Skip to main content
الاحتلال يحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية مع بدء الاحتفالات بـ"عيد العرش"
محمد عبد ربه ــ القدس المحتلة
محمود السعدي ــ رام الله
إصابة شاب فلسطيني بجروح برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي (Getty)

حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة من القدس منذ صباح اليوم السبت، إلى ثكنة عسكرية مع بدء أولى الاحتفالات اليهودية بما يسمى عيد العرش، التي تستمر حتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وكانت قوات الاحتلال قد أرغمت صباح اليوم العشرات من أصحاب المحال التجارية في سوق القطانين المؤدي إلى المسجد الأقصى على إغلاق محالهم، لتمكين المستوطنين من القيام بصلوات وطقوس تلمودية داخل السوق، حيث وصلت منذ الصباح مجموعات من هؤلاء المستوطنين إلى هناك، وشرعت بأداء طقوسها الاستفزازية.

ويعد "عيد العُرش" أحد "أعياد الحج" الثلاثة لدى اليهود وفق النصوص الدينية، وتسعى جماعات الهيكل خلاله لإدخال القرابين النباتية إلى المسجد الأقصى، وزيادة أعداد المقتحمين طوال أيامه الثمانية التي تنتهي بيوم "ختمة التوراة".

وفي هذا الإطار، توعدت جماعات الهيكل المزعوم، خلال العيد بكسر الأرقام السابقة لأعداد المقتحمين للمسجد الأقصى؛ حيث أعلنت تلك الجماعات أنها ستوفر لأجل ذلك المواصلات المجانية من مختلف المناطق، وستوفر أيضاً الوجبات الخفيفة على باب المغاربة.

وعلاوة على ذلك، دعت جماعات الهيكل إلى صلاة صباحية مضافة في الأقصى للدعاء "لتطهير الهيكل"؛ أي لإزالة الأقصى من الوجود، تسبقها صلوات ترافقها الموسيقى في القصور الأموية، وذلك بعد غد الاثنين، الموافق لليوم الثاني لاقتحامات "عيد العُرش".

ودعت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" جمهورها إلى التبرع لتحقيق هذه الغاية؛ عارضة أمامهم أدوات عدة يمكن تمويل المنظمة من خلالها.

وتتخذ جماعات الهيكل المتطرفة من عيد العرش التوراتي مناسبة سنوية لرفع أعداد المقتحمين السنوي، باعتباره أحد "أعياد الحج" الثلاثة وفق النصوص الدينية، ويمتد لثمانية أيام، ويشكل ذروة موسم الأعياد الطويل؛ ما يجعل تعويل تلك الجماعات عليه مضاعفاً للتقدم في أجندتها لتهويد المسجد الأقصى.

وتزامن تصعيد جماعات الهيكل هذا العام مع الذكرى الثالثة والعشرين لهبّة القدس والأقصى في عام 2000، حين اقتحم وزير جيش الاحتلال آنذاك المسجد الأقصى، ما سبّب مواجهات وانتفاضة عارمة وارتقاء عشرات الشهداء والجرحى برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت الأقصى وأطلقت النار عشوائياً على المصلين.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، أن اقتحام شارون للأقصى، الذي أسس لاقتحامات المستوطنين، لن تثني المقدسيين عن الدفاع عن مسجدهم مهما كانت التضحيات، مشدداً على فشل محاولات الاحتلال في التقسيم الزماني والمكاني للمسجد.

وحثّ صبري أبناء الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة داخل الوطن إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه.

في سياق منفصل، أُصيب شاب فلسطيني، فجر اليوم السبت، بجروح برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات شهدتها مدينة أريحا شرقيّ الضفة، فيما أُصيب مواطن فلسطيني إثر اعتداء مستوطنين عليه في طريق المعرجات شمال غرب أريحا، مساء يوم أمس الجمعة، واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، شاباً في أثناء مروره على حاجز عسكري جنوب أريحا.

إلى ذلك، أُصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء أمس الجمعة، في قرية جلبون شمال شرق جنين، واعتقلت قوات الاحتلال شاباً من قرية العرقة، غرب جنين، واعتقلت أيضاً الأسير المحرر إسلام أبو شنب من مدينة طولكرم شماليّ الضفة، في أثناء مروره على حاجز شوفة العسكري جنوب شرقيّ طولكرم.