استمع إلى الملخص
- أوشيش يؤكد على أهمية المشاركة في الانتخابات كجزء من استراتيجية الحزب لتوسيع قاعدته الشعبية وتعزيز قدراته التنظيمية، مشيراً إلى تحول الحزب نحو قبول الحوار مع السلطة.
- الانتخابات الرئاسية المقبلة تشهد تنافساً بين شخصيات سياسية بارزة، وتعد فرصة للأحزاب لتوسيع قواعدها الشعبية وتحسين نسبة التصويت، خاصة في مناطق القبائل.
أعلنت جبهة القوى الاشتراكية، أقدم أحزاب المعارضة الجزائرية، رسمياً ترشيح السكرتير الأول يوسف أوشيش إلى الانتخابات الرئاسية في الجزائر والمقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، ليرتفع بذلك عدد المرشحين إلى خمسة، إضافة إلى الرئيس عبد المجيد تبون. وصادق المؤتمر العام للحزب المنعقد اليوم الجمعة، ما عدا صوتين من أعضائه، على لائحة ترشيح الشاب يوسف أوشيش للرئاسة، بعد قرار المجلس الوطني للحزب قبل أسبوعين، المشاركة في الانتخابات، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها الحزب مرشحاً منذ انتخابات عام 1999، بعد أن قاطع الانتخابات الرئاسية الأربع التي جرت عقب ذلك.
وقال أوشيش في خطاب عقب إعلان ترشيحه، إن قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر "يأتي في سياق مسار سياسي استراتيجي شامل، يهدف إلى إعادة بناء القاعدة الشعبية للحزب، وتوسيعها، وتسريع تفتحه على المجتمع، وتعزيز قدراته التنظيمية داخلياً، ما يمكّننا من خلق أطر وقنوات للحوار قوية داخل المجتمع، بما يجعل من الحزب قوة سياسية ذات وزن من أجل التعبئة، والتأثير في المسارات، المحطات، والقرارات السياسية للبلاد في المستقبل القريب".
وكان قرار تزكية أوشيش مرشحاً رئاسياً من المؤتمر العام منتظراً، بالنظر الى تحولات لافتة في الخطاب السياسي للقوى الاشتراكية، أكثر الأحزاب المعارضة راديكالية تجاه السلطة، وتخليه منذ فترة عن المواقف الراديكالية، وقبوله بالحوار مع السلطة والرئيس عبد المجيد تبون، وإجرائه مراجعة لمطالبه السياسية التاريخية التي كانت تتركز على مقلب المجلس التأسيسي والمرحلة الانتقالية سبيلاً للتغيير الديمقراطي.
ومن شأن مشاركة القوى الاشتراكية في الانتخابات الرئاسية في الجزائر في سبتمبر المقبل، أن تعزز من مؤشرات تحسين نسبة التصويت في الانتخابات المقبلة، خصوصاً في منطقة القبائل (ذات الغالبية من السكان الأمازيغ)، والتي تُعدّ المعقل الرئيس للقوى الاشتراكية، حيث يسيطر الحزب على عدد كبير من التسيير المحلي للبلديات في ولايات المنطقة، تيزي وزو، وبجاية، والبويرة، لكن الحزب يستهدف بحسب قياداته السياسية، استغلال الانتخابات الرئاسية في الجزائر لكسر المناطقية التي تلصق به، والسعي لكسب قواعد في كل البلاد.
وإضافة إلى يوسف أوشيش، أعلنت أربع شخصيات سياسية أخرى ترشحها، وهي رئيس حركة مجتمع السلم كبرى الأحزاب الإسلامية والمعارضة عبد العالي حساني، والتي تقدم مرشحاً للمرة الأولى منذ انتخابات 1995، ويدعم حساني تحالف من القوى الإسلامية، والأمينة العامة لحزب العمال (يساري) لويزة حنون التي تخوض السباق الرئاسي للمرة الرابعة بعد مشاركتها في رئاسيات 2004 و2009 و2014، ورئيس حزب التحالف الجمهوري ومساعد وزير الخارجية بلقاسم ساحلي (تقدمي)، والذي كان قد أخفق في جمع التوقيعات في انتخابات عام 2019، وينافس هؤلاء الرئيس عبد المجيد تبون الذي سيعلن قريباً ترشحه لولاية رئاسية ثانية.
وسيعلن تبون غداً السبت استدعاء الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية، حيث يبدأ الأحد المقبل إيداع نوايا الترشح لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وبدء جمع لائحة التوقيعات من الناخبين، يحث يلزم القانون الانتخابي المرشحين بجمع 50 ألف توقيع من الناخبين، من 29 ولاية على الأقل من بين 58 ولاية، وبمعدل لا يقل عن 1200 توقيع عن كل ولاية، أو جمع 500 توقيع فقط من المنتخبين الأعضاء في المجالس النيابية المحلية والبرلمان.
وتجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة للمرة الثانية تحت إشراف هيئة عليا مستقلة، بعد انتخابات عام 2019، حيث تشرف الهيئة على كامل مراحل العملية الانتخابية حتى التصويت، وفرز الأصوات وعدّها، وإعلان النتائج الرسمية، لكنها تجرى للمرة الأولى تحت طائلة القانون الانتخابي الجديد الذي صدر عام 2021.
ووفقاً للآجال القانونية التي يحددها قانون الانتخابات الساري المفعول، فإن آخر أجل لإيداع ملفات المترشحين سيكون 17 يوليو/ تموز المقبل، على أن تبدأ الحملة الانتخابية لمدة 23 يوماً بين 14 أغسطس/ آب وتنتهي في الثالث من سبتمبر/ أيلول المقبل، تليها ثلاثة أيام الصمت الانتخابي، قبل يوم التصويت في السابع من سبتمبر.