استمع إلى الملخص
- **مفاوضات وقف إطلاق النار في مراحلها النهائية**: مسؤولون أميركيون يؤكدون قرب التوصل لاتفاق، مع وساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر. الرئيس بايدن ينتقد اغتيال هنية، ورئيس الوزراء القطري ينتقد التصعيد ضد المدنيين.
- **دعوات لتحقيق مستفيض في الاعتداءات الجنسية**: الولايات المتحدة تدعو إسرائيل للتحقيق في الاعتداءات الجنسية على المعتقلين الفلسطينيين، وتؤكد على ضرورة عدم التسامح مع الجناة وسيادة حكم القانون.
أعلن البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل وحركة حماس ما زالتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران. وتبذل واشنطن جهوداً "دبلوماسية مكثفة" لمنع المزيد من التصعيد، بعدما هددت إيران بالرد على استشهاد هنية. وعيّنت حركة حماس يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً له، ما أثار مخاوف من أن تصبح المفاوضات أكثر صعوبة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين: "نحن قريبون أكثر من أي وقت مضى حسبما نعتقد" من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم "حماس". من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلاده لا ترى أن اختيار السنوار يجب أن يعطّل مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيراً في سياق آخر إلى أن إسرائيل بحاجة للإفراج عن كل الأموال الفلسطينية المحتجزة، وأن بلاده تبذل جهوداً دبلوماسية للإفراج عن الأموال التي تحتجزها إسرائيل.
وأعلن مسؤولون أميركيون في مناسبات عدة، في الأسابيع الأخيرة، أن التوصل إلى اتفاق بات وشيكاً، وحثوا إسرائيل وحماس على قبول اقتراح سيؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع. وقال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر "وصلت إلى مرحلتها النهائية"، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إن اغتيال هنية ليس مفيداً لوقف إطلاق النار. من جهته، اعتبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته. وتسعى الولايات المتحدة حالياً إلى منع نشوب حرب شاملة في المنطقة. وعلى وقع ارتفاع منسوب التوتر، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيداً من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل. وقال كيربي: "نحن منخرطون في بعض الجهود الدبلوماسية المكثفة هنا في كل أنحاء المنطقة". وأضاف أنه "لن يتحدث عن تقييمات الاستخبارات" بشأن توقيت أو إمكانية أن تشنّ إيران وحليفها اللبناني حزب الله هجوماً.
واشنطن تدعو لتحقيق مستفيض بشأن الاعتداءات الجنسية
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر اليوم الأربعاء إنه يتعين على الاحتلال الإسرائيلي إجراء تحقيق مستفيض بخصوص اعتداء جنوده جنسياً على معتقلين فلسطينيين ودعا إلى "عدم التسامح مطلقاً" مع الجناة. وحين سُئل عن مقطع مصور بثته القناة 12 الإسرائيلية، يظهر فيه جنود يأخذون معتقلاً بعيداً عن كاميرات المراقبة لارتكاب انتهاكات، وحول اتهامات أوسع نطاقاً بارتكاب انتهاكات ضد السجناء، قال ميلر إن مسؤولين أميركيين فحصوا المقطع.
وتابع ميلر: "شاهدنا المقطع المصور، والتقارير عن الاعتداء الجنسي على المعتقلين مروعة. وينبغي على حكومة إسرائيل، وقوات الدفاع الإسرائيلية إجراء تحقيق مستفيض في هذه التقارير". ومضى يقول: "ينبغي عدم التسامح مطلقاً مع الاعتداء جنسياً على أي معتقل أو اغتصابه، الأمر محسوم... إذا كان هناك معتقلون تعرضوا للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، يتعين على حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق كامل في هذه الأفعال ومحاسبة أي شخص مسؤول بأقصى حد يسمح به القانون".
ووصف البيت الأبيض أيضا التقارير التي تتحدث عن اغتصاب وتعذيب وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين بأنها "مثيرة لقلق شديد". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: "من الضروري أن يسود حكم القانون وأن يتم اتباع الإجراءات المرعية". وقالت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان في تقرير يوم الاثنين إن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لإساءة معاملة السجناء وتعذيبهم منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول وأخضعت المعتقلين الفلسطينيين لأفعال تتراوح بين العنف التعسفي والانتهاك الجنسي.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)