احتضنت الجزائر، الاثنين، في المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" فعاليات ندوة دولية تخليداً للذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، تحت شعار "النكبة جريمة مستمرة والعودة حق".
وأكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس الوفد الفلسطيني المشارك في الندوة الدولية بالجزائر، روحي فتوح، أن النكبة الفلسطينية لا تزال متواصلة، وتعد جريمة لامنتهية، ومعها تستمر مطالب 6.6 ملايين لاجئ فلسطيني بحقهم في العودة إلى أرض فلسطين التاريخية.
وذكر رئيس الوفد الفلسطيني أنه في سنة 1948 ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة دامية موثقة ضد المدنيين الفلسطينيين خلال النكبة، إضافة إلى عشرات المجازر الأخرى التي ارتكبت بعدها.
وأشار فتوح إلى أن 15000 شهيداً ذهبوا ضحية المجازر الصهيونية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى، مع العلم أن 35 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 58 مخيما ًفي فلسطين والشتات، ويكابدون ظروفا حياتية صعبة للغاية.
وفي الجانب الجزائري، شدد وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري (قدماء محاربي ثورة الجزائر)، العيد ربيقة، على أن بلاده "لم ولن تساوم وتهادن في المحافل الدولية ولو لمرة واحدة في دفاعها عن القضية الفلسطينية العادلة".
وقال إن "الجزائر كانت وستظل شعباً وقيادة على قلب رجل واحد مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "أرض الجزائر ستبقى حاضنة للأشقاء الفلسطينيين في السراء والضراء"، في إشارة إلى مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، الذي عقد في الجزائر، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من أجل توحيد الصف والجهد الفلسطيني.
ووصل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح ضمن الوفد الفلسطيني، الذي يضم كلا من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، ومفتي القدس والديار الفلسطينية فضيلة الشيخ محمد حسين، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر.
كذلك شارك في الندوة الدولية ممثلون عن مختلف الفصائل الفلسطينية، أبرزها "حماس" والجبهتان، الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. كما حضر الندوة خطيب المسجد الاقصى الشيخ صبري عكرمة.
وبالإضافة إلى شخصيات فلسطينية، شاركت في الندوة الدولية المنعقدة في الجزائر شخصيات سياسية وحكومية جزائرية وأجنبية.
وناقشت الندوة مسائل القضية الفلسطينية عبر أربع أبعاد تخص "وشاية المؤامرة الدولية لتهويد فلسطين"، لإبراز التواطؤ الدولي في قيام الكيان الصهيوني، و"النكبة وأوجاعها" لفضح جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقضية اللاجئين الفلسطينيين في ميزان العدالة الدولية، و"فلسطين في ذاكرة الجزائريين"، للتأكيد على مواقف الجزائر، شعباً وحكومة، الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إضافة إلى محور "العرب ولم الشمل وقضية فلسطين"، والتي جرى خلالها التشديد على ضرورة لم الشمل العربي والفلسطيني.
وخلال الندوة، كرمت عائلة الصحافية الشهيدة شرين أبو عاقلة، وأم الأسرى والشهيد ناصر أبو حميد لطيفة محمود الناجي.
كذلك كرمت المجاهدة الجزائرية جميلة بوباشا، التي رسمها الفنان العالمي بيكاسو قبل خمسة عقود خلال محاكمتها من قبل الاستعمار الفرنسي.