سورية: اعتقال مدني وابنه يشعل مواجهات مسلحة في درعا

19 نوفمبر 2024
عناصر من النظام السوري بحاجز جنوبي درعا، 12 سبتمبر 2021 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت الهجمات في درعا ضد قوات النظام السوري ردًا على الاعتقالات التعسفية، حيث تسعى الفصائل المحلية للإفراج عن المعتقلين، كما حدث في مدينة الكرك.
- في ريف حمص، قُتل محمد الإسماعيل، عضو "حزب البعث" ومسؤول في "الدفاع الوطني"، بتفجير عبوة ناسفة، مما يبرز التوترات الأمنية واستهداف شخصيات بارزة.
- تشكيل مليشيا "المحور الوطني" في شمال حلب بدعم من النظام وإيران، يهدف لتعزيز النفوذ العسكري، ويثير قلق المعارضة بسبب تعزيز نفوذ حزب الله.

هاجم مسلحون من فصائل محلية في محافظة درعا جنوبي سورية، اليوم الثلاثاء، مقرات أمنية وحواجز عسكرية تابعة لقوات النظام السوري، رداً على اعتقال جهاز المخابرات التابع له رجلاً وابنه من المحافظة خلال توجههما إلى دمشق للعلاج. وقال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن مسلحي الفصائل المحلية هاجموا حاجزاً عسكرياً ومبنى يتمركز فيه عناصر "أمن الدولة" في مدينتي إنخل وجاسم شمال درعا، وسط استمرار الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة وقذائف "الأر بي جي" بهدف الضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين.

وأضاف أن "اللواء 15" التابع لقوات النظام الموجود شرقي مدينة إنخل أطلق قذائف استهدفت منطقة محيط حاجز الطيرة الذي يشهد اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عناصر الحاجز ومسلحين محليين من مدينة جاسم. وأوضح أن الاشتباكات اندلعت عقب إطلاق والدة الطفل مناشدة لأهالي المنطقة بهدف التدخل والضغط على الأجهزة الأمنية للإفراج عن زوجها وطفلها المصاب بحروق بليغة.

وتكررت الهجمات مؤخراً على حواجز ومقرات قوات النظام السوري في محافظة درعا بسبب الاعتقالات التي تنفذها الأخيرة بحق مدنيين من المحافظة، حيث سبق أن هاجمت قبل أيام فصائل محلية مواقع لقوات النظام في مدينة الكرك، إثر اعتقال مدني أثناء مرافقة ابنه المصاب بالسرطان لاستكمال علاجه في دمشق. ورضخت قوات النظام للتصعيد، وأطلقت لاحقاً سراح المدني المحتجز لتعود التهدئة إلى المنطقة. وفي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قطعت الفصائل المحلية طريق درعا البلد- المحطة، على خلفية اعتقال شابين من سكان درعا البلد، بعدما أطلق عناصر لـ"المخابرات الجوية" الرصاص المباشر عليهما عند حاجز الغارية الغربية في ريف درعا الشرقي.

من جانب آخر، قتل اليوم الثلاثاء محمد الإسماعيل أحد أعضاء "حزب البعث"، الذي كان مسؤولاً في مليشيا "الدفاع الوطني" الرديفة لقوات النظام السوري، إثر تفجير عبوة ناسفة في باص كان يستقله بمركز "كفرنان- تسنين" بريف حمص وسط سورية. وقالت وكالة الأنباء التابعة للنظام "سانا" إن رئيس بلدية كفرنان (الإسماعيل) قتل، جراء انفجار عبوة ناسفة بحافلة كان يقودها، في قرية تسنين بريف حمص الشمالي فيما أكد المرصد السوري أن القتيل كان قيادياً في مليشيا "الدفاع الوطني".

تشكيل جديد ضمن مناطق "قسد" شمال حلب

إلى ذلك، كشف موقع "صدى الواقع السوري" (فدنك)، أمس، عن تشكيل مليشيا جديدة تحت مُسمى "المحور الوطني" بدعم من قوات النظام السوري وإيران، في بلدتي نبل والزهراء الواقعة تحت سيطرة حزب الله والمليشيات الإيرانية بريف حلب وبلدة تل رفعت الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف حلب الشمالي، شمال سورية. وأكد الموقع أن "القوام المستهدف لتشكيل الفصيل 5000 مقاتل"، موضحاً أن "القيادة الميدانية ستكون بإشراف أبو أحمد ديك (تل رفعت)، وأبو العباس (نبل)، ومحمد فاضل (كفر نايا)"، مبيناً أن "شروط الانضمام تقديم صورة الهوية للجنة الخيرية في دمشق، والولاء للحكومة السورية، والانتماء الفكري لحزب البعث، والحصول على موافقة أمنية"، وفق تعبيره.

ولفت الموقع إلى أن "المنضمين سيحصلون على هويات رسمية من جهاز الأمن الوطني، فيما ينتظر عدد من المتقدمين من قرى كفر نايا وتل رفعت ودرجميل الموافقات الأمنية"، منوهاً بأن "تشكيل (المحور الوطني) يأتي بعد أسابيع من إنشاء مكتب للمشاركة الأمنية الوطنية في بلدة نبل، في خطوة تعكس مساعي النظام لملء الفراغ العسكري الناجم عن انشغال المليشيات الإيرانية في مناطق أخرى"، مُشيراً إلى أن "دمشق (حكومة النظام السوري) تسعى لتشكيل مليشيات غير رسمية في مناطق الإدارة الذاتية، في محاولة لتعزيز نفوذها العسكري في المنطقة.

غير أن مصادر مطلعة في المعارضة السورية، شددت في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن تشكيل مليشيا "المحور الوطني" هي لصالح حزب الله، لا سيما أن أحد القادة المُشرفين على هذا التشكيل هو أبو العباس (نبل) المقرب من قادة حزب الله، والذي كان في الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان وعاد إلى سورية قبل أسابيع. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن "التشكيل سوف يتركز ضمن بلدة تل رفعت الواقعة تحت سيطرة مليشيا (قسد) بشكلٍ رئيسي، وسوف يكون لمليشيا المحور الوطني مقرات ومركزيات ضمن منطقتي نبل والزهراء الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإيرانية شمالي محافظة حلب".

بدوره، قال الباحث في مركز "جسور للدراسات"، وائل علوان، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد الضغط الكبير الذي تتعرض له المليشيات الإيرانية ومليشيات حزب الله اللبنانية في المواجهات مع إسرائيل بات واضحاً استثمارها وحاجتها للمزيد من المليشيات السورية المحلية، واعتمادها يكون بشكلٍ كبير على لواء الباقر (مليشيا محلية سورية تعمل لصالح إيران)، وأثبت لواء الباقر أن الاستثمار الإيراني الواسع حان وقت استخدامه". واعتبر علوان أن "المليشيات الإيرانية الواضحة والمكشوفة في هويتها، وكذلك مليشيات حزب الله تخشى اليوم من التحرك، لأنها عُرضة للاستهداف بشكل مباشر وسريع واللجوء إلى المليشيات المحلية السورية هو أحد التكتيكات التي يتخذها المحور الإيراني للقدرة على التحرك، سواءً في سورية أو من سورية إلى لبنان".

ويرى علوان أن "بعض هذه المليشيا المحلية مثل لواء الباقر أصبحت مكشوفة، ويُخشى في المستقبل القريب أن تكون أيضاً ضمن الاستهدافات الإسرائيلية وربما لاحقاً ضمن الأهداف الأميركية". وعن التشكيل الجديد ضمن مناطق سيطرة "قسد"، نوّه علوان بأنه "على الخريطة بلدة تل رفعت هي ضمن مناطق سيطرة قسد، ولكن هناك وجود كبير ومهم لحزب الله في تل رفعت، وهذا الوجود ممتد منذ سنوات على الأقل، وروسيا هي من أشرفت على تعزيز هذا الوجود لمنع تركيا من أي عمل عسكري باتجاه تل رفعت"، مؤكداً أن "التهديدات التركية لقسد باقتحام تل رفعت كانت تستغلها قوات حزب الله وقوات النظام السوري لتعزيز وجودها ونقاطها في تل رفعت، وهي اليوم موجودة وبشكلٍ كبير، ولأن تل رفعت تحت سيطرة قسد فهي بعيدة عن أي استهداف غربي".