الاحتلال يهجّر 20 عائلة فلسطينية من شرق جنين: نزوح عبر الجبال إلى مناطق مجاورة
استمع إلى الملخص
- تواصل قوات الاحتلال حصار الحي الشرقي لليوم الثالث، مع مداهمات وتخريب للبنية التحتية، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
- يواجه الهلال الأحمر الفلسطيني صعوبات كبيرة في تلبية احتياجات المواطنين المحاصرين بسبب استهداف مباشر بالنيران ومنع دخول مركبات الإسعاف دون تنسيق مسبق.
أخلت ما لا يقل عن 20 عائلة فلسطينية منازلها في الحي الشرقي من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، اليوم الجمعة، بعد مطالبات من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال طالبت عبر مكبرات الصوت بإخلاء المنازل المحيطة بمنطقة مسجد خالد بن الوليد في الحي الشرقي من مدينة جنين، ما دفع هذه العائلات إلى الانتقال عبر الجبال للوصول إلى أقاربهم والقرى والبلدات في المحافظة.
يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي محاصرة الحي الشرقي من مدينة جنين لليوم الثالث على التوالي، وسط مداهمة للمنازل وتخريب متعمد فيها. ووصفت المصادر، الأوضاع في الحي الشرقي من مدينة جنين بـ"الصعبة"، حيث يتواصل الحصار وتجريف الشوارع والبنية التحتية بشكل كبير، إضافة إلى حصار الأهالي في منازلهم، وسط خشية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة أن الأهالي لم يكونوا مستعدين لاجتياح كبير.
من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، أن طواقمه تواجه صعوبة كبيرة في الاستجابة لمناشدات المواطنين المحاصرين في مدينة جنين ومخيمها بسبب إعاقة قوات الاحتلال حركة مركبات الإسعاف ومنع طواقمها من الوصول إلى وجهتهم لأداء عملهم الإنساني. وأشار الهلال الأحمر إلى أن طواقمه تحاول إلى جانب عملها في نقل المصابين والشهداء وتقديم الإسعاف الأولي، تلبية مناشدات المواطنين الذين هم في حاجة إلى أدوية، أو حليب للأطفال أو الحفاظات، أو مواد غذائية نفدت من جراء الحصار الشديد المفروض من قبل الاحتلال على المنطقة.
كما أكد أن "طواقمه تواجه تحديات ومخاطر جمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية والإسعافية للمواطنين، إذ تتعرض لاستهداف مباشر بالنيران، ناهيك بتوقيف الطواقم وتفتيش مركبات الإسعاف ومنع دخولها إلى أي منطقة في مدينة جنين من دون الحصول على تنسيق مسبق عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً معرضاً حياة المواطنين للخطر".
ولليوم الثالث على التوالي تتعرض مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية لاجتياح واسع يتخلله حصار للأهالي، وسط مداهمات واعتقالات، بينما تندلع بين حين وآخر اشتباكات مسلحة ويُسمع أصوات تفجير عبوات ناسفة محلية الصنع بآليات الاحتلال. وكانت قوات الاحتلال قد بدأت، مساء الثلاثاء الماضي، اجتياحاً لمدن ومخيمات طوباس وطولكرم وجنين شمال الضفة الغربية، وانسحبت من طوباس بعد يوم وطولكرم بعد يومين، ولا يزال الاجتياح مستمراً في جنين، بينما وصل عدد الشهداء خلال تلك الاجتياحات إلى 20 شهيداً حتى الآن، إضافة إلى أكثر من 20 إصابة.