تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولليوم الثاني على التوالي، حصارها العسكري المشدد لمخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال شرقي القدس المحتلة، وذلك منذ تنفيذ عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم، التي قُتلت فيها مجندة وأصيب جنديان إسرائيليان آخران، فيما اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى، كما أحرق مستوطنون ومزقوا نسخاً من القرآن الكريم في الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن بلدة عناتا ومخيم شعفاط المتجاورين شهدا طيلة الليل وحتى ساعات فجر اليوم الإثنين، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أصيب خلالها العشرات من المواطنين اختناقاً بالغاز المسيل للدموع، الذي أطلق بكثافة عالية وطاول المواطنين داخل منازلهم.
ويقول أهالي مخيم شعفاط، إن "هذين الإغلاق والحصار المفروضين عليهم وعلى بلدة عناتا وضاحية السلام تسببا بإلحاق الضرر الكبير بمصالحهم، حيث منع مئات التلاميذ والعمال والموظفين من التوجه إلى مدارسهم وأعمالهم، كما منع المرضى من الوصول إلى المستشفيات، حيث يهدد الجنود بإطلاق النار على كل من يحاول الوصول إلى حاجزي الاحتلال على مدخل المخيم وبلدة عناتا".
يأتي ذلك في وقت امتدت المواجهات فيه إلى بلدتي العيسوية وسلوان وسط القدس المحتلة، حيث اندلعت هناك مواجهات عنيفة أصيب خلالها شاب من العيسوية برصاصة معدنية، وصفت إصابته بالمتوسطة.
وصباح اليوم الإثنين، أغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا العسكري المقام شمال القدس، بذريعة الاشتباه بجسم مجهول، كما تشدد من إجراءاتها على حاجز حزما العسكري المقام شمال شرقي القدس المحتلة، وتقيد التنقل عبره.
وقال المحامي مدحت ديبة، وهو من أهالي مخيم شعفاط، لـ"العربي الجديد"، إن الحصار المفروض على المخيم وعلى عناتا وضاحية السلام تسبب بإلحاق ضرر كبير بمصالح الأهالي. وأوضح أنه تم منع مئات التلاميذ من التوجه إلى مدارسهم، ومئات العمال والموظفين من التوجه إلى أعمالهم، كما منع المرضى من الوصول إلى المستشفيات، إذ يهدد الجنود بإطلاق النار على كل من يحاول الوصول إلى حاجزي الاحتلال على مدخل المخيم وبلدة عناتا.
من جهتها، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن بلدة عناتا ومخيم شعفاط المتجاورين شهدا طيلة ليل الأحد الإثنين، وحتى ساعات فجر أمس، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أصيب خلالها العشرات من المواطنين اختناقاً بالغاز السام المسيل للدموع، الذي أطلق بكثافة عالية وطاول المواطنين داخل منازلهم.
وتجددت هذه الاشتباكات في نهار أمس. وامتدت المواجهات إلى بلدتي العيسوية وسلوان وسط القدس المحتلة، حيث اندلعت هناك مواجهات عنيفة أصيب خلالها شاب من العيسوية برصاصة معدنية ووصفت إصابته بالمتوسطة. كذلك، أُصيب، ظهر أمس الأحد، مواطنان بجروح عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ضاحية السلام.
من جهته، وصف المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، في حديث لـ"العربي الجديد"، سياسة الإغلاقات والعزل التي تفرضها سلطات الاحتلال على المناطق الفلسطينية بأنها "محاولة فاشلة لاستعادة قوة الردع التي فقدتها بسبب عمليات المقاومة، والتي كان آخرها العملية الفدائية على حاجز شعفاط". وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "سلطات الاحتلال تعتقد أن استمرار الاحتكاك المباشر مع الفلسطينيين سيؤدي إلى تصعيد الأوضاع، وبالتالي هي تستعيض عن ذلك بسياسة الحصار والعقاب الجماعي، من خلال سحب تصاريح العمل والإغلاقات، كما يحدث الآن في مخيم شعفاط، وكما حدث من قبل في نابلس وفي أكثر من منطقة من جنين". وتابع "كما أن الاحتلال يسعى من وراء هذه السياسة، لوقف تمدد المقاومة في الضفة الغربية، وهي سياسة لن تنجح ولن تفيده لأن بعض هذه العمليات يقوم بها أفراد، وبالتالي تصعب السيطرة عليها أو كشفها قبل وقوعها".
ورأى عبيدات أن السلطات الإسرائيلية "تريد أن تطمئن مجتمع دولة الاحتلال بأن العمليات التي تتم، هي بعيدة عن الإطار التنظيمي، ويمكن السيطرة عليها من خلال العقوبات الجماعية التي تفرض على الفلسطينيين".
من ناحية أخرى، استأنف المستوطنون منذ ساعات الصباح وبحماية قوات الاحتلال اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة، وصلت إلى أكثر من 200 مقتحم، وأدى المقتحمون طقوساً وصلوات تلمودية خلال تلك الجولات، كما تلقوا شروحات عن "الهيكل"، بعد أن انتظموا في مجموعات كبيرة قرب مصلى باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة المشرفة، وقيدت قوات الاحتلال حركة المصلين والمرابطين، كما فرضت قيوداً على دخول الشبان، واعتقلت ثلاثة منهم من داخل ساحات المسجد قبل أن تقتادهم إلى أحد مراكزها.
تأتي هذه الاقتحامات وسط دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، غداً الثلاثاء، وتضمنت الدعوة أن تكون هذه الاقتحامات هي "الأكبر" منذ العام 1967، إذ يخطط نحو خمسة آلاف مستوطن للاقتحام في يوم واحد.
وبالتزامن مع اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، نفذ مستوطنون مسيرات شارك فيها المئات، انطلقت من باب السلسلة، حملوا خلالها ما يسمى "القرابين النباتية"، التي دعت "جماعات الهيكل" لإدخالها للأقصى خلال "عيد العُرش"، ورصدت مكافآت مالية لذلك.
إلى ذلك، أبعدت قوات الاحتلال، ليلة أمس، رئيس مفوضية كشافة القدس عن المسجد الأقصى المبارك، ماهر محيسن، من بلدة العيساوية، عن المسجد الأقصى المبارك لمدة 15 يوماً.
على صعيد منفصل، كُشف النقاب، اليوم الإثنين، عن قيام مستوطنين خلال الأيام الماضية، وخلال إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المسلمين واستباحته من قبل المستوطنين في فترة الأعياد اليهودية، بإخراج عدة نسخ من القرآن الكريم من داخل الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة من الخليل جنوبي الضفة الغربية، ووضعها في حاويات القمامة، وفق ما أكده المدير السابق للحرم حفظي أبو سنينة، في حديث لـ"العربي الجديد".
وشدد أبو سنينة على أنّ ما جرى هو اعتداء ومسّ بحرية العبادة، كون الحرم يغلق أمام المسلمين، ويتم فتحه واستباحته من قبل المستوطنين.
وشددت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وأغلقت عدداً من شوارعها، فيما اعتدى المستوطنون بالتزامن على المركبات الفلسطينية المارة.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، الشقيقين أسيد وخليل الترتوري من مخيم الفوار جنوبي الخليل، بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح، أثناء تفتيش منزلهما، والعبث بمحتوياته.
وأعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، حركة تنقل الفلسطينيين على طريق حوارة الرئيسي، جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، بينما تشهد طريق جنين - نابلس بين الحين والآخر إغلاقات متعددة، وتمنع قوات الاحتلال مرور المركبات.