الانتخابات الرئاسية الجزائرية.. حملة انتخابية من دون مناكفات سياسية

20 اغسطس 2024
رئيس حركة مجتمع السلم والمرشح في الانتخابات الجزائرية عبد العالي حساني (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **هدوء غير معتاد في الانتخابات الرئاسية الجزائرية**: تجري الانتخابات بهدوء غير مسبوق، حيث يتجنب المرشحون الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، عبد العالي حساني، ويوسف أوشيش المناكفات السياسية والانتقادات الشخصية.

- **عوامل غياب المناكفات السياسية**: يعود ذلك إلى العلاقات الجيدة بين تبون ومنافسيه، وتجنب المرشحين التركيز على إخفاقات تبون، وتوقيع مديريات الحملات على ميثاق أخلاقيات الحملة.

- **تركيز على البدائل والحلول**: يركز المرشحون على تقديم البدائل السياسية والحلول للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، مما يعكس تطور خطاب الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر.

على غير العادة، تجري الانتخابات الرئاسية الجزائرية هذه المرة بهدوء وخالية من المناكفات السياسية بين المرشحين الثلاثة، وهم الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني، والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، الذين يبدون انضباطاً لافتاً كلٌّ منهم تجاه الآخر في خطابهم السياسي، حيث يتفادى ثلاثتهم الإشارة إلى أي من منافسيه بإشارات سلبية أو بتصريحات سياسية تخص مواقف سابقة أو أخطاء أو تصريحات يمكن أن تكون محل تحفظ منهم.

وخلال الخمسة أيام الأولى من الحملة الانتخابية، لم تسجل سوى مناكفة سياسية واحدة بين المرشح عبد العالي حساني، وغريمه السياسي عبد القادر بين قرينة، الداعم للرئيس تبون، بعد تصريح هذا الأخير أن الانتخابات محسومة لصالح تبون، وأن المرشحين الآخرين، حساني وأوشيش، يتنافسان على الرتبة الثانية، ما أثار حفيظة حساني الذي رد على ذلك بوصفه أنه "خطاب كراهية"، وحذر بشدة من هذا التصعيد السياسي، كما سارع مدير حملة الرئيس تبون إبراهيم مرّاد إلى التدخل لتنبيه بن قرينة بعدم تكرار هذا النوع من التصريحات.  

ويقدر مراقبون أن مستوى النقد السياسي للمرشحين الآخرين، منافسي الرئيس تبون، لسياساته الحكومية وحصيلة عهدته الرئاسية الأولى، ضئيل، حيث يتلافى كل من حساني وأوشيش التركيز على إخفاقات تبون وحكوماته في ولايته الأولى، على الرغم من أن ذلك يفترض أن يكون أداة انتخابية لصالحهما لمناكفة الرئيس وكسب نقاط ضده.

ويعتقد المراقبون أن مبررات غياب المناكفة السياسية بين المرشحين الثلاثة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية تعود إلى عدة عوامل، بينها العلاقة التي تربط بين الرئيس تبون بكلٍّ من منافسيه، حساني وأوشيش، حيث سبق له استقبالهما في أكثر من مناسبة، كما يبدي تبون احتراماً للرصيد التاريخي لحزبيهما، وهو الأمر نفسه بين المرشحين حساني وأوشيش، إذ سبق أن كان حساني بصدد تقديم مساعدة لأوشيش لاستكمال جمع التوقيعات اللازمة للترشح للرئاسة.

وهناك عامل سياسي آخر يفسر غياب المناكفة السياسية بين المرشحين في هذه الانتخابات، وهو طبيعة هذه الانتخابات وظروفها الداخلية والإقليمية القلقة، والتي تعفي المرشحين من توظيف المشكلات الداخلية في مناكفات حادة، إضافة إلى أن مديريات الحملة الانتخابية للمرشحين الثلاثة سبق أن وقّعت على ميثاق أخلاقيات الحملة الانتخابية الذي يحدد الضوابط الأخلاقية للحملة ويضبط الخطاب الانتخابي على هذا المستوى.

وفي رأي المراقبين، يريد المرشحون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية التركيز خلال الخطاب الانتخابي على تقديم البدائل السياسية والحلول التي بحوزتهم إزاء القضايا الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية، أكثر من التركيز على مهاجمة المنافسين، وتجنب زيادة الإحباط لدى الناخبين أكثر مما هو قائم، ومحاولة زرع الآمال والتطلعات، وتقديم صورة تعكس تطور خطاب الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر.

ويؤكد رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين سليمان عبدوش، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الانتخابات هي الأقل مناكفة سياسية، سواء بين المرشحين أو بين ممثليهم، إذ تجري الحملة الانتخابية بصورة هادئة على مستوى الخطاب، ونحن نتابع من خلال التغطية الإعلامية أن هناك مستوى أخلاقياً جيداً وضبطاً كبيراً في الخطاب، واحتراماً للمواثيق المتصلة بالحملة الانتخابية"، مشيراً إلى أن "هناك فعلاً بعض الهفوات وعدداً قليلاً جداً من التصريحات لم تكن موفقة، جرى استدراكها".