الاحتلال الإسرائيلي يطالب عبر الأمم المتحدة بنزوح قرابة مليون من سكان غزة لجنوب القطاع و"حماس" تحذر

نيويورك
ابتسام عازم (العربي الجديد)
ابتسام عازم
كاتبة وروائية وصحافية فلسطينية تقيم في نيويورك. مراسلة "العربي الجديد" المعتمدة في مقرّ منظمة الأمم المتحدة.
غزة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
13 أكتوبر 2023
الاحتلال يرهب سكان غزة لتنفيذ التهجير.. نكبة ثانية
+ الخط -

أكد الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن جيشه "طلب من سكان مدينة غزة إخلاء منازلهم"، وذلك بعد ساعات من تصريح الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي أبلغها بأنّ نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الـ24 المقبلة، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في حركة "حماس" تحذيره ودعوته لـ"عدم الانسياق وراء هذه الدعاية الزائفة".

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إن "مسؤولية ما سيحدث لمن يرفض إخلاء غزة تقع على عاتق "حماس".

من جانبه، دعا الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في تصريحات في نيويورك، سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى إلغاء إخلاء أكثر من مليون فلسطيني شمالي وادي غزة إلى جنوبها خلال الأربع والعشرين ساعة.

وجاءت تصريحات دوجاريك رداً على أسئلة "العربي الجديد"، حول معلومات مفادها أنه "قبل منتصف الليل بالتوقيت المحلي [غزة] من الـ12 من أكتوبر، أبلغ ضباط الاتصال في الجيش الإسرائيلي قادة فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وإدارة السلامة والأمن في غزة، بضرورة أن ينتقل جميع السكان من شمالي وادي غزة إلى جنوب غزة خلال الـ24 ساعة المقبلة. ويصل عدد السكان في تلك المنطقة إلى قرابة 1.1 مليون شخص".

ولفت المسؤول الأممي إلى أنّ "هذا الطلب يشمل وينطبق على جميع موظفي الأمم المتحدة وجميع المقيمين في مرافق الأمم المتحدة، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات". وقال دوجاريك: "تعتبر الأمم المتحدة أنه من المستحيل أن يتم ذلك دون عواقب إنسانية مدمرة".

وأضاف: "تدعو الأمم المتحدة وبقوة السلطات الإسرائيلية إلى إلغاء أي أمر من هذا القبيل، لتجنب ما يمكن أن يحول وضعاً مأساوياً أصلاً إلى كارثي".

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له، "كافة سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً"، زاعماً أنه يتم تنفيذ هذا الإخلاء "من أجل أمنهم الشخصي". 

وشدد بيان جيش الاحتلال على أنه "لن يسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلّا بعد صدور بيان يسمح بذلك. ممنوع الاقتراب إلى منطقة السياج مع دولة إسرائيل". 

وزعم بيان جيش الاحتلال أنّ عناصر المقاومة في حركة حماس "يختبئون داخل مدينة غزة في الأنفاق تحت البيوت وداخل مبانٍ مكتظة بالسكان الأبرياء". وأكد جيش الاحتلال أنه سيواصل في الأيام القريبة "العمل بشكل ملموس في مدينة غزة".

ولاحقاً، قالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنها نقلت مركز عملياتها المركزي وموظفيها الدوليين إلى جنوب غزة لمواصلة عملياتها الإنسانية ودعم موظفيها واللاجئين الفلسطينيين.

وأضافت الوكالة على منصة إكس: "نحث السلطات الإسرائيلية على حماية جميع المدنيين في ملاجئ أونروا، بما في ذلك المدارس".

في المقابل، دعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، المواطنين في القطاع إلى "عدم التعاطي مع محاولات الاحتلال التي تأتي ضمن الحرب النفسية".

وقال المكتب، التابع لحكومة غزة، في تصريح صحافي أوردته "الأناضول": "يحاول الاحتلال بث وتمرير بعض الأخبار الدعائية الكاذبة بطرق مختلفة مستهدفاً إحداث بلبلة بين المواطنين والمسّ بتماسك جبهتنا الداخلية". وأضاف: "من ضمن هذه المحاولات ما يتداول حول الطلب من بعض العاملين بالمؤسسات الدولية التوجه للجنوب".

