أظهرت الأيام القليلة الماضية حجم مشاركة الأميركيين، في إطار المنافسة الشديدة ما بين الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، ومنافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن. فبعد أسابيع من المشاركة المحطمة للأرقام القياسية في التصويت المبكر والبريد في عشرات الولايات، يبقى السؤال الأهم عشية الانتخابات الرئاسية لعام 2020: من بقي للتصويت، ومتى ستصدر النتائج؟
وتشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى أنه يتعين الانتظار أيام حتى صدور النتائج، لأسباب عديدة، ربما أولها وأهمها، حجم المشاركة الشعبية. فقد أدلى أكثر من 98 مليون أميركي بأصواتهم بحلول مساء الإثنين، وهو رقم كبير يعادل حوالي 70%من إجمالي الإقبال قبل أربع سنوات، تاركاً مسؤولي الانتخابات والحملات والجمهور بشكل عام يتساءلون عن مدى ازدحام حركة التصويت يوم الثلاثاء.
لا يمكن أن تقوم الماكنات بفرز وعد الأصوات وإعلان النتائج في وقت قصير نسبياً
وفي حين أن ثلاث ولايات على الأقل، هي تكساس وهاواي ومونتانا، تجاوزت إجمالي الإقبال لعام 2016 مع التصويت المبكر والبريد هذا العام؛ شهدت ولايات أخرى إقبالًا أقل، مما قد ينبئ بحركة مرور أكبر في يوم الانتخابات. ومن بين ساحات القتال، وصلت ولاية بنسلفانيا إلى حوالى 40% فقط من مستوياتها لعام 2016 بحلول يوم الإثنين، وبلغت أوهايو 60%، وبلغت نسبة ميتشيغن 60%.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن هناك الكثير من الدلائل على أن الإقبال سيكون مرتفعاً في ميشيغن أيضاً، ومن المتوقع أن تشهد الليلة ارتفاعاً في عدد المقترعين، كما يقول رون لوكيت، الذي يدير مركز الأنشطة الشمالية الغربية في ديترويت، حيث كان 200 شخص قد اصطفوا بالفعل للتصويت صباح يوم الاثنين.
في ولايات أخرى، يرى مسؤولو الانتخابات الذين واجهوا أعداداً ضخمة من الناخبين في الأسابيع العديدة الماضية أنهم غير متأكدين مما يتوقعونه يوم الثلاثاء، ولا يمكنهم التأكيد بأن النتائج ستصدر في هذا اليوم. ففي جورجيا، كان 3.9 ملايين شخص قد صوّتوا حتى مساء يوم الإثنين، وهو رقم قريب من الـ4.2 ملايين شخص الذين خرجوا في عام 2016. وقد أعادت غالبية المقاطعات العشر الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولاية أكثر من ثلثي بطاقات الاقتراع البريدية حتى يوم السبت، وفقًا لمشروع الانتخابات الأميركية.
وقال مدير انتخابات مقاطعة فولتون، ريتشارد بارون، إنه "في بعض الدوائر في مقاطعته، موطن وسط مدينة أتلانتا، أدلى أكثر من 80 % من الناخبين المسجلين بأصواتهم إما بالبريد أو شخصياً".
إصرار ترامب على أن يكون للولايات المجموع النهائي للأصوات بحلول ليلة الثلاثاء يعد أمراً ليس له أساس في القانون أو التاريخ
وتحتاج عملية التصويت عبر البريد إلى أيام حتى تصدر النتائج، لأنه، وبحسب مديري الحملات، لا يمكن أن تقوم الماكنات بفرز وعد الأصوات وإعلان النتائج في وقت قصير نسبياً، وهو ما يعيد طرح سيناريو انتخاب الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، حيث بقيت النتائج معلقة لأيام، لحين الانتهاء من التعداد.
مخالفة دستورية
ويرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هناك مخالفة دستورية في تأخير نتائج الانتخابات، بل يذهب أبعد من ذلك، ويتهم الديمقراطيين بتزوير الانتخابات في حال تأخر عملية عدّ الأصوات وفرزها. في السابق، لم تعلن وكالة "أسوشييتد برس" عن فوز ترامب نفسه ليلة الانتخابات في عام 2016 ، ولكن في الساعة 2.29 من صباح اليوم التالي، تم إعلان النتائج. كذلك، انتظر خصوم باراك أوباما حتى اليوم التالي لمعرفة النتائج، وفي انتخابات عام 2000 لم تتم تسويتها حتى تنازل آل غور في 13 ديسمبر/كانون الأول. لكن لكل ولاية أن تحدد موعدها النهائي للمصادقة على النتائج الرسمية، وترى مجلة "إيكونموست"، في تقرير بعنوان: "بايدن أم ترامب؟ قد يضطر الأميركيون إلى الانتظار أيامًا لمعرفة من فاز"، أن إصرار ترامب على أن يكون للولايات المجموع النهائي للأصوات بحلول ليلة الثلاثاء يعد أمراً ليس له أساس في القانون أو التاريخ.
وترى المجلة أنه من المتوقع أن إصرار ترامب على إعلان النتائج ربما يشير إلى أن الأخير يخطط لإعلان النصر ليلة الانتخابات إذا بدا أنه سيفوز.