نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، اليوم الإثنين والليلة الماضية، ومن بين المعتقلين شقيق الأسير الشهيد القيادي في حركة فتح ناصر أبو حميد. كما استدعت قوات الاحتلال رئيس الهيئة الإسلامية في القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري للتحقيق. وواصل المستوطنون اقتحاماتهم المسجد الأقصى.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، بأن حصيلة الاعتقالات التي نفّذتها قوات الاحتلال منذ الأمس حتى صباح اليوم بلغت 34 مواطناً بينهم طفلان، وتوزعت على محافظات: رام الله، البيرة، جنين، بيت لحم، نابلس، قلقيلية، سلفيت، أريحا، الخليل، والقدس.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشيخ عكرمة صبري في حي الصوانة شرقي البلدة القديمة في القدس، وسلّمته مذكرة استجواب للتحقيق في سجن المسكوبية في القطاع الغربي من مدينة القدس المحتلة.
وفند رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري لمحققي مخابرات الاحتلال، في سجن المسكوبية، اتهاماتهم له بالتحريض على العمليات الفدائية والدعوة لقتل الآخرين.
وفي تصريح خاص لـ"لعربي الجديد" أكد صبري أنه أبلغ المحققين أن هذه الاتهامات إنما تسوقها وسائل الإعلام العبرية، ولا تستند الى أي أساس، وأن من حقه كرجل دين التعبير عن رأيه في كل ما يختص شؤون المسلمين والمسجد الأقصى، بما في ذلك تقديم التعازي لذوي الشهداء باعتبار ذلك واجبا اجتماعيا ودينيا.
وجدد صبري وصفه هذا التحقيق بأنه استفزازي ويندرج في إطار سياسة كم الأفواه.
وفي تعليق له على اقتحام منزله، قال صبري لـ"العربي الجديد": "إن ما جرى لن يمنعني من مواصلة دفاعي عن المسجد الأقصى، والتحذير من الأخطار الشديدة التي بات يتعرض لها المسجد، خاصة بعد هيمنة جماعات التطرف على الحكومة الإسرائيلية".
وقبيل مثوله للتحقيق لدى مخابرات الاحتلال، أكد صبري، في بيان صحافي، أن استدعاءه للتحقيق من قبل مخابرات الاحتلال يأتي على خلفية تصريحاته بشأن المسجد الأقصى، وقال: "إن سلطات الاحتلال تهدف من وراء هذا الاستدعاء واستهداف الشخصيات المقدسية إلى تكميم الأفواه، لأنها لا تسمح بمعارضة المخططات الإسرائيلية المستمرة بحق الأقصى".
وشدد صبري بالقول: "إن مواقفنا الدينية والاستراتيجية ثابتة تجاه المسجد الأقصى، ولن نتراجع عنها، رغم كل ما يُمارسونه من انتهاكات وإجراءات بحقنا".
ويأتي هذا التطور بعدما كان إيتمار بن غفير، وزير ما يسمى بالأمن الوطني الإسرائيلي، أعلن أمس الأحد نيته اقتحام المسجد الأقصى في موعد لم يحدده بعد، في وقت قررت شرطة الاحتلال عقد اجتماع غداً لقادتها للبدء في إجراءات اقتحام بن غفير للأقصى وتأمين الحماية له.
وفي تطور موازٍ، اقتحمت قوة من مخابرات الاحتلال، الإثنين، منزل محافظ القدس عدنان غيث، في حي بطن الهوى بسلوان جنوب البلدة القديمة في القدس، وسلمته أمراً جددت بموجبه منعه من دخول الضفة الغربية، حيث مقر عمله في ضاحية البريد، علماً بأنه يخضع للحبس المنزلي منذ شهر أغسطس/آب من العام الماضي.
في هذه الأثناء، واصل المستوطنون اقتحاماتهم اليوم لباحات المسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحمه العشرات، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية.
وكانت قوات كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت، صباح الإثنين، مخيم شعفاط وشرعت في أعمال دهم للمنازل وملاحقة عمال من أبناء الضفة الغربية يعملون داخل المخيم، وترافق الاقتحام مع الاعتداء على المارة في الشوارع وتقييد حركة الانتقال على الحاجز العسكري المقام على مدخله الرئيسي، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
من ناحية أخرى، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، الليلة الماضية، طلب استئناف الإفراج عن الأسير أحمد مناصرة، رغم تدهور حالته الصحية والنفسية، بعدما كانت لجنة "الإفراج المشروط" أوصت بمنع عقد جلسة للنظر في الإفراج المبكر عن مناصرة.
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في بئر السبع استجابت لطلب النيابة العامة بتمديد العزل الانفرادي للأسير أحمد مناصرة، المحتجز في العزل الانفرادي لمدة 4 أشهر إضافية، بناء على ما سمي بـ"مواد سرية" قدمتها مصلحة السجون للمحكمة.
واتهم مناصرة بأنه شريك في عملية طعن في مستوطنة "بسغات زئيف" المقامة على أراضي القدس عام 2015 إلى جانب ابن عمه، الذي استشهد على الفور حينما كان يبلغ من العمر 15 عاماً فقط، وكان مناصرة يبلغ من العمر حينها 13 عاماً فقط، وبدأ بقضاء محكوميته منذ ذلك الحين.
على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الإثنين، 19 فلسطينيا من الضفة الغربية، بينهم جهاد أبو حميد، شقيق الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، الذي استشهد قبل أسبوعين نتيجة إصابته بمرض السرطان، وسط إهمال طبي واحتجز الاحتلال جثمانه.
وخلال اقتحام مدينة نابلس واعتقال عدة شبان، أطلقت مجموعات "عرين الأسود" الرصاص باتجاه قوات الاحتلال، وأكدت "عرين الأسود" في بيان لها، أنها "تصدت للقوة المقتحمة لمدينة نابلس، بصلياتٍ من الرَّصاص المبارك فجْرَ هذا اليوم، في كُل من منطقة المخفية والجبل الشمالي".
في شأن آخر، جرفت آليات تابعة للمستوطنين، اليوم الإثنين، أراضي في بلدة قصرة جنوب نابلس محاذية لمستوطنة "مجدوليم" المقامة على أراضي البلدة، بينما أصيب عدة فلسطينيين، الليلة الماضية، بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال مواجهات شهدتها قرية حوسان غرب بيت لحم جنوب الضفة، وعولج المصابون ميدانياً.
كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، واقتحمت قوات الاحتلال أمس بلدة كفر عين شمال غرب رام الله، وأوقفت بعض المركبات ودققت في هويات راكبيها، وأخضعتهم للتحقيق الميداني، وتزامن ذلك مع اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات.