بالخطيرة"، وفقا لتصنيفات الطيران، ما يعني منع التحليق الجوي فوق المنطقة، حتى الخامس يوليو/ تموز القادم، بهدف السماح للطائرات العسكرية القيام بالاستعراضات الجوية.
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية قبل شهر، أن الاستعدادات تجري لتجهيز الاستعراض العسكري. وأشارت حينها إلى أن قائد رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنڨريحة تابع سلسلة من التدريبات النهائية للاستعراضات الجوية والمظلية، ومن القوات البحرية والبرية، المقرر تقديمها.
ويعد الاستعراض العسكري للجيش، الذي تشارك فيه مختلف القوات المسلحة، بمناسبة ستينية الاستقلال في الخامس يوليو/ تموز المقبل، هو الأول من نوعه منذ آخر استعراض شهدته الجزائر في عيد الثورة نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، ولم تسمح الظروف السياسية التي شهدتها البلاد بعد دخول البلاد عهد التعددية السياسية ثم اندلاع الأزمة الأمنية بعد توقف المسار الانتخابي في يناير/ كانون الثاني 1992، بتنظيم استعراضات عسكرية.
وفي عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة طرحت فكرة تنظيم استعراض عسكري، بمناسبة خمسينية ثورة التحرير في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، لكن ظروف الخلافات السياسية الحادة حينها بين الجزائر والمغرب، في خضم حملة إعلامية شديدة، دفعت بوتفليقة إلى إلغاء الاستعراض العسكري، منعا لأي سوء فهم أو تأويلات سياسية من قبل المملكة المغربية.