الانتخابات العراقية: تباين نسبة الاقتراع ولا مشاكل بالمناطق المتنازع عليها

08 أكتوبر 2021
توافد كبير للأمنيين على التصويت (صباح ارار/ فرانس برس)
+ الخط -

شهدت الساعات الخمس الأولى من بدء عملية الاقتراع الخاص للانتخابات العراقية 2021 لأفراد المؤسستين العسكرية والأمنية والنازحين والعاملين في المستشفيات ونزلاء السجون، والبالغ عددهم أكثر من مليون مقترع، اليوم الجمعة، تباينا واضحا في نسبة الإقبال بين منطقة وأخرى، وسط رصد واسع لمراقبين دوليين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على وجه التحديد.

ولم تشهد مخيمات النازحين العراقيين تفاعلا كبيرا إلى غاية الآن في عمليات التصويت، رغم قيام مفوضية الانتخابات بإيصال صناديق الاقتراع إلى داخل تلك المخيمات، في وقت تبدو قوات الجيش الأكثر إقبالا على عملية التصويت في المراكز المخصصة لها.

وفي البصرة المطلة على مياه الخليج العربي، أقصى جنوبي البلاد، قال مراسل "العربي الجديد"، المتواجد بمدينة الزبير، إن قوات الجيش والشرطة توافدت على مراكز الاقتراع المخصصة لها على شكل دفعات، وسط إجراءات أمنية شملت فرض أطواق بمحيط مراكز الاقتراع.

ويحق لأكثر من 52 ألف عنصر في القوات العراقية أن يشاركوا في التصويت الخاص بالبصرة التي لم تشهد قطعا للطرق أو حظرا للتجول، بحسب مصادر أمنية قالت لـ"العربي الجديد" إن القوات الأمنية اكتفت بفرض أطواق في محيط مراكز الاقتراع، وعدد 38 مركزا انتخابيا في عموم محافظة البصرة.

وكذلك الحال في محافظة كربلاء، جنوبي البلاد، التي يشارك فيها أكثر من 25 ألف عنصر أمن في التصويت الخاص، إذ عرفت مراكز الاقتراع توافد المصوتين بكثرة خلال الساعات الأولى لفتح صناديق الاقتراع. 

وقال قائد عمليات الجيش في كربلاء، علي الهاشمي، إن القوات العراقية وضعت خطة شاملة للاقتراع، مبينا خلال تصريح صحافي أن عملية التصويت تسير بانسيابية داخل المراكز وخارجها. وأشار إلى أن كل قائد عسكري في كربلاء لديه قوات احتياط لمعالجة أي حالة طارئة، مضيفا: "سنتعامل مع ذلك بقوة وحذر".

كما شهدت محافظة بابل (100 كيلومتر جنوبي بغداد) إقبالا على مراكز الاقتراع في المحافظة بالنسبة لعناصر قوات الأمن، بينما كان الإقبال على التصويت في المركز الانتخابي المخصص للنازحين ضعيفا.

وقالت مصادر محلية في بابل إن الإقبال على المركز الانتخابي للنازحين في المحافظة لم يكن بالمستوى المطلوب، موضحة لـ"العربي الجديد" أن أربعة ناخبين فقط من النازحين دخلوا إلى المركز الانتخابي المخصص لهم في مدينة الحلة (مركز محافظة بابل).

ولفتت إلى أن بعض النازحين لم يتمكنوا من دخول المركز الانتخابي بسبب عدم ظهور أسمائهم، مبينة أن نازحين آخرين لم يتمكنوا من الوصول إلى مركز الاقتراع لوجودهم في مناطق بعيدة، وعدم امتلاكهم وسائل نقل.

مراقبون دوليون بمراكز الاقتراع في انتخابات العراق

في غضون ذلك، يواصل الفريق الأممي في بغداد الإشراف على عملية نقل المراقبين الدوليين والأمميين بحماية أمنية عراقية بين مختلف المراكز، لكن بعضهم طلبوا أن يتجولوا بمفردهم حتى تتسنى لهم مشاهدة الأوضاع على حقيقتها داخل مراكز الاقتراع دون تواجد موظفي الانتخابات أو العاملين في محطات الاقتراع، وكذلك التحدث مع الناخبين.

وقال مسؤول إعلام مفوضية الانتخابات في ذي قار، رائد عزيز، إن 9 من المراقبين الدوليين وصلوا إلى المحافظة لمراقبة العملية الانتخابية، موضحا، خلال تصريح صحافي، أن هذا الفريق تابع لبعثة الأمم المتحدة في العراق. وأشار إلى قيام السلطات والقوات الأمنية في ذي قار بتقديم التسهيلات للفريق الدولي من أجل مساهمته في المراقبة والمساعدة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

إلى ذلك، قالت مديرة فريق الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات العراقية 2021، فيولا فون كراكون، اليوم الجمعة، إن المشهد الانتخابي لا يزال هادئا، مشيرة، في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إلى أن "هنالك 90 شخصاً موجودين حاليا في الوقت الحاضر ضمن وفد الاتحاد الأوروبي لمراقبة العملية الانتخابية".

وتابعت: "من المبكر إعطاء انطباع عن العملية الانتخابية، لأننا بدأنا الآن، نحن هنا والملاحظون والمراقبون منذ 7 أسابيع، ولدينا اتصالات مع المسؤولين في العراق".

بدوره، قال مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الانتخابي، مهند نعيم، اليوم الجمعة، إن خطة التصويت الخاص نفذت بشكل جيد، كاشفا عن إحالة ضباط للتحقيق بسبب الترويج لحملات انتخابية، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

كردستان العراق: لا مشاكل أمنية بالمناطق المتنازع عليها

وبعد تجاوز سير عملية التصويت الخاص في الانتخابات البرلمانية العراقية نصف الوقت المخصص لها، والذي من المفترض أن ينتهي عند السادسة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، أكد مسؤولون أكراد عدم تسجيل أي خروقات أمنية أو تأثير على عملية الاقتراع في المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، رغم مطالب بمعالجة بعض المشاكل الفنية.

وتضم المناطق المتنازع عليها كركوك ومخمور وسنجار والطوز وخانقين وبلدات أخرى، إثر الخلاف بين أربيل وبغداد بشأن إدارتها، وأثارت أخيرا قوى كردية مخاوف من احتمالية حصول تلاعب في أصوات العراقيين الكرد بتلك المناطق.

وكان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور البارزاني، وعدد من المسؤولين الكرد، طالبوا أخيرا بخطة أمنية خاصة لتأمين العملية الانتخابية في تلك المناطق، مشددين على تعزيز أمنها بأعداد أمنية إضافية.

محافظ أربيل (عاصمة الإقليم) أوميد خوشناو، أكد أن العملية الانتخابية تسير بشكل جيد، ولم تسجل أي خروقات أو مشاكل أمنية، ودعا، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، الناخبين في التصويت الخاص إلى "الالتزام بالتعليمات الصحية"، مبيناً أن "العملية الانتخابية تسير بشكل جيد جداً". وأضاف أنه "لم تسجل أي خروقات أو مشاكل أمنية".

بدوره، أكد القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، ماجد شنكالي، لـ"العربي الجديد"، عدم تسجيل أي مشاكل أمنية خلال عملية التصويت في المناطق المتنازع عليها، مبينا أنه "لا يوجد أي محاولات للتأثير على الناخبين"، مؤكدا أنه "سيكون هناك إقبال أوسع على التصويت خلال الفترة المسائية".

وأشار إلى أنه "تم تسجيل بطء فني كبير في عدد من مراكز الاقتراع، وعلى مفوضية الانتخابات العمل على تلافي ذلك".

أما النائب الكردي السابق عن محافظة كركوك، شاخوان عبد الله، فأكد وجود "تنافس شديد في المناطق المتنازع عليها"، معربا، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، عن أمله بأن "تجري الانتخابات بهدوء، وألا يستخدم العسكر للتأثير على النتائج". إلا أنه تحدث عن "وجود مشاكل فنية في كثير من المحطات، تحتاج إلى معالجات".

من جهته، أبدى النائب عن المكون العربي في كركوك، خالد المفرجي، تفاؤله بانتهاء عملية التصويت في المناطق المتنازع عليها من دون مشاكل تذكر، وقال لـ"العربي الجديد": "إلى هذه اللحظة الأمور جيدة، ولا توجد أي مشاكل، ونتوقع عدم حدوثها بالمطلق".

وقال إن "المناطق المتنازع عليها لم تسجل فيها خروقات. كانت هناك مخاوف لنا وللكرد ولكل الجهات، لكن سير عملية الاقتراع جيد ومطمئن حتى الآن".

في الأثناء، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أن "العملية الانتخابية الخاصة بالتصويت الخاص تجري بانسيابية وسلاسة عاليين في عموم البلاد"، وقال إن "هناك إقبالاً وتوافداً كبيرين على مراكز الاقتراع من قبل منتسبي الأجهزة الأمنية للإدلاء بأصواتهم".

وأضاف رسول أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يتابع بشكل مباشر عملية التصويت الخاص"، مشيراً إلى أن "هناك غرف عمليات في قيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات بغداد، وأن رئيس الوزراء يطلع بشكل مباشر على أدق التفاصيل فيها".

المساهمون