أصيب مستوطنان حالتهما ما بين المتوسطة والخطرة، وأُحرقت السيارة التي كانا يستقلانها، جراء إطلاق مقاومين فلسطينيين الرصاص فجر اليوم الثلاثاء، على مركبة تقلّ 5 مستوطنين كانوا في طريقهم إلى قبر يوسف شرق مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية المحتلة، فيما حاصرت قوات الاحتلال منزلاً في روجيب شرقيّ المدينة، وقصفته بالقذائف.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية وإذاعة "كان" العبرية، فقد دخلت سيارة تقلّ مستوطنين إلى قبر يوسف دون تنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تمكن مسلحون فلسطينيون من اكتشاف أمرهم، وإطلاق النار باتجاه السيارة، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم، أحدهما جروحه خطرة، نُقل بطائرة عسكرية.
وقالت الهيئة الإسرائيلية إنّ "أربعين دقيقة فصلت ما بين عملية إطلاق النار ودخول جيش الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذ المستوطنين".
وأوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنه "جرت ملاحظة سيارة مشتعلة، فيما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف من عدة اتجاهات، قبل أن تقتحم آليات عسكرية للاحتلال المكان". وأضافت: "كانت مع قوات الاحتلال عدة سيارات إسعاف تتبع نجمة داود الحمراء، وأغلق الجنود المنطقة بشكل كامل، ومنعوا أي أحد من الاقتراب".
#عاجل||
— أدهم أبو سلمية #غزة 🇵🇸 (@adham922) August 30, 2022
مقاومون فلسطينيون فتحوا النار نحو 5 مستوطنين -اقتحموا- مدينة نابلس متجهين نحو منطقة قبر يوسف دون تنسيق مع القوات، أصيب 2 منهم بجروح خطيرة-متوسطة، وتم إحراق سيارتهم. pic.twitter.com/UWv5yOOKIs
وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها فلسطينيون النار على مركبات المستوطنين التي تدخل إلى نابلس بغية الوصول إلى قبر يوسف لأداء طقوس تلمودية، فقد سبق أن قُتل مستوطن قبل عدة أعوام، بعدما أطلقت عناصر أمنية فلسطينية النار على مركبته التي اقتحمت نابلس دون تنسيق مسبق مع السلطة الفلسطينية.
ومع كل اقتحام عسكري إسرائيلي للمنطقة الشرقية من مدينة نابلس لتأمين دخول حافلات المستوطنين إلى القبر، تقع مواجهات عنيفة مع عشرات الشبان الفلسطينيين، وقبل أسبوعين استشهد الشاب وسيم خليفة بعدما أصيب برصاصة قناص إسرائيلي خلال اقتحام الاحتلال والمستوطنين المنطقة.
وبعيد الحادث، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الغربية من بلدة روجيب شرق نابلس، وقصفت منزلاً محاصراً بالقذائف، في وقت أكد الصحافي محمد أبو ثابت لـ"العربي الجديد" أنه سبق ذلك اقتحام قوات خاصة إسرائيلية المنطقة.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ قوات الاحتلال أطلقت 5 قذائف مضادة للدروع على منزل يعود لعائلة الصوالحي في بلدة روجيب، بحجة وجود مطلوب فيه، في وقت سُمع إطلاق نار من داخل المنزل المكوّن من قسمين، مأهول وغير مأهول، والذي يُعتقد أن فيه أربعة شبان، أحدهم مطلوب.
ووفق المصادر، فإن قوات الاحتلال أغلقت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، واستقدمت ثلاث جرافات عسكرية إلى المنطقة.
وذكرت تقارير إسرائيلية أنّه اعتُقل فلسطينيون بعد اشتباكات في روجيب قرب نابلس، وهي معلومات أكدها رئيس بلدية روجيب هاني رواجبة، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان من منزل عائلة الصوالحي المحاصر، لم تعرف هويتهم بعد، بعد أن استخدمت ذويهم للضغط عليهم لاعتقالهم.
وأشار رواجبة إلى أن قوات الاحتلال وجدت صعوبة بالانسحاب من روجيب بسبب المواجهات العنيفة بينها وبين الأهالي، قبل أن تتمكّن من الأمر، لافتاً إلى مصادرتها مركبة كانت متوقفة بجانب المنزل.
وتحدث رواجبة عن أن حريقاً اندلع في المنزل نتيجة القصف الذي تسبّب أيضاً بأضرار كبيرة فيه.
إلى ذلك، استهدفت قوات الاحتلال سيارة إسعاف فلسطينية بالرصاص، ما أدى لتضررها، وجرى منع الطواقم الطبية من التحرك.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في حصيلة نهائية لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة روجيب، أن طواقمه تعاملت مع 50 إصابة، بينها 4 بجروح بالرصاص الحي، وثلاث إصابات بشظايا رصاص حي، وإصابة بقنبلة غاز بالصدر نُقلت جميعها إلى رفيديا.
ومن بين الإصابات، 5 بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط عولجت ميدانياً، و13 إصابة بشظايا رصاص عولجت ميدانياً، واحدة منها بالعين رفضت النقل للمستشفى، وأربع إصابات نتيجة السقوط تمت معالجتها ميدانياً، كما كان بين الإصابات عشرون بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى موقع المنزل المحاصر، وجرى منع طاقم الهلال الأحمر والرعاية من مغادرة الموقع، وتعريض حياتهم للخطر واستخدامهم دروعاً بشرية، كما تعرضت سيارة تتبع الإغاثة الطبية الفلسطينية لاستهداف بالرصاص الحي أصابت هيكلها.
واندلعت اشتباكات مسلّحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال حصارها المنزل في روجيب، واقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة القريب، فيما زعم الإعلام العبري أن لا علاقة بين حصار المنزل وحادثة إطلاق النار على المستوطنين.
على صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، الحيّ الشرقي من مدينة جنين شماليّ الضفة، وسط اشتباكات مسلحة ومواجهات بين الشبان وتلك القوات، من دون أن يبلّغ عن وقوع إصابات، واعتقلت شابين ودهمت منزلاً.
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر عمر بلبل، والشاب محمد السعدي، في أثناء وجودهما داخل مركبة في الحيّ الشرقي بمدينة جنين.
وأشار سمور إلى أن قوات الاحتلال دهمت منزل الأسير المحرر غسان الأطرش في حيّ الألمانية القريب من الحيّ الشرقي، واحتجزته وأسرته حوالى ساعتين، وفتشت المنزل وحطمت محتوياته.
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم، الشاب وسام سليم من بلدة حوارة جنوبيّ نابلس، واقتحمت بلدة دير الغصون شمال طولكرم شماليّ الضفة واعتقلت الأسيرين المحررين فؤاد حواري ومحمود ربايعة، واعتقلت كذلك الشاب فادي رداد من بلدة صيدا شمال طولكرم.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة عتيل شمال طولكرم، واعتقلت الشبان: زهير عتيلي، وأمجد عدنان، ومروان صدقي، واعتقلت أيضاً الشاب عبادة مدنية من بلدة كفر لاقف شرق قلقيلية شماليّ الضفة، واعتقلت أيضاً الشاب منتصر الخراز من وادي الفارعة بطوباس شمال شرقيّ الضفة الغربية.
من ناحية ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مالك مجدي الفاخوري من مدينة الخليل جنوبيّ الضفة، في أثناء مروره على حاجز عسكري في البلدة القديمة قرب الحرم الإبراهيمي.
واقتحمت القوات منزل الأسير المحرر وحيد حمدي أبو مارية في بلدة بيت أمر شمال الخليل، واحتجزت أفراد عائلته داخل غرفة، وعبثت بمحتويات المنزل.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة شبان من مدينة القدس، هم: عبد الكريم سمرين، وسلطان سمرين، وأحمد صيام.
واقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته.