قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعنف شديد، في وقت متأخر من ليل الاثنين، وفجر اليوم الثلاثاء، الفلسطينيين المرابطين على قمة جبل العرمة في بلدة بيتا جنوبيّ نابلس شماليّ الضفة الغربية المحتلة، الذين يرابطون من أجل التصدي لاقتحام المستوطنين للمكان.
وقال الناشط حمد عواد، لـ"العربي الجديد"، إنّ العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا جبل العرمة وداهموا الخيمة التي أقامها المرابطون الذين كانوا هناك للتصدي للمستوطنين الذين أعلنوا نيتهم التواجد على قمة الجبل اليوم الثلاثاء.
وأضاف عواد أنّ جنود الاحتلال عمدوا إلى تهديد الموجودين هناك وإجبارهم على المغادرة، وبعد مناوشات بين الطرفين، أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم، ما أدى إلى إصابة مسعف بقنبلة في قدمه، واعتقال ناشط، وإخلاء الموقع.
من جهته، أشار المصور الصحافي محمود فوزي، بحديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ قوات الاحتلال تعمدت المسّ بالصحافيين لمنعهم من تغطية الأحداث، وقال في هذا السياق: "كنا هناك منذ ساعات مساء الاثنين، وعملنا على تغطية اقتحام الاحتلال للخيمة والموقع وقمع المرابطين، حيث اعتدى جنود الاحتلال علينا ومنعونا من استكمال العمل وأجبرونا على الابتعاد عن المكان لأكثر من 500 متر".
وتابع فوزي: "حاولنا العودة والاقتراب، فتعرّضنا للتهديد مجدداً بالاعتقال، لكون المنطقة عسكرية مغلقة، كما أبلغنا أحد ضباط الاحتلال".
انسحاب قوات الاحتلال واقتحام المستوطنين للجبل
وفي وقت لاحق، أفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي "العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال انسحبت من جبل العرمة، بعد اقتحام المستوطنين للجبل واندلاع مواجهات بين الشبان المرابطين على الجبل وقوات الاحتلال، ما أوقع إصابة بعيار معدني والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع عولجت ميدانيا.
وأشار اشتيوي إلى أن اقتحام المستوطنين جاء بعد دعوات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام جبل العرمة قبل التوجه للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الإسرائيلية ضمن الدعاية الانتخابية لليمين المتطرف.
اقتحام المستوطنين جاء بعد دعوات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام جبل العرمة قبل التوجه للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات
وأشار إلى أن اقتحام الجبل يأتي ضمن الاقتحامات المتكررة وسط محاولات للسيطرة عليه من قبل المستوطنين، ووسط تصدي الأهالي والنشطاء لتلك الاقتحامات.
وشهدت المنطقة، العام الماضي، مواجهات عنيفة أدت إلى استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة العشرات، وتمكن المرابطون من إجبار الاحتلال على تفكيك الخيام التي نصبها مستوطنون على قمة الجبل الذي يطل على قرى شرق وجنوب شرق نابلس، ويُعَدّ موقعاً استراتيجياً يسعى المستوطنون إلى السيطرة عليه.
اقتحام باحات المسجد الأقصى
من جانب آخر، اقتحم عشرات المستوطنين اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا فيه جولات استفزازية، وذلك ضمن الاقتحامات اليومية للمسجد والتي تتم بالقوة في الصباح وبعد الظهيرة.
على صعيد منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال، شابا من بلدة عناتا شمال القدس وسط الضفة الغربية، وشابا آخر من بلدة حلحول شمال الخليل جنوب الضفة الغربية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
