التدريب الأميركي للمعارضة السورية يستثني الإسلاميين

18 أكتوبر 2014
التدريب قد يستمر لعام (أحمد محمد علي/الأاناضول)
+ الخط -
بدا إعلان واشنطن، على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، قبل يومين، عن بدء اختيار من سيتم تدريبهم من المعارضة السورية "المعتدلة" في السعودية، وكأنه محاولة من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، للتخفيف من حدة اتهامات الجمهوريين بعدم اتّباع استراتيجية واضحة من خلال التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وعدم نجاح الغارات التي تقوم بها ضد التنظيم والذي يبدو أنه تكيّف مع تلك الغارات، بالإضافة إلى عدم اتباعها استراتيجية تستطيع من خلالها استقطاب المعارضة السورية عبر إغفال هدفها الأساسي بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال كيربي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي، إنه "تم البدء باختيار عناصر من المعارضة السورية لبرنامج التدريب والتسليح الذي سيُقام في السعودية". وأضاف "نحن في بداية عمليَتي التجنيد والتدقيق (لأعضاء المعارضة السورية)، لقد كنا صادقين منذ البداية حول حقيقة أن العملية قد تتطلب أشهراً".

وأوضح كيربي أن "لدى الولايات المتحدة فريقاً يعمل مع السعوديين في محاولة إعداد المنشآت المخصصة لبرنامج التدريب والتسليح، وتحديد ما هي الموارد اللازمة لإعداد المدربين وما شابه".

لكن رئيس هيئة أركان "الجيش السوري الحر" العميد أحمد بري، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن "موضوع التدريب هو موضوع مستمر منذ زمن، إذ تم تدريب عناصر وضباط من الجيش الحر في وقت سابق" في دول عدة كالأردن ودول خليجية. وأوضح أن "الولايات المتحدة قد اختارت مجموعات للتدريب بمعرفة هيئة الأركان"، إلا أنه رفض الإفصاح عن الفصائل التي تنتمي إليها لأسباب أمنية، ولعدم تكرار تجربة حركة حزم، إذ إنه لكثرة الحديث عن أنها ستكون ضمن القوى المعتدلة المشتركة في التدريب، تعرضت بعض مقرات الحركة لتفجير في سراقب ما أدى لسقوط عشرة قتلى". وكشف أن "المجموعات التي ستخضع للتدريب قد استبُعدت منها الفصائل الإسلامية، وعلى رأسها حركة أحرار الشام". إلا أنه يؤكد في المقابل أن التدريب هو "عادي"، وليس هناك شرط لمحاربة تنظيم "داعش" حصراً ضمن شروط التدريب.

ويكشف بري أن معظم من تم اختيارهم للتدريب هم من المنطقة الجنوبية من محافظتي درعا والقنيطرة. وأشار إلى أن "دولة خليجية قد استضافت في وقت سابق دورات تدريبية لمقاتلين في الجيش الحر، جرى تدريبهم على يد مدربين خليجيين وأميركيين".

وعن الدورات الجديدة المقررة في السعودية، أعلن بري أنهم "أبلغوا هيئة الأركان بموضوع تدريب مجموعات من الجيش الحر في السعودية، ولكنهم لم يستشيرونا بموضوع اختيار المجموعات أو العناصر التي ستخضع للتدريب، وقد أخذوا مجموعة من العناصر". ولفت إلى أن "العملية قد تستغرق سنة من الزمن".

وعن ماهية التدريب، يؤكد رئيس أركان "الجيش الحر"، أنه "سيكون على يد مدربين خليجيين وأميركيين، وهو تدريب عادي على الأسلحة التقليدية الموجودة أساساً لدى الجيش الحر، بهدف ملء الفراغ في المناطق التي يتم طرد داعش أو النظام منها".

أما عن سبب عدم إقامة مثل هذه الدورات في سورية، فيوضح بري أن "السبب الوحيد أمني". وأكد أنه "في حال تم استحداث منطقة حظر جوي أو منطقة عازلة فستكون الدورات داخل الأراضي السورية".

وعن تدريب عناصر للمعارضة المسلّحة في تركيا، يقول بري إنه "لا يوجد شيء عملي حتى الآن يتعلق بتدريب عناصر من الجيش الحر في تركيا، وكل ما جرى مجرد إعلان سياسي".

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، قد قال في وقت سابق من هذا العام، إنه قد نجح في الحصول على دعم السعودية لاستضافة برنامج التدريب على أراضيها، فيما قال رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي وقتها إن مرحلة الإعداد لهذا البرنامج قد تستغرق ما بين ثلاثة وخمسة أشهر، وما بين ثمانية واثني عشر شهراً من أجل تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة ليتمكنوا من مقاتلة "داعش" ونظام الأسد فيما بعد.

وحول مشاركة الفصائل الكردية ضمن "القوى المعتدلة الشريكة" للتحالف، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي، في المؤتمر الصحفي المشترك مع كيربي، إن بلادها كانت تتواصل عبر وسطاء مع حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردستاني" (الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي والمصنّف على قائمة الإرهاب لدى الولايات المتحدة وتركيا). وأضافت "لقد بدأنا الحوار معهم خلال عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد الماضيين) بشكل مباشر"، في إشارة منها إلى دور محتمل لهم في التحالف الدولي في مناطق شمال سورية.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيف وارن، أعلن الشهر الماضي، أن تدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة سيتم على ثلاث مراحل، الأولى ستكون لتدريبهم على مهام أمن وحماية المناطق المحيطة بالأماكن التي تقع تحت سيطرتهم، أما المرحلة الثانية فسيتم فيها تدريبهم على مهام هجومية لزيادة الضغط على قوات الاسد وتنظيم "داعش" على حد سواء، فيما ستكون المرحلة الثالثة لتدريب هذه العناصر على مهام تتعلق بمكافحة الإرهاب، والتي من شأنها تمكينهم من القيام بعمليات مكافحة إرهاب في المناطق التي يسيطرون عليها.

المساهمون