الاحتلال يحول القدس إلى ثكنة عسكرية في الجمعة الثالثة من رمضان

07 ابريل 2023
يفرض الاحتلال إجراءات مشددة على الحواجز المحيطة بالمدينة وداخلها (فرانس برس)
+ الخط -

حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من الليلة الماضية، مدينة القدس، وخاصة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، إلى ثكنة عسكرية، في الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، في سياق إجراءاتها الأمنية، ونشرت الآلاف من عناصرها هناك.

ونشرت قوات الاحتلال نحو ثلاثة آلاف من عناصر شرطتها وقوات ما يسمى "حرس الحدود" و"المستعربين" في أنحاء مختلفة من البلدة القديمة، وخاصة في محيط المسجد الأقصى، وعلى جميع محاور الطرق المؤدية إلى هناك، استباقاً لصلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الفضيل.

وفي إطار هذه الإجراءات، منعت قوات الاحتلال الشبان دون الخامسة والأربعين من دخول المسجد الأقصى، ما اضطر عددا كبيرا منهم إلى افتراش الشوارع في محيط البلدة القديمة من القدس، خاصة في منطقة باب الأسباط، وسط حالة من التوتر الشديد، وحدوث تدافعات وعراكات بالأيدي تخللها اعتداء وحشي على العديد من الشبان.

كما منعت قوات الاحتلال أعدادًا كبيرة من المواطنين، خاصة الشبان القاطنين في البلدة القديمة، وعلى بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى، من دخوله.

وعزلت قوات الاحتلال الأحياء المتاخمة للبلدة القديمة عن المدينة المقدسة، وقيدت حركة الانتقال عبر هذه الحواجز، ومنعت دخول المركبات والحافلات إلى مركز المدينة.

أما على حواجز الاحتلال بين القدس والضفة الغربية، فقد أعاقت قوات الاحتلال دخول آلاف المصلين من أبناء الضفة عبر هذه الحواجز، حيث كانت قد أعلنت في وقت سابق عن فرض إغلاق على الضفة الغربية وقطاع غزة بمناسبة عيد الفصح لدى اليهود.

وسمح للرجال فوق الخامسة والخمسين عاماً بدخول القدس عبر هذه الحواجز المحيطة بالمدينة باتجاه الضفة، وللنساء من دون تحديد الأعمار، وسمح للأطفال بسن مبكرة.

ورغم ذلك، تمكن آلاف المصلين من أداء صلاة فجر الجمعة الثالثة من شهر رمضان بالمسجد الأقصى، كما انتظمت تظاهرة في ساحات المسجد بعد الصلاة، رفع خلالها العلم الفلسطيني وسط هتافات تمجد المقاومة.

وقبيل صلاة الفجر، اعتدت قوات الاحتلال على مئات المصلين الفلسطينيين في حي باب حطة المتاخم للمسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس، كانوا قد افترشوا الطرقات هناك بعد أن منعت قوات الاحتلال الشبان دون سن الخامسة والأربعين من الدخول إلى المسجد الأقصى، فيما انتظمت تظاهرة هتفت خلالها الشبان لقائد "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، محمد الضيف.

وكان نحو 40 ألف مصلٍ قد أدوا صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى، وانتظمت حشود كبيرة من الشبان عند مدرجات مصلى قبة الصخرة المشرفة المقابلة للمصلى القبلي، وسط ترديد هتافات افتداء الأقصى.

على صعيد منفصل، أكدت مصادر محلية أن جندياً إسرائيلياً أصيب، الليلة الماضية، في عملية إطلاق نار استهدفت حاجزاً عسكرياً إسرائيلياً مقامًا على مدخل قرية جبع شمال شرق القدس المحتلة، فيما أغلقت قوات الاحتلال الحاجز وشرعت بأعمال بحث وتفتيش عن مطلقي النار.

مواجهات في الرام

واقتحمت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، بلدة الرام شمال القدس المحتلة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بينها وبين الشبان، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت تجاه الأهالي ومنازلهم، ما أدى إلى اشتعال النيران في أجزاء من حديقة منزل تمكن الدفاع المدني الفلسطيني من إخمادها.

مستوطن يطلق النار على مواطنين في الطور

وفي بلدة الطور شرق القدس، أطلق مستوطن النار من سلاحه الشخصي، الليلة الماضية، على تجمع للمواطنين، من دون وقوع إصابات، لتندلع بعدها مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان، كما شهدت بلدتا سلوان والعيسوية مواجهات أخرى استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، أصيب خلالها عدة شبان واعتقل عدد آخر من قبل وحدات المستعربين.

إصابة شاب وطفل برصاص الاحتلال في بيت لحم

على صعيد آخر، أصيب شاب فلسطيني بجروح في فخذه بالرصاص الذي أطلقته قوات الاحتلال، الليلة الماضية، خلال مواجهات اندلعت في قرية حوسان غرب بيت لحم، جنوبي الضفة، نقل المصاب على أثرها إلى المستشفى، علمًا أن القرية تشهد، منذ أسبوع، مواجهات يومية مع قوات الاحتلال، تنديداً باعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه.

كما أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر (16 عامًا) بجروح في قدمه بالرصاص الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت، الليلة الماضية، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، ونقل على أثرها إلى أحد المستشفيات.

المساهمون