هدمت آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، قاعة أفراح السلام في بلدة العيسوية بالقدس، دون سابق إنذار، بادعاء أن الأرض المقامة عليها القاعة أرض مملوكة للحكومة، وبأنها مصادرة منذ عام 1968. كما هدمت منشآت بالضفة الغربية، ونفذت اعتقالات في عدة مناطق بالضفة تخللتها مواجهات بين الشبان وتلك القوات، واقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى.
وأفاد محمد أبو الحمص، من لجنة المتابعة في بلدة العيسوية في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن عملية الهدم كانت مفاجئة وصادمة وغير متوقعة، بالنظر إلى أن مالك القاعة، وهو المواطن يوسف محيسن، كان شرع منذ فترة طويلة في إجراءات للحصول على الترخيص اللازم، كما أن هناك أمر وقف للهدم يمنع الاحتلال من هدمها.
وأشار أبو الحمص إلى أن سلطات الاحتلال، وعبر ما يسمّى بـ"دائرة أملاك إسرائيل"، تذرعت هذه المرة بأن الأرض مملوكة لها تماماً، كما فعلت في هدم منزل فادي عليان حارس المسجد الأقصى، والمعتقل قبل عدة شهور.
📹 فيديو صفا| بلدية الاحتلال تهدم قاعة السلام في قرية العيسوية بالقدس المحتلة pic.twitter.com/uBw5Y7FD1I
— وكالة صفا (@SafaPs) August 16, 2022
ولفت أبو الحمص إلى أن المواطن محيسن كان بدأ قبل ثلاثة أشهر بإعادة ترميم وبناء القاعة التي احترقت بالكامل في 29 مايو/ أيار الماضي، خلال ما يسمى مسيرة الأعلام، بعد أن أمطرها جنود الاحتلال بقنابل الغاز المسيل للدموع، وقدرت خسائره في حينه بنحو ثلاثة ملايين شيكل (العملة الإسرائيلية).
في حين تكبد خسائر إضافية اليوم بقيمة مليون شيكل، هي تكاليف إعادة بنائها ورسوم الترخيص، وما فرض عليه من غرامات ومخالفات من قبل بلدية الاحتلال.
يشار إلى أنه سبق عملية الهدم اقتحام قوات الاحتلال بلدة العيسوية واعتقال ثلاثة شبان بعد دهم منازلهم. والمعتقلون هم مصطفى محمد ناصر، والشقيقان ياسين وعماد ناصر أبو ريالة، وفق أبو الحمص.
من جانب آخر، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أربعة منازل مبنية من "الطوب" والصفيح، وحظيرتي أغنام في خربة علان ببلدة الجفتلك، شمال أريحا شرقي الضفة الغربية، تعود للمواطن محمد أبو عرام وأبنائه، بحجة وقوعها في مناطق مصنفة "ج"، وبحجة عدم الترخيص، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" رئيس مجلس قروي الجفتلك أحمد غوانمة.
إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال أمس الإثنين غرفة زراعية في بلدة كفر الديك، غرب سلفيت شمالي الضفة، كما هدمت بركساً زراعياً في قرية بتير غرب بيت لحم جنوبي الضفة، بحجة وجوده ضمن المناطق المصنفة "ج"، وهدمت منشأة زراعية في منطقة المسعودية في أراضي قرية برقة شمال غرب نابلس شمالي الضفة.
على صعيد منفصل، استأنف المستوطنون اقتحاماتهم المسجد الأقصى المبارك اليوم، بحماية قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشددة على دخول المصلين الشبان، وأدى المستوطنون صلوات وطقوساً تلمودية.
مستوطنون يؤدون طقوسًا تلمودية خلال اقتحامهم المسجد الأقصى pic.twitter.com/QgjBG98rkH
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) August 16, 2022
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان من بلدة سلواد شرق رام الله وسط الضفة الغربية، كما اعتقلت الأسير المحرر صالح نوفل من قرية راس كركر غرب رام الله، والأسير المحرر بهاء الدين شجاعية من قرية دير جرير شرق رام الله.
واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، بالتزامن مع اندلاع مواجهات في المخيم أصيب خلالها خمسة فلسطينيين بجروح بالرصاص الحي ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين من مدينة الخليل جنوبي الضفة، واعتقلت، أمس، فلسطينيين اثنين من المدينة، فيما اعتقلت الأسير المحرر عمر مصري من طوباس شمال شرقي الضفة.
إلى ذلك، أصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس شمالي الضفة، كما أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وعدد آخر بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، الليلة الماضية، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية برقة شمال غرب نابلس، وفق ما أكده مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، في تصريح صحافي.
في شأن آخر، نصب مستوطنون عدة بيوتاً متنقلة "كرفانات" وخيمة على أراضي الفلسطينيين في واد سعير شمال شرق الخليل، وسط تحذيرات من نيتهم الاستيلاء عليها وإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
واحتجز مستوطنون فلسطينياً من قرية بيت دجن شرق نابلس، أثناء رعيه الأغنام في منطقة تسمى "الصغرى" شرق القرية، فيما نظم مجلس قروي خرسا جنوب الخليل، أمس، وقفة احتجاجية ضد تدفق مجاري برج الاحتلال العسكري المقام بالقرب من مدرسة خرسا الثانوية إلى شوارع القرية ومدارسها، كما اعتدت قوات الاحتلال على المشاركين في وقفة احتجاجية ضد قيام مستوطنين بنصب خيام وبيوت متنقلة فوق أراضي "أبو لوقا" المحاذية لمستوطنة "عناب"، المقامة على أراضي طولكرم، ومنع المستوطنون الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم المستهدفة، وحاولت دورية عسكرية دهس المصور الصحافي فادي الجيوسي أثناء قيامه بعمله في تغطية الحدث.