التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية: واشنطن تدرس "رداً قوياً" مع الحلفاء واجتماع لمجلس الأمن

04 أكتوبر 2022
جنود كوريون جنوبيون على الحدود مع الجارة الشمالية (Getty)
+ الخط -

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع علني، غداً الأربعاء بشأن كوريا الشمالية، بعد أن أطلقت بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً فوق اليابان لأول مرة منذ خمس سنوات.

ويقول دبلوماسيون إن من غير المرجح اتخاذ المجلس المؤلف من 15 عضواً أي إجراء ملموس.

ومنع مجلس الأمن الدولي كوريا الشمالية لسنوات من إجراء تجارب نووية وإطلاق صواريخ باليستية وشدد المجلس العقوبات على بيونغ يانغ مع مرور السنوات في محاولة لقطع التمويل عن هذه البرامج.

وأعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة تتشاور مع اليابان وكوريا الجنوبية للردّ "بقوة" على إطلاق كوريا الشمالية، صباح اليوم، صاروخاً بالستياً حلّق فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ.

ودان كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا التجربة الصاروخية الكورية الشمالية، بعد اتصال هاتفي بينهما.

وجاء في بيان: "الزعيمان دانا بشكل مشترك.. التجربة الصاروخية (لكوريا الشمالية) بأقوى العبارات، واعتبرا عملية الإطلاق خطراً على الشعب الياباني ومزعزعة لاستقرار المنطقة وانتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي". وأكد بايدن "التزام الولايات المتحدة الراسخ الدفاع عن اليابان".

وقالت آدريين واتسون، المتحدّثة باسم مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، في بيان، إنّ الأخير أجرى محادثتين منفصلتين مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي لبلورة ردّ "دولي مناسب وقويّ" وأعاد تأكيد "الالتزام الراسخ" للولايات المتّحدة الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.

وندّدت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بالتجربة الصاروخية الكورية الشمالية، مؤكّدة "التزام واشنطن الراسخ الدفاع عن اليابان وكوريا" الجنوبية.

وأوردت القيادة العسكرية في بيان أنّ "الولايات المتّحدة تدين هذه الأعمال وتدعو جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية إلى الامتناع عن أيّ عمل آخر غير قانوني ومزعزع للاستقرار"، مستخدمة الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.

بالتوازي مع ذلك، أجرت مقاتلات كورية جنوبية وأميركية، اليوم، تدريبات على قصف دقيق رداً على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى فوق اليابان، حسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي.

وأفادت هيئة الأركان المشتركة في سيول "بمشاركة أربع طائرات من طراز F-15Ks تابعة للقوات الجوية الكورية الجنوبية وأربع مقاتلات من طراز F-16 تابعة للقوات الجوية الأميركية، أطلقت طائرات الـF-15K التابعة لكوريا الجنوبية قنبلتين هجوميتين مباشرتين مشتركتين (JDAM) على هدف افتراضي في ميدان الرماية في جيكدو في البحر الغربي"، في إشارة إلى البحر الأصفر. وأضافت أنّ التدريبات تهدف إلى إظهار "قدرات (الحلفاء) على توجيه ضربة دقيقة إلى مصدر الاستفزازات".

بدوره، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا، مستنكراً ما وصفه بأنه "تصعيد"، وفق المتحدث باسمه.

وقال ستيفان دوجاريك "من الواضح أنه تصعيد". ودعا الأمين العام "حكومة كوريا الشمالية إلى استئناف الحوار مع الأطراف المعنية بهدف تحقيق ما نطالب به منذ فترة طويلة، وهو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل وقابل للتحقق منه".

من جانبه، ندّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "بقوة" بإطلاق كوريا صاروخاً باليستياً حلّق فوق اليابان، معتبراً أنه "عدوان غير مبرر".

وكتب ميشال في تغريدة أنّ هذه التجربة التي دفعت اليابان إلى تفعيل نظام الإنذار على أراضيها، "محاولة متعمدة لتعريض أمن المنطقة للخطر". وأضاف "الاتحاد الأوروبي متضامن مع اليابان وكوريا الجنوبية".

وصباح الثلاثاء، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في البحر، في حدث غير مسبوق منذ 2017 دفع طوكيو إلى تفعيل نظام الإنذار والطلب من سكان بعض المناطق الاحتماء.

وتعود آخر مرة حلّق فيها صاروخ كوري شمالي فوق اليابان إلى 2017 في ذروة مرحلة "النار والغضب" التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مع الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.

وأكدت طوكيو من جهتها حصول التجربة وفعّلت في حدث نادر نظام الإنذار من إطلاق صواريخ وطلبت من السكان الاحتماء.

وسارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى التنديد بتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده. وقال كيشيدا للصحافيين إنّ "صاروخاً باليستياً عَبَر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. إنّه عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ باليستية. نحن ندين بشدّة هذا الأمر".

وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أنّه "رصد صاروخاً باليستياً مفترضاً متوسط المدى". وأضاف أنّ الصاروخ حلّق لمسافة 4500 كيلومتر على ارتفاع 970 كيلومتراً وبسرعة ناهزت 17 ماك (أسرع من الصوت 17 مرة) فوق اليابان باتجاه الشرق. ويشكّل ذلك تصعيداً واضحاً في حملة التجارب العسكرية المكثّفة التي تجريها بيونغ يانغ منذ مطلع العام.

وأكّدت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان "التفاصيل المحددة تخضع لتحليل معمق بالتعاون مع الولايات المتحدة والأسرة الدولية". ووصفت سيول إطلاق الصاروخ على أنه "استفزاز" ينتهك "بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة". 

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون