تقرر تمديد التصويت في الانتخابات الإيرانية حتى الساعة الثانية عشر ليلاً، بعد تمديدها مرتين إلى الساعة الثامنة ثم العاشرة، حيث كان يفترض أن تغلق مراكز الاقتراع الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.
وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية التابعة للداخلية الإيرانية محسن إسلامي، للتلفزيون الإيراني، مساء اليوم الجمعة: "نظرا للوجود الحاشد للمواطنين في طوابير التصويت، جرى تمديد المدة إلى الساعة العاشرة مساء".
وكانت عملية الاقتراع في الانتخابات الإيرانية سواء التشريعية الـ12 وكذلك انتخابات مجلس خبراء القيادة الـ6، المعني دستورياً بتعيين المرشد الإيراني وعزله، قد بدأت في الثامنة من صباح اليوم، حيث توجه الناخبون الإيرانيون للتصويت في أكثر من 59 ألف مركز اقتراع في 31 محافظة إيرانية.
وأدلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بصوته في الاستحقاقين الانتخابيين، حيث دعا، في تصريحات للتلفزيون الإيراني، المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات، قائلاً إن "أنظار الكثير من الناس في العالم اليوم موجهة إليكم لمعرفة ما ستفعلونه في الانتخابات".
ودعا خامنئي الناخبين إلى "أن يفرحوا بمشاركتهم الأصدقاء وأن يحبطوا المتآمرين"، داعياً المترددين إلى اتخاذ قرار بالمشاركة.
"مشاركة جيدة" في الانتخابات الإيرانية
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني هادي طحان نظيف، في تصريحات أثناء تفقده مقر لجنة الانتخابات الإيرانية، إن هذه الانتخابات قد سجلت "مشاركة جيدة"، وفق ما أكده مراقبون في الميدان.
وأضاف طحان نظيف أن "نسبة المشاركة أفضل من البرلمان الـ11"، مشيرا إلى أن السلطات ستعلن عن الأرقام النهائية والتكميلية بعد الانتهاء من العملية الانتخابية.
يشار إلى أن الانتخابات البرلمانية السابقة التي أجريت عام 2020 قد سجلت أدنى نسبة مشاركة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، إذ كانت النسبة 42.57 في المائة.
إلى ذلك، بث التلفزيون الإيراني مشاهد قال إنها لطوابير أمام مراكز اقتراع في مدن إيرانية رغم الظلام وغروب الشمس.
كما أعلنت السلطات المعنية أن مراكز الاقتراع ستبقى تستقبل الأصوات ما دامت هناك طوابير أمامها.
في الأثناء، أعلنت وزارة التعليم والتربية الإيرانية عن تعطيل المدارس في عدة محافظات إيرانية، وعزت ذلك إلى الوقت الذي سيستغرقه فرز الأصوات في المدارس بعد تمديد مدة التصويت.
ودخلت إيران، الخميس صباحاً، فترة الصمت الانتخابي، فيما كثف قادة الدولة ومؤسساتها دعواتهم حتى ساعات متأخرة من ليل الخميس - الجمعة، لحث الناخبين الإيرانيين على التصويت، مع تأكيدهم على أهمية الانتخابات، واعتبار المشاركة واجباً دينياً ووطنياً وثورياً، مستحضرين الصراع مع الغرب والولايات المتحدة، وذلك وسط دعوات لأوساط إيرانية ومعارضة في الخارج للمقاطعة.
وكان خامنئي قد حذر، الأربعاء، من مشاركة "ضعيفة" في الانتخابات، قائلاً إن "البعض في الداخل لا يهتم بالانتخابات، أنا لا أتهم أحداً لكنني أذكّر الجميع بأن علينا أن ننظر إلى الانتخابات من منطلق المصالح الوطنية، وليس الزوايا الفئوية والحزبية"، مع تأكيده أن "من يحب إيران وشعبها وأمنها والجمهورية الإسلامية، عليه أن يعلم أنه إذا أجريت الانتخابات بشكل ضعيف فالجميع سيتضرر ولن يربح أحد".
وفي السياق، قال القيادي في التيار الإصلاحي الإيراني نائب الرئيس الإيراني الأسبق، محمد رضا عارف، بعد الإدلاء بصوته، إن "المقاطعة لم تحلّ مشاكل الناس"، مؤكداً أن "الإصلاحيين لم يصدروا دعوة لمقاطعة الانتخابات".
وبعد إدلائه بصوته صباحاً، تفقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مقر لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية لمتابعة سير العملية عن قرب.
وقال رئيسي إن "جميع الفئات السياسية من خلال مرشحيها شاركت لتسجيل يوم عظيم للشعب الإيراني".
ويأتي هذا التصريح فيما أعلنت معظم الأحزاب الإصلاحية أن لا مرشح لها في هذه الانتخابات.
وأكد رئيسي أن الانتخابات في إيران "رمز للتلاحم والوحدة الوطنية"، معرباً عن أمله في إجراء انتخابات "عظيمة".
وإلى ذلك، أدلى الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني بصوته، وهو الذي رُفضت أهليته للترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة عن طهران.
وبث التلفزيون الإيراني مشاهد التصويت في مراكز اقتراع في المدن الإيرانية، تظهر طوابير أمامها.
ويخوض 15 ألف مرشح الانتخابات البرلمانية في إيران، وذلك من بين عدد المسجلين البالغ 21 ألفاً، وذلك بعدما رفض مجلس صيانة الدستور ترشح نحو 30% منهم بدعوى عدم حصولهم على أهلية الترشح.
ويتنافس المرشحون النهائيون في المدن والمحافظات الإيرانية على 290 مقعداً في البرلمان الإيراني. كما صادق مجلس صيانة الدستور على أهلية 144 مرشحاً لخوض انتخابات مجلس خبراء القيادة، وذلك من أصل 501 ترشحوا لها، وهو ما يعني رفض ترشح 357 منهم.
ويتنافس 144 مرشحاً على 88 مقعداً في مجلس خبراء القيادة في 31 محافظة إيرانية. وفي بعض المحافظات، سيفوز المرشح أو المرشحون بالتزكية لغياب منافسين. وترشح الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي عن محافظة خراسان الجنوبية.
ويبلغ عدد الناخبين الإيرانيين الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات 61 مليوناً و172 ألفاً و298 شخصاً، منهم 30 مليوناً و227 ألفاً و165 ناخبة، أي ما يقارب نصفهم.
وفي غياب ملحوظ للإصلاحيين في هذه الانتخابات، ما عدا مشاركة تيارات وأوساط إصلاحية فيها، تتنافس قوائم محافظة في ما بينها بالدرجة الأولى، ويتوقع أن يسيطر التيار المحافظ مرة أخرى على البرلمان في إيران.
وفيما يتوقع مراقبون تسجيل نسبة مشاركة متدنية في هذه الدورة الانتخابية، على غرار دورتي الانتخابات الرئاسية والتشريعية الماضيتين اللتين سجلتا أدنى نسبة مشاركة بعد الثورة الإسلامية عام 1979، بنسبة 48.8% للرئاسة، و42.57% للبرلمانية، أعلنت منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية أن نتائج أحدث استطلاع للرأي أجرته عشية الانتخابات، تظهر مشاركة أكثر من 41% فيها.