الاحتلال يشق طرقاً ويشيد مقار عسكرية في جبل الشيخ تكيفاً مع الثلوج

23 ديسمبر 2024
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في قمة جبل الشيخ السورية، 17 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت إسرائيل تعزيز سيطرتها على جبل الشيخ السوري بإنشاء مقار عسكرية وبنى تحتية لمواجهة الظروف الشتوية، بما في ذلك شق طرق خاصة وإنشاء مواقع عسكرية مجهزة.
- تضمنت التحضيرات تركيب وسائل تقنية لإذابة الثلوج وتحويلها لمياه صالحة وتجهيز غرف لعلاج انخفاض حرارة الجسم، مع تحذيرات للقيادة السورية الجديدة لمنع وصول "الجهاديين".
- ناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي الوضع في سورية ولبنان، مشيرًا إلى استغلال سقوط نظام الأسد لتعزيز موقفها وضربات لحزب الله وإيران ساهمت في سيطرة المعارضة.

استعدادات الاحتلال لتعزيز سيطرته على الجانب السوري من جبل الشيخ

الاحتلال وجّه تحذيراً إلى الشرع لمنع وصول "الجهاديين" لجنوب سورية

استغلت دولة الاحتلال تطورات سقوط نظام الأسد لاحتلال أراضٍ سورية

بدأ الاحتلال الإسرائيلي استعدادات لوجستية لتعزيز سيطرته على الجانب السوري من جبل الشيخ ومحاولة التكيف مع الثلوج في المنطقة، وسط تحذيرات إسرائيلية جديدة إلى قائد الإدارة السورية الجديدة، من وصول من تصفهم بـ"الجهاديين" إلى جنوب سورية.

ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، شرع الجيش الإسرائيلي بعملية لوجستية "معقّدة"، شيد خلالها مقار عسكرية وبنى تحتية على قمة جبل الشيخ، ومن ضمن ذلك الجزء المحتل منه حديثاً. ويهدف الاحتلال من ماراثونه اللوجستي الذي يسابق فيه الزمن، إلى إنهاء الاستعدادات لفصل الشتاء الذي يحل قاسياً على القمّة، التي تشهد تساقطاً كثيفاً للثلوج.

وفي هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أن قسم التكنولوجيا واللوجستيات التابع للجيش، شق طرقاً خاصة إلى القمة السورية، لنقل قوافل يومية من الشاحنات التكتيكية، المحمّلة بأطنان من مواد البناء والمعدات لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على قمة الجبل، على الأقل حتى نهاية الشتاء الحالي.  

ويقوم جيش الاحتلال بإنشاء موقعين رئيسيين على الأراضي السورية. أحدهما يقع على ارتفاع 2400 متر، وسيشمل مباني متنقلة خاصة ومعززة، بُنيت بحيث يمكنها استيعاب الجنود حتى لو تساقط الثلج بارتفاع يصل إلى ستة أمتار.

الصورة
جنود إسرائيليون يقفون على دبابة في جبل الشيخ / 20 نوفمبر 2023 (Getty)
جنود إسرائيليون يقفون على دبابة في جبل الشيخ / 20 نوفمبر 2023 (Getty)

وعلى ارتفاع 2800 متر، في قمة الجزء المُحتل حديثاً، سيتم تجهيز قاعدة إضافية للقوات، مشابهة لقاعدة الموقع السوري الرئيسي، التي تم التخلي عنها قبل حوالي أسبوعين من قبل جنود نظام الأسد. وتقوم القوات اللوجستية لجيش الاحتلال بتجهيز الموقع وتجديده لراحة الجنود الذين سينفذون مهمة الحفاظ على المنطقة في "أرض العدو". وتشمل الأعمال التنظيف، والطلاء، والإصلاح، وتجهيز معدات الاتصالات والتجميع العسكري، وأثاث المعيشة بجانب مستودعات الطعام في الحاويات وحتى خزان مياه ضخم يمكنه استيعاب 20 ألف لتر من المياه.

إلى ذلك يقوم جيش الاحتلال، وفقاً لما نقلته الصحيفة، بتركيب وسائل إذابة مختلفة، لتمكين تشغيل المعدات والأدوات العسكرية حتى في درجات حرارة تحت الصفر، من دون أن تتجمد. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم قسم التكنولوجيا واللوجستيات إدخال آلة جديدة لإذابة الثلوج وتحويلها إلى مياه لاستهلاك الجنود، وهو أمر استُقي من تجارب جيوش أجنبية تقوم بمهام مشابهة في ظروف جوية مماثلة. علاوة على ما سبق، يُعد الجيش أيضاً غرفاً لعلاج انخفاض حرارة الجسم بصفة إجراء احترازي إضافي، لتقديم علاج سريع وفعال دون الحاجة إلى إخلاء الجنود الذين قد يفقدون حرارة أجسامهم في الطقس القاسي.

إلى ذلك، كشفت "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين عن أن تل أبيب وجهت رسالة تحذيرية إلى الشرع لمنع وصول من وصفتهم بالـ"جهاديين" إلى جنوب سورية. وفيما لم تتطرق الصحيفة إلى كيفية نقل التحذير بالتحديد، ولم تسمِّ صراحة الجهة التي أصدرته وما إذا كانت الجيش أم المستوى السياسي، ادعت إسرائيل أنه لو أظهر الجانب السوري "مسؤولية"، فستقوم من جهتها "بالنظر" في تمرير المنطقة العازلة لسيطرته، ودون ذلك "سنواصل الاهتمام بأمننا"، كما شددت في الرسالة المنقولة. علماً أن المنطقة العازلة هي أراضٍ سورية سيادية، فيما لم توضّح إسرائيل بالضبط ماهيّة المسؤولية التي تنشدها من الحكم الجديد للبلاد.

وعلى إثر التحذير المنقول، وحتّى بعد مطالبة الشرع عقب سقوط نظام الأسد، المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل باتفاقية "فض الاشتباك"، عاد الاحتلال في رسالة جديدة، وفقاً للصحيفة، مفادها بأن جيشه سيطر على المنطقة العازلة مُحركاً باعتبارات تتصل بأمنه، بادعاء "الخشية من تكرار سيناريو مشابه لما حدث في السابع من أكتوبر العام الماضي"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى"؛ إذ شدّدت إسرائيل في رسالتها على أنّها "لن تسمح بحدوث ذلك".

وعلى صلة، انشغل وزراء المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) والذي انعقد في وقتٍ سابق أمس، في القيادة الشمالية، بالتداول بالوضع في كل من سورية ولبنان، وما استخلصه الوزراء من الإحاطات المقدمّة لهم أن من يُطلق عليهم الاحتلال صفة "المتمردين"، يُظهرون للمجتمع الدولي رؤية معيّنة، تقوم على سياسة تحييد البلاد عن صراعات المنطقة والإقليم، ولكن هذا لا يمنع إسرائيل من "إبقاء أعينها مفتوحة" لمتابعة التطورات في جارتها تحت حكم النظام الجديد، كما ذكرت الصحيفة.

منذ سقوط نظام الأسد استغلت إسرائيل انشغال البلاد بصياغة مستقبلها المنشود؛ حيث تعاملت مع السقوط السريع بوصفها نتيجة مترتبة عن الضربات التي وجّهتها إلى حزب الله وإيران وانشغال روسيا بالحرب ضد أوكرانيا، وهم الذين كانوا بمثابة حلفاء للنظام السابق، وإضعافهم أسهم كما ترى في إفراغ قواتهم من مواقع في سورية، ما عجّل عملياً في التقدّم السريع لفصائل المعارضة ونجاحها في السيطرة على مفاصل الدولة، وقد مرر رئيس حكومة الاحتلال هذه الخلاصة في أكثر من تصريح له، عندما قال إن "الضربات التي وجهناها لحزب الله وإيران أسهمت في سقوط نظام الأسد".

المساهمون