ودعا المكتب المواطنين إلى "عدم التعاطي مع هذه المحاولات التي تأتي ضمن الحرب النفسية"، مضيفا أن "طواقم هذه المؤسسات ما زالت في أماكنها".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، إياد البزم، إن الاحتلال شرد قرابة 400 ألف مواطن من منازلهم، و"هو يكذب عندما يقول إنه يستهدف بنية المقاومة، بل ما يستهدفه هي منشآت مدنية وتعليمية ومساجد ومنازل المدنيين الآمنين".

وأضاف البزم، في مؤتمر صحافي: "كل شيء مستهدف أمام الصواريخ التي تنهمر من الجو والبحر ومدفعية الاحتلال بشكل متواصل على مدار 7 أيام على رؤوس المواطنين في قطاع غزة".

وتابع "نعمل بأقل الإمكانيات الممكنة ومع ذلك سنواصل تقديم الخدمات ولن نتخلى عن واجبنا تجاه أهلنا"، مضيفاً: "نقول لأهلنا في غزة اثبتوا في أرضكم ونقول للاحتلال لن نهجر مرتين".

وأشار إلى أنّ "الاحتلال يرتكب جرائم حرب بقطع المياه والكهرباء والغذاء عن أهل غزة"، لافتاً إلى أنّه "لا توجد منطقة آمنة في غزة ولا منطقة في منأى عن القصف الإسرائيلي الهمجي".

"حماس" تدعو للوقوف في وجه محاولات التهجير

وفي وقت لاحق من اليوم الجمعة، دعت حركة "حماس" الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إلى تحمّل المسؤولية والوقوف في وجه محاولات تهجير أبناء قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيان "إن ما نشهده من تراجُعٍ وضعفٍ في موقف وكالة الأونروا، وتقصيرٍ في أداء واجباتها بتأمين احتياجات شعبنا، يستدعي مراجعة فورية وعاجلة لهذه السياسة، التي تشكّل خدمة لأجندة الاحتلال، الرامية إلى اقتلاع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من أرضه".

وطالبت الحركة الأمم المتحدة ووكالة "أونروا" بـ"التخلي عن دور شاهد الزور على عمليات التهجير الممنهج التي تقوم بها آلة الحرب الصهيونية، والدفاع عن حقّ المواطنين في البقاء في بيوتهم، وتأمين احتياجاتهم"، وقالت: "هذا الشعب اتخذ قراره بالبقاء في أرضه مهما كانت التضحيات، ولن يغادرها إلا إلى أراضيه وقراه ومدنه التي هُجِّرَ منها قسراً".

وكانت "رويترز" قد نقلت عن مسؤول في "حماس" قوله إن تحذير سكان غزة للانتقال "دعاية زائفة ونحث مواطنينا على عدم الانسياق وراءها".

ويشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، عبر سلسلة من المجازر الجماعية التي يرتكبها، في ظل تواصل قصفه العنيف على الأحياء السكنية واتباعه سياسة الأرض المحروقة. وفيما دخلت عملية "طوفان الأقصى" يومها السابع، تواصل المقاومة الفلسطينية الرّد عبر استهدافها الأراضي المحتلة.

ذات صلة

الصورة
سكايب

منوعات

دانت مؤسسات حقوقية فلسطينية وعربية وأجنبية إقدام شركة مايكروسوفت على حظر حسابات البريد الإلكتروني وحسابات "سكايب" للمستخدمين الفلسطينيين.
الصورة
مشهد من دير البلح وسط قطاع غزة - يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي ادّعى الاحتلال أنّها آمنة تتعرّض مناطق فيها لاستهداف عسكري متواصل.
الصورة
منظر للدمار في منطقة المواصي بخانيونس بعد الهجوم الإسرائيلي، 14 يوليو 2024 (الأناضول)

منوعات

دشن متابعون فلسطينيون وعرب وسم #العربية_شريك_في_الإبادة، ليعبروا عن غضبهم إزاء تغطية القناة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
المساهمون