واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إجراءاتها المشددة في عدة قرى وبلدات، جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية، بعد عملية "حوارة" التي قُتل فيها مستوطنان أمس السبت، وتجري قوات الاحتلال عمليات تفتيش وتمشيط بحثاً عن منفذ العملية.
وقال الناشط يوسف ديرية لـ"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال تواصل إغلاق مداخل بلدة بيتا جنوب نابلس، فيما كانت أجرت عمليات تفتيش وتمشيط في البلدة بالتزامن مع اندلاع مواجهات أصيب فيها عدد من الفلسطينيين".
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان صحافي، إصابة ثلاثة فلسطينيين بقنابل غاز، بينهم الصحافي وهاج بني مفلح الذي أصيب بالقدم، أما الشابان الآخران فقد أصيب أحدهما بالوجه والآخر بالقدم، ونقلوا جميعاً إلى مراكز طبية لتلقي العلاج.
ووفق الهلال الأحمر تعرض 109 اشخاص للاختناق بالغاز السام المسيل للدموع وجرى علاجهم ميدانيًا، وجرى إخلاء شخصين من صيدلية في بيتا وإخلاء عائلة مكونة من خمسة أشخاص نتيجة استهدافهم بالغاز السام وجرى علاجهم ميدانياً.
في هذه الأثناء، اقتحمت مجموعة من المستوطنين منطقة جبل صبيح في بلدة بيتا، وسط استعدادات أهالي بيتا للتصدي لهم، علماً أن الاحتلال يقيم في الجبل نقطة عسكرية بعد الفشل في إقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية قبل عامين.
من جانب آخر، أكد الناشط ديرية أن قوات الاحتلال تواصل عمليات التمشيط والتفتيش في الأراضي وبين الأشجار والمنازل القديمة، وسرقة تسجيلات كاميرات المراقبة من المحال التجارية، خلال اقتحامها بلدة عقربا جنوب نابلس، بالتزامن مع إغلاق كافة مداخل البلدة باستثناء المدخل الغربي حيث تقيم عليه حاجزاً عسكرياً وسط إجراءات مشددة. وأشار ديرية إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال اقتحام عقربا المواطن عيسى بني فضل (60 عاماً) وابنه محمد (30 عاماً).
في سياق آخر، هاجم مستوطنون، الليلة الماضية، مركبات الفلسطينيين قرب المدخل الشمالي لبلدة حوارة، جنوب نابلس، بالحجارة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار، كما هاجم مستوطنون بالحجارة مركبات الفلسطينيين قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة، ما أدى لوقوع أضرار ببعض المركبات.
استئناف اقتحام الأقصى
وفي القدس المحتلة، استأنف عشرات المستوطنين اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، منذ صباح اليوم الأحد، بحماية قوات الاحتلال، وأدوا طقوساً تلمودية.
إلى ذلك، اعتدى مستوطنون بالضرب المبرح، مساء السبت، على طفل مقدسي قرب باب الخليل في القدس المحتلة، فيما أدى عشرات المستوطنين طقوسا تلمودية قرب أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
من جانب آخر، مددت محكمة الصلح الإسرائيلية، مساء أمس السبت، اعتقال الفتى عبد الرحمن الزغل (13 عاماً) من بلدة سلوان، جنوب القدس، حتى الأربعاء القادم، بعد أن كانت عقدت جلستها من دون تمكن الفتى الزغل من حضورها بالنظر إلى وجوده في المشفى في حالة غيبوبة بعد إطلاق النار عليه، أول من أمس الجمعة، من قبل جنود الاحتلال وسط بلدة سلوان.
وأفاد المحامي فراس الحبريني، محامي مركز معلومات وادي حلوة الذي يتولى الدفاع عن الفتى عبد الرحمن، "العربي الجديد" بأن المحكمة رفضت طلب شرطة الاحتلال تمديد اعتقال موكله مدة تسعة أيام، واكتفت بتمديد الاعتقال حتى يوم الأربعاء القادم، كما قررت المحكمة السماح لوالدة الفتى الزغل بزيارته غداً الاثنين، حيث لا يزال يرقد في مستشفى هداسا استجابة لطلب المحامي الذي أكد حق والدته برؤية ابنها، علماً أن شرطة الاحتلال تتهم عبد الرحمن بإلقاء زجاجات حارقة على عناصرها في سلوان ليل الجمعة.
وفي شأن آخر، أصيب أربعة فلسطينيين، فجر اليوم الأحد، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مدينة ومخيم طولكرم شمالي الضفة، حيث أصيب شاب بالرصاص الحي في الوجه، وآخر بشظية في اليد، وآخران تعرضا للدهس بجيب عسكري أثناء قيادتهما دراجة نارية، وجرى نقل الإصابات إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفق مصادر صحافية ومحلية أشارت إلى اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة في مخيم طولكرم بعد اقتحام قوات الاحتلال المخيم.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، الشاب إبراهيم علاقمة من جنين، شمالي الضفة، أثناء مروره على حاجز عسكري مفاجئ، قرب قلقيلية، خلال توجهه إلى مكان عمله.
إحراق سيارة مستوطن بعد دخوله بلدة شمالي رام الله
وأحرق شبان فلسطينيون غاضبون، مساء الأحد، سيارة مستوطن دخل بلدة ترمسعيا شمال رام الله وسط الضفة الغربية.
وقال الناشط عوض أبو سمرة لـ"العربي الجديد" إنّ مستوطناً كان قد دخل بسيارته المنطقة الجنوبية من ترمسعيا، وبقي فيها عدة ساعات، لكن شباناً اكتشفوا أمر وجوده مساء الأحد، وهاجموه، وأحرقوا مركبته، ثم ضربوه.
وأوضح أبو سمرة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم على إثر ذلك المنطقة، فاندلعت مواجهات بين الشبان وتلك القوات، التي تسلمت المستوطن من عدد من الشبان، ثم انسحبت من المكان.
بدوره، أكد جيش الاحتلال في بيان دخول المستوطن إلى البلدة الفلسطينية وإحراق مركبته، ونبه إلى أن دخول غير الفلسطينيين إلى المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية بموجب اتفاقية أوسلو "محظور وخطير